تتزين دار الأوبرا المصرية اليوم بمظاهر الاحتفال بالدورة ال25 لمهرجان الموسيقى العربية، دورة مختلفة تحتفل باليوبيل الفضى لأهم مهرجان موسيقى بالوطن العربى الآن الذى تنطلق فعالياته على مدار 14 يومًا متصلة حتى 13 نوفمبر على مسارح دار الأوبرا بالقاهرة (الكبير، الصغير، معهد الموسيقى العربية) والإسكندرية ودمنهور وتضم 37 حفلًا غنائيًا وموسيقيًا بمشاركة 8 دول عربية هى: مصر، فلسطين، المغرب، لبنان، تونس، العراق، الأردن، سوريا. سيمفونية الافتتاح بصوت الحجار وريهام وأمينة تبدأ اليوم مراسم الافتتاح للدورة الجديد، وأولت إدارة المهرجان تفاصيل خاصة هذا العام باليوم الأول احتفاء باليوبيل الفضى، يفتتح الدورة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا، الفنانة جيهان مرسى مدير المهرجان والمؤتمر، يبدأ الحفل من بهو المسرح الكبير بأغانٍ عربية لفريق مركز تنمية المواهب بمصاحبة تخت شرقى تحت إشراف عبدالوهاب السيد، حتى يفتح الستار عن مستنسخ بخط اليد من كتاب الموسيقى الكبير للفارابى الذى يضم 250 صفحة ويتناول معنى اللحن والبحث فى أصل الموسيقى بجانب معرض لمجموعة من الآلات الموسيقية النادرة التى يعود تاريخها إلى القرنين 18 و19 ويتم عرضها للمرة الأولى فى المهرجان.. ثم ينتقل الحضور إلى المسرح الكبير ليبدأ الحفل بعرض فيلم وثائقى بعنوان مهرجان الموسيقى العربية 25 عاماً من الإبداع ويضم لقطات من ذكريات الدورات السابقة بعده تلقى رئيس الأوبرا والمهرجان كلمة ترحب خلالها بالضيوف من فنانين وباحثين ثم كلمة مدير المهرجان والمؤتمر التى تستعرض خلالها الفعاليات بعدها يعلن وزير الثقافة انطلاق الاحتفال . ويصاحب الفعاليات معرضين لفنون الخط العربى يفتتحان فى السابعة مساء الأول بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية ، ويضم إبداعات المكرم عصام عبدالفتاح، والثانى بقاعة زياد بكير للفنون التشكيلية بالمكتبة الموسيقية لأعمال الفنان خالد مجاهد. حفل الافتتاح يحيه الموسيقار عمر خيرت بمصاحبة الاوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجى ومشاركة ضيوف شرف الحفل على الحجار، مدحت صالح، ريهام عبدالحكيم ومغنية الأوبرا امينة خيرت. يمثل هذا الحفل مشاعر خاصة لكل من يشارك فيه اليوم، فاختارت إدارة الأوبرا أكثر النجوم مشاركة على مسرحها ليمثل اليوبيل الفضى احتفالًا ببقائهم فى بيتهم دار الأوبرا المصرية. الفنان على الحجار اكد أن المشاركة فى هذا الحفل هو تكريم خاص له قبل ان يكون احتفالًا بمهرجان الموسيقى العربية، مشيرا إلي أنه فخر كبير لفنان مصرى أن يحى احتفالية لبيت التنوير والثقافة فى مصر لدار الأوبرا، والمهرجان الموسيقى الأهم الآن فى الوطن العربى، بينما اكد مدحت صالح أن الاحتفالية تجمعه بأصدقاء عمره، وتذكره أيضا ب25 عاما يقف فيها على خشبة مسرح الأوبرا ويقدم حفلًا فى كل عام ينتظره ليلتقى جمهوره، مشيرًا غلى انه على مدار كل السنوات التى قدمها يعتبر ان حفلة بالمهرجان يعتبره الأقرب إلى قلبه، خاصة وانه كامل العدد فى كل عام ويتفاعل معه الجمهور بشكل كبير ويغنون معه، أما ريهام عبدالحكيم فأكدت ان الأوبرا هى مصدر اكتشافها، وهى بيتها الأول ومشاركتها فى الحفل مع الموسيقار الكبير عمر خيرت فخر كبير ونتمنى ان يكون احتفالية تليق باسم وقيمة المهرجان. عمر خيرت: تكريمى حصاد لمشوار طويل من العطاء يكرم المهرجان هذا العام 16 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية فى مصر والعالم العربى بتسليمهم أوسكار المهرجان وشهادات التقدير.. وهم اسم الموسيقار الراحل عبدالحليم نويرة مؤسس فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية الذى تحتفل الأوبرا بذكراه المئوية هذا العام، ايضا يكرم الموسيقار عمر خيرت، و قال فى تصريحات خاصة إن تكريمى هو تكريم لمشوار طويل، من العطاء حاولت خلالها خدمة الموسيقى العربية ووضعها فى إطار علمى وعالمى، حتى أثبت للعالم أننا لدينا قوالب موسيقية تستحق الاهتمام من العالم كله، وأضاف أن تكريمى الليلة لا يجب ان ينسينى التكريم اليومى الذى أحصل عليه من جمهورى والذى آراه فى كل حفلاتى سواء داخل دار الأوبرا أو خارجه، فهو جمهور عظيم يستحق منى أن أبذل كل جهدى من أجل أن أكون عند حسن ظنهم. والمطرب عاصى الحلانى والذى يقف لأول مرة على خشبة مسرح الأوبرا ويحيى حفلا فى ثالث أيام المهرجان، الذى قال هذا التكريم بانه انطلاقه نحو نجومية أكبر، مشيرًا ان دار الأوبرا المصرية هى الصرح الموسيقى الأهم فى مصر، والفنان لا يشعر بالنجومية إلا عندما يحققها فى مصر ويجدها فى تفاعل الجمهور المصرى معه على المسرح، ولذلك فأنا سعيد للوقوف لأول مرة على مسرح الأوبرا. أيضا يكرم المهرجان الفنان والإعلامى سمير صبرى الذى أكد ان هذا التكريم شرف كبير لأنه تكريم باسم مصر، وتكريمى جاء فى دورة مهمة فى تاريخ الموسيقى العربية وتأكيدًا على الطرب الأصيل. كما يكرم المهرجان كلًا من الموسيقار الجزائرى سليم دادا، والمطرب والملحن العراقى فاروق هلال، والموسيقار البحرينى مبارك نجم، ومن مصر يكرم الباحثة الدكتورة سهير عبدالعظيم، الشاعر والكاتب الصحفى فوزى إبراهيم، والمطرب طارق فؤاد، وعازف الكولة عبدالله حلمى، عازف التشيللو خالد إبراهيم، عازف الكمان ممتاز طلعت، المنشد حسام صقر، عازف التشيللو ياقوت محمد وفنان الخط العربى عصام عبدالفتاح سيد.. أنغام تغنى لعيد الحب، وعودة قوية لعبده شريف وأصالة تحتفل ب25 عامًا من الغناء يعتبر العام ال25 للمهرجان، هو العام الأكبر فى المشاركات الفنية، حيث يشارك 82 فنانًا فى الفعاليات منهم 66 مطربًا ومطربة، من بينهم 25 صوتًا جديدًا يقدمها المهرجان طوال أيامه. فى سابقة هى الأولى من نوعها شهدت حفلات المهرجان هذا العام نفاذ بيع معظم تذاكر الحفلات قبل انطلاقه، حيث يشارك فيه عدد كبير من نجوم الوطن العربى بجانب النجوم المصريين.. ففى اليوم الثانى للمهرجان يتم الاحتفاء بدولة فلسطين بشكل خاص يبدأ بفاصل غنائى للمطربة آيات فاروق ثم المطرب الفلسطينى محمد عساف بالمشاركة مع الفرقة الموسيقية قيادة محمد إسماعيل الموجى، والفاصل الثانى يقدم فيه الصوت الجديد ياسر سليمان، ثم ريهام عبدالحكيم فى ختام الفاصل الثانى. اليوم الثالث يبدأ باحد نجوم الأوبرا الشباب محمد متولى ثم الصوتين صابرين النجيلى وحسام حسنى وهما يشاركان فى المهرجان بترشيح من المطرب اللبنانى عاصى الحلانى وسبق لهما الظهور فى أحد برامج المسابقات التى شارك فيها عاصى الحلانى وفى ختام هذا الفاصل يلتقى عشاق الموسيقى مع عازف التشيللو عماد عاشور والختام مع صوت لبنان عاصى الحلانى وفرقة الاسكندرية للموسيقى العربيه قيادة المايسترو عبدالحميد عبدالغفار. اليوم الرابع تقديم أحد أصوات نجوم الأوبرا الشباب إيمان عبدالغنى ثم شيماء الهلالى من تونس ويختتم الفاصل أمجد العطافى أحد كبار مطربى فرق الموسيقى العربية بالأوبرا وأحد الذين عاصروا المهرجان منذ انطلاقه وختام اليوم مع ممدوح الجبالى على العود فى فاصل موسيقى ثم تختتم الليلة بالمطرب الكبير إيمان البحر درويش. اليوم الخامس يشهد الاحتفال بعيد الحب حيث تقديم فاصل للموسيقى الكبير عبده داغر على الكمان ثم فاصل غنائى للمطربة أنغام. اليوم السادس يبدأ بفرقة مقامات من تونس مع مشاركة للدكتور حسن شرارة كما يتم تقديم صوتين من الأوبرا هما هانى عامر ونهاد فتحى ومن المغرب كريمة الصقلى قيادة الحفل لصلاح غباشى مع فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية ويشهد هذا اليوم مفاجأة كبيرة وهى عودة المغربى عبده شريف بعد غياب سنوات طويلة عن الساحة الغنائية وعرف عبده فى مصر من خلال آدائه لاغانى العندليب الراحل عبدالحليم حافظ. اليوم السابع ويشهد مجموعة من الفقرات المتنوعة تبدأ بعزف على الكمان لجهاد عقل من لبنان ثم فاصل لفؤاد زبادى من المغرب والذى اشتهر بتقديم أغانى عبدالمطلب ويبدأ الفاصل الثانى بنداء شرارة من الأردن ثم الختام مع المطرب الكبير محمد الحلو مع فرقة الحفنى للموسيقى العربية قيادة هشام نبوى. اليوم الثامن يبدأ بفقرة غنائية لياسر سعيد ثم المطربة أجفان ثم يقدم نصير شمه من العراق مجموعة من مؤلفاته على آلة العود ثم فقرة على البيانو مع أحمد النجار من مصر، ويختتم الليلة المطرب اللبنانى مروان خورى بمصاحبة الفرقة الموسيقية قيادة مصطفى حلمى. اليوم التاسع يشهد وجود أكثر من فقرة تبدأ مع المطربة منال موسى من فلسطين ثم صولو كمان لمحمود سرور ثم المطربة إيمان عبد الغنى ثم يختتم الفاصل بالمطرب محمد محسن قيادة حازم القصبجى ويبدأ الفاصل الثانى بفقرة موسيقية لماجد سرور على القانون ثم تختتم الليلة بصوت المطربة غادة رجب قيادة المايسترو دكتور رضا رجب. اليوم العاشر يشهد مشاركة رحاب عمر من ابناء الأوبرا ثم ابراهيم الحفناوى وهو أحد المطربين الذين اشتهر بين جمهور الأوبرا بآداء أغانٍ عبدالحليم حافظ. ثم فاصل موسيقى لعمرو سليم ثم المطرب مدحت صالح مع فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية قيادة صلاح غباشى اليوم الحادى عشر يقدم فيه الموزع الموسيقى عماد الشارونى مجموعة من الأغانى التى أعاد توزيعها و يشارك معه بالغناء المطرب أحمد غفت من الأوبرا و الفاصل الثانى مع المطرب الكبير هانى شاكر وفرقة ابراهيم الموجى. اليوم الثانى عشر مع فقرة موسيقية بعنوان مقامات بغدادية رؤية جديدة للفنان العراقى فرات قدورى ثم اصوات من شباب الأوبرا غادة آدم ثم محمد الخولى والختام مع الفنان السورى صفوان بهلوان قيادة أحمد عامر. اليوم الثالث عشر يشهد أوكسترا القاهرة السيمفونى مع محسن فاروق أحد رواد الموسيقى العربية و من الذين شاركوا فى الدورة الأولى للمهرجان ثم مياس اليمانى وفادية الحاج من سوريا ثم شادى الجندى من مصر يقدمون فاصلًا لسيد دويش. وأعمالًا من التراث الحلبى ثم المطرب الكبير على الحجار مع الاوركسترا قيادة محمد سعد باشا. اليوم الرابع عشر تختتم أصالة المهرجان والتى تحتفل أيضا بمرور 25 عامًا على احترافها الغناء، كما تشارك فى هذه الليلة مى فاروق ويسبق هذا الفاصل توزيع جوائز المسابقة. وقررت إدارة المهرجان أن تمتد حفلات المهرجان إلى أوبرا الإسكندرية ودمنهور وكذلك معهد الموسيقى العربية حتى يمكن لجمهور المحافظات متابعة ليالى المهرجان متمثلة فى أصوات لا يتاح الاستماع إليها طوال أيام العام. إيناس عبدالدايم: الأوبرا بيت الفنانين العرب الفنانة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا قالت إن نفاذ تذاكر مهرجان الموسيقى العربية بمجرد طرحها دليل على وعى الناس بأهمية فن الأوبرا، لأن مهرجان الموسيقى العربية مميز وله جمهوره العاشق له، فهذا تمثيل لهوية وتراث الأمة العربية، مضيفة أنه على الرغم من زيادة عدد الحفلات وأيام المهرجان التى تصل إلى 37 حفلًا فى 14 يومًا هذا العام إلا أن ظاهرة الإقبال الجماهيرى الغفير تؤكد أن الجمهور لا يزال يبحث عن الفن الهادف. وأشارت أن هذه الدورة تعد الأهم فى تاريخ المهرجان، فهى الاحتفالية الخاص بمرور 25 عاما على المهرجان وأتمنى أن يكون مهرجانًا موفقًا واستكمالا لنجاح الدورات السابقة من عمر هذا المهرجان العريق، لأننا بذلنا فيه مجهودًا كبيرًا من خلال كتيبة عمل كاملة تعمل على كافة تفاصيله منذ فترة طويلة، وساعد ذلك فى إقناع عدد كبير من الفنانين فى المشاركة فى الفعاليات رغم الصعوبات التى كنا نواجهها سواء داخل مصر أو خارجها، لذلك اكتسبنا ثقة العديد من الفنانين ساعدنا هذا العام على جمع هذا التواجد العربى الكبير، لأن عودة مصر مرة أخرى على الساحة الفنية بشكل عريض كان أمرًا صعب المنال بعد الظروف العصيبة التى عاشتها. وأضافت أن مصر فى وقت تحتاج كل دعم عربى، والمهرجان يتيح إمكانية حضور نجوم عرب وحضور للسفراء العرب السياسيين بشكل واضح وهذه الصورة هى التى تنقل للمجتمعات الاخرى ما يحدث فى مصر الآن، عندما فكرنا فى الفنانين المشاركين فى دورة المهرجان الحالية وبعد استقر وضع مصر فوجئنا ببعض الفنانين العرب يريدون المشاركة، وهذا يؤكد المردود الفنى والسياسى ويشجعنا فى السنوات القادمة على استضافة عدد أكبر من الفنانين العرب، وهذا أيضا تأكيد على أن دار الأوبرا المصرية أهم دار فنية فى الوطن العربى وهى بيت المصريين والعرب بكل فئاتهم ونوعيات الفنون التى يقدمونها، هذا نراه من خلال الكتاب الذى تمت طباعته للموسم الفنى هذا العام والذى يؤكد أن البرنامج أكبر من كل عام. وعن استعدادات المهرجان قالت طرحنا عدة أفكار وأسسنا لجنة تحضيرية للمهرجان بدأت عملها منذ فترة طويلة بالإضافة لمشاركة عناصر كثيرة وكنا ندرس أفكارًا كثيرة حتى لوصولنا لهذا الشكل. فالإمكانيات المالية كانت تحديًا كبيرًا فى استضافتنا لعدد من الفنانين، وكان لدينا طموح فى استضافة فنانين آخرين ولكن هناك المغالاة فى الأجور يصل لمرحلة الاستفزاز ومصر ليست دوله مستقرة حتى نعتمد على «البهرجة» فى تقديم المهرجانات والحفلات والمغالاة فى أجور الفنانين بهذا الشكل أمر صعب خاصة وأن المهرجان غير هادف للربح. ولكن مقوماتنا الوحيدة فى هذا المكان هو الحب.
