اقترن اسم الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس خلال حرب أكتوبر المجيدة، بتاريخ من الكفاح والبطولات حتى أطلق عليه أهل السويس "شيخ المجاهدين". وقال سلامة، في تصريح خاص ل"الوفد" بمناسبة ذكرى عيد السويس القومي ال43، "إنه يبلغ حاليًا 91 عامًا ولد بمنطقة الكسارة الشعبية بحي السويس يوم 6 ديسمبر عام 1925 ونذر نفسه منذ مرحلة شبابه للعمل التطوعي في خدمة الله والوطن"، مضيفًا أنه عقب هزيمة 5 يونيو عام 1967 قام بتحويل مسجد الشهداء بالسويس بحكم كونه رئيس مجلس إدارة جمعية الهداية الإسلامية إلى غرفة عمليات لأبطال المقاومة الشعبية وأبطال منظمة سيناء العربية "مجموعة السويس" لاستعراض جهود المقاومة وتعظيمها وتحديد مهامها وتوزيع الأسلحة والذخائر عليها بتنسيق ودعم قوات الجيش". وأشار قائد المقاومة الشعبية بالسويس إلى تحقيق رجال المقاومة العديد من الأعمال البطولية ضد العدو الاسرائيلي سواء خلف خطوط العدو أو في مدينة السويس نفسها منذ هزيمة 5 يونيو 1967 ومرورًا بحرب الاستنزاف وحتى انتصار حرب 6 أكتوبر المجيدة. وقال الشيخ سلامة "عقب ثغرة "الدفرسوار" عقب انتصارات أكتوبر المجيدة وصلت 6 فرق إسرائيلية بمدرعاتها إلى مشارف مدينة السويس صباح يوم 23 أكتوبر بقيادة السفاح الإسرائيلي آريل شارون، لمحاولة احتلال المدينة للتغطية على هزيمته النكراء خلال الحرب، وقام بتوجيه الطائرات والمدافع الإسرائيلية لقصف السويس طوال يوم 23 أكتوبر كتمهيد نيراني قبل اقتحامها، ومع اليوم التالي 24 أكتوبر حاولت القوات الإسرائيلية اقتحام المدينة من 3 محاور إلا أنها فوجئت بالمقاومة الشعبية العنيفة تتصدى لها على مدار اليوم، وأسفرت عن تحطيم حوالي 75 مدرعة ودبابة إسرائيلية والقضاء على الجنود الإسرائيليين بداخلها". تابع، إن شارون عندما وجد المقاومة الشعبية العنيفة أوقف تقدم قواته وأرسل إنذارًا إلى محافظ السويس ومدير الأمن يطالبهما بالاستسلام وإلا قام بدك المدينة على رؤوس المقيمين فيها وتسويتها بالأرض.. إلا أن الجميع رفض وأصروا على المقاومة وأنه سارع وسط رجال المقاومة الشعبية والعديد من أهالي السويس الموجودين في المسجد باعتلاء المنبر وإلقاء خطبة إلى الأهالي عبر الميكروفونات إلى أنحاء المدينة كافة كشف فيها طلب شارون الاستسلام، ومحاولة المحافظ ومدير الأمن الاستجابة لطلب شارون". وأضاف الشيخ حافظ سلامة، إنه طالب جميع أهالي السويس الموجودين بداخل المدينة المحاصرة صبيانًا وشبابًا ورجالًا وشيوخًا وفتيات وسيدات، برفض الاستسلام للذل والعار في غمرة انتصار الجيش المصري على العدو الإسرائيلي وعبوره قناة السويس واسترداد مساحات شاسعة من أراضي سيناء الحبيبة بعد تضحيات جسام وبطولات نادرة، ودعا أهالي السويس إلى الخروج عن بكرة أبيهم للدفاع عن المدينة الباسلة والتوجه فورًا إلى مسجد الشهداء لاستلام الأسلحة والذخائر للدفاع عن الأرض والعرض. ولفت سلامة إلى أنه تحدى شارون خلال كلمته عبر مكبرات الصوت بأن ينفذ تهديده ويقتحم المدينة؛ حيث سيواجه بمقاومة شرسة حتى القضاء على قواته أو الشهادة للمجاهدين، وبالفعل شنت الطائرات والمدافع الإسرائيلية هجومًا شرسًا على مدينة السويس تبعه محاولات جديدة من القوات الإسرائيلية لاقتحامها، إلا أنها فوجئت في كل مرة بقوة المقاومة الشعبية التي أحبطت كل محاولاتهم وتكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة واضطر شارون بعد فشله إلى الاكتفاء بمحاصرتها حوالي 100 يوم حتى جرت مفاوضات فك الاشتباك وانسحبت القوات الإسرائيلية تحمل قتلاها وتحمل خلفها خسائر فادحة وتجر أذيال الذل والعار.