دعا البابا بنديكتوس السادس عشر، في قداس منتصف ليل السبت، الى التواضع والابتعاد عن "البريق" التجاري الزائف، لإعادة اكتشاف التضحية الحقيقية لميلاد المسيح والاقتداء بتواضعه في عظته عشية أعياد الميلاد. وقال في كلمته بكاتدرائية القديس بطرس خلال القداس الاحتفالي بمناسبة عيد الميلاد: "اليوم أصبح عيد الميلاد احتفالا تجاريا، تخفي أضواءه البراقة تواضع الرب، الذي يدعونا بدوره إلى التواضع والبساطة." وحث البابا، 84 عاماً، في سابع عظه له منذ توليه رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، الإنسانية على أن تعيد اكتشاف التضحية الحقيقة للميلاد المتواضع للسيد المسيح، مضيفاً: "من هذا المنطلق دعونا نحتفل بالقربان المقدس في ليلة مقدسة، نتخلى فيها عن ارتباطنا بكل ما هو مادي، وعن معتقداتنا الخاطئة وعن غطرستنا الثقافية." وتوافد الآلاف من الأشخاص على ساحة الفاتيكان قبيل قداس منتصف الليل الذي عقد الساعة العاشرة مساءا هذا العام. ودعا البابا إلى عدم نسيان من يحتفلون بعيد الميلاد في معاناة أو فقر أو بعيداً عن اوطانهم. وحيا الآف المشاركين في القداس البابا الذي أطل عليهم من شرفة الكاتدرائية قبل ساعتين من بدء القداس التقليدي. وأقيم القداس وسط احتياطات أمنية مشددة للحيلولة دون تكرار واقعة حدثت قبل عامين في مثل هذه المناسبة عندما هجمت امرأة على البابا واستطاعت أن تسقطه أرضا. واستخدم البابا (84 عاما) مجددا منصة متحركة أقلته إلى المذبح المقدس. ودعا البابا في عظته الله إلى إنهاء العنف في العالم قائلا "نحن نعاني من استمرار وجود العنف في العالم، ولذا فإننا نطلب منك يا ربنا أن تظهر قوتك". وتابع أنه يجب على الناس أن يتوجهوا بالدعاء إلى الله "إذا كنا نريد العثور على الله.. يجب علينا أن نترجل من الحصان العالي المتمثل في عقلنا المستنير". وعلى غرار العامين السابقين أقيم قداس منتصف الليل في موعد مبكر عن موعده التقليدي وذلك لمنح المزيد من الراحة للبابا قبل إلقائه لرسائل عيد الميلاد ظهر اليوم الأحد. ويذكر أن هذه هي المرة السابعة التي يرأس فيها بنديكت السادس عشر قداس عيد الميلاد في الفاتيكان منذ توليه كرسي البابوية في عام 2005.