«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في العيد ال 41
السويس هزمت إسرائيل.. وقهرها الإهمال
نشر في الوفد يوم 23 - 10 - 2014

أنهت محافظة السويس استعداداتها للاحتفال بالعيد القومي للمدينة الباسلة التي هزمت جنرالات اسرائيل خلال حرب أكتوبر المجيدة، ورغم أن القوات الاسرائيلية لم تستطع كسر صمود «السوايسة» وقتها إلا أن الاهمال المستمر وتدني الخدمات نال من عزيمتهم وسيطر عليهم الإحباط، حيث يأتي العيد والسويس تعج بالمشاكل وتحاصرها الازمات.
القمامة والصرف الصحي والبطالة تحاصر المدينة الباسلة
تحتفل مدينة السويس الباسلة بعيدها القومي في الذكرى ال 41 لحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 عقب ثغرة الدفرسوار لقوات العدو الاسرائيلي المكونة من 6 فرق مدرعة بقيادة السفاح الاسرائيلي «ارييل شارون» تدعمها القوات الجوية الاسرائيلية، واستطاع الأهالي إسقاط مئات القتلى من الاسرائيليين وسحقهم ومنع احتلال المدينة، وبمناسبة هذه الذكرى الطيبة اعدت المحافظة احتفالات كبيرة تستمر على مدار اسبوع وتشمل عروضاً عسكرية وفنية واستعراضية وغنائية وتراث سمسمية وصواريخ ألعاب نارية وافتتاح عدد من المشروعات الجديدة.. وبرغم ذلك لم تفلح عروض الرقص والغناء في أن تنسى أهالي السويس أحزانهم الحقيقة الأليمة والمريرة على أرض الواقع والممثلة في إهمال وتقاعس المسئولين والذي أدى الى تدمير المدينة الباسلة، حيث طالب شعب السويس اللواء العربي السروي المحافظ بالعمل على انهاء كارثة تلوث مياه الشرب نتيجة عدم تنفيذ توصيات لجنة حصر مصادر التلوث على ترعة الاسماعيلية والتي تغذي مدينة السويس بمياه الشرب والري، واعتماد ميزانية حكومية لاعادة رصف جميع الشوارع التي تحولت الى مدقات ترابية بدلاً من قصر اعمال الرصف على الشوارع التي يسير فيها المحافظ والمسئولون، والعمل على تشجيع الاستثمارات وانشاء المزيد من المصانع والشركات لتوفير فرص عمل للعاطلين، والسعي لزيادة الدعم الحكومي المخصص لبناء وحدات سكنية حكومية جديدة بعد أن بلغت أعداد المواطنين الحاجزين في شقق المحافظة أرقاما فلكية، ودعم شركة النظافة العامة التابعة لديوان عام المحافظة بالاجهزة والمعدات الحديثة والعمالة الاضافية بعد أن أدى إهمالها الى تحول شوارع المدينة الي تلال من القمامة تهدد الصحة العامة للمواطنين، والعمل على تحسين الخدمات الصحية بمستشفيات السويس العامة ومرفق الاسعاف، وطالب الاهالي ايضاً بردم وإزالة المستنقعات والاحراش الموجودة في مناطق عديدة والتي تنشر الاوبئة والامراض، والعمل على دعم فرع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بعد أن أصبحت شوارعها غارقة بمياه الصرف الصحي نتيجة عدم التطهير الدوري لخطوط وآبار الصرف وتهالك الاجهزة والمعدات ودفع جهاز شئون البيئة بديوان عام المحافظة لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد العديد من الشركات الصناعية الخاصة بالمخالفة لقانون البيئة والتي تهدد عوادمها المواطنين بشتى أنواع الأمراض الخطيرة، وإعادة تجميل كورنيش السويس القديم بعد أن تحول الى مقلب قمامة عمومية لسيارات جمع القمامة التابعة لديوان المحافظة، كما طالب المواطنون بربط حوالي 40 قرية محرومة بالقطاع الريفي والمناطق المحرومة الواقعة علي ساحل خليج السويس ومنها منطقة حوض الدرس بمدينة بورتوفيق بشبكة الصرف الصحي العمومية بالمحافظة لانتشال أهالي تلك المناطق من محنتهم ووقف الصرف المباشر وغير المباشر على ترعة مياه الشرب بالقطاع الريفي وعلى ساحل خليج السويس، بالاضافة الي سوء حالة قطارات الركاب ومعظم مرافق الخدمات العامة، وتساءل الأهالي: هل يليق هذا بالمدينة البطلة الباسلة والتي قهرت الاسرائيليين وخذلها المسئولون؟
«سلامة» شيخ المجاهدين:
رفضنا إنذار «شارون» والمقاومة حتى «الشهادة»
اقترن اسمه بتاريخ من الكفاح والبطولات والفداء حتى أطلق عليه أهل السويس «شيخ المجاهدين» المناضل الشيخ حافظ سلامة والذي تحدث الى «الوفد» عن محطاته المهمة ومسيرته الوطنية في المقاومة الشعبية بالسويس منذ يونية 67 وحتى انتصار اكتوبر 1973 المجيدة.. وكانت له مواقفه العظيمة ضد الظلم والفساد والطغيان وتعانق مع قضبان السجون في عهود ناصر والسادات ومبارك وكان هدفاً مطلوباً التخلص منه أيام المعزول مرسي وجماعته الارهابية.. ولم ينس أهالي السويس ومصر وقفته البطولية وتحديه للارهابي شارون ورفض الاستسلام والمقاومة حتي آخر قطرة دماء.
التقت «الوفد» الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس خلال حرب أكتوبر المجيد، ليحدثنا عن محطاته المهمة في مسيرته الوطنية، وبطولات المقاومة الشعبية وشعب السويس ضد العدو الاسرائيلي منذ هزيمة 5 يونية عام 1967 وحتى انتصار الجيش والشعب المصري على العدو الصهيوني في 6 أكتوبر عام 1973، وكذلك ملحمة المقاومة الشعبية ضد العدو يوم 24 أكتوبر عام 1973 ومنع احتلاله المدينة، كما شارك الشيخ حافظ سلامة الشعب المصري في معاركه الوطنية ضد الأنظمة السلطوية المتعاقبة لتحقيق الديمقراطية، وتعرض للاعتقال خلال انظمة حكم ناصر، والسادات، ومبارك، حتى تحققت ثورة 25 يناير 2011 وخلع مبارك وإسقاط نظامه السلطوي الجائر وحزبه الفاسد، وواصل الشيخ حافظ سلامة جهاده مع الشعب المصري ضد نظام حكم جماعة الاخوان عقب انقلابها ضد الشعب المصري وفسادها واستبدادها بالسلطة وشروعها في أخونة مصر بالباطل والفرمانات الجائرة وأعمال البلطجة حتى تحققت ثورة 30 يونية 2013 وعزل الخائن مرسي وإسقاط نظامه السلطوي الجائر وجماعته الارهابية.
في البداية قال «البطل» الشيخ حافظ سلامة: إنه يبلغ حالياً من العمر 89 عاماً ولد بمنطقة الكسارة الشعبية بحي السويس يوم 6 ديسمبر عام 1925 وأنه نذر نفسه منذ مرحلة شبابه للعمل التطوعي في خدمة الله والوطن، وأضاف: إنه عقب هزيمة 5 يونية عام 1967 قام بتحويل مسجد الشهداء بالسويس بحكم كونه رئيس مجلس ادارة جمعية الهداية الاسلامية الى غرفة عمليات لأبطال المقاومة الشعبية وابطال منظمة سيناء العربية «مجموعة السويس» لاستعراض جهود المقاومة وتعظيمها وتحديد مهامها وتوزيع الأسلحة والذخائر عليها بتنسيق ودعم قوات الجيش، وأشار الى تحقيق رجال المقاومة العديد من الأعمال البطولية ضد العدو الاسرائيلي سواء خلف خطوط العدو أو في مدينة السويس نفسها منذ هزيمة 5 يونية 1967 ومروراً بحرب الاستنزاف وحتى انتصار حرب 6 أكتوبر المجيدة، وقال الشيخ سلامة إنه عقب ثغرة «الدفرسوار» عقب انتصارات اكتوبر المجيدة وصلت 6 فرق اسرائيلية بمدرعاتها الي مشارف مدينة السويس صباح يوم 23 أكتوبر بقيادة السفاح الاسرائيلي آريل شارون، لمحاولة احتلال المدينة للتغطية علي هزيمته النكراء خلال الحرب، وقام بتوجيه الطائرات والمدافع الاسرائيلية لقصف السويس طوال يوم 23 أكتوبر كتمهيد نيراني قبل اقتحامها، ومع اليوم التالي 24 أكتوبر حاولت القوات الاسرائيلية اقتحام المدينة من 3 محاور إلا أنها فوجئت بالمقاومة الشعبية العنيفة تتصدى لها على مدار اليوم وأسفرت عن تحطيم حوالي 75 مدرعة ودبابة اسرائيلية والقضاء على الجنود الاسرائيليين بداخلها، وقال الشيخ سلامة: إن شارون عندما وجد المقاومة الشعبية العنيفة أوقف تقدم قواته وارسل إنذاراً الى محافظ السويس ومدير الأمن يطالبهما بالاستسلام والا قام بدك المدينة على رؤوس المقيمين فيها وتسويتها بالأرض.
إلا أن الجميع رفض وأصروا على المقاومة حيث سارع المناضل سلامة وسط رجال المقاومة الشعبية والعديد من أهالي السويس المتواجدين في المسجد باعتلاء المنبر وإلقاء خطبة الى الأهالي عبر الميكروفونات الى كافة انحاء المدينة كشف فيها طلب شارون الاستسلام، ومحاولة المحافظ ومدير الأمن الاستجابة لطلب شارون، وأضاف الشيخ حافظ سلامة: إنه طالب جميع اهالي السويس الموجودين بداخل المدينة المحاصرة صبياناً وشباباً ورجالاً وشيوخاً وفتيات وسيدات برفض الاستسلام للذل والعار في غمرة انتصار الجيش المصري على العدو الاسرائيلي وعبوره قناة السويس واسترداد مساحات شاسعة من أراضي سيناء الحبيبة بعد تضحيات جسام وبطولات نادرة ودعا اهالي السويس الى الخروج عن بكرة أبيهم للدفاع عن المدينة الباسلة والتوجه فوراً الى مسجد الشهداء لاستلام الأسلحة والذخائر للدفاع عن الأرض والعرض، وأشار سلامة الى شارون خلال كلمته عبر مكبرات الصوت بأن ينفذ تهديده ويقتحم المدينة حيث سيواجه بمقاومة شرسة حتى القضاء على قواته او الشهادة للمجاهدين، وبالفعل شنت الطائرات والمدافع الاسرائيلية هجوما شرساً على مدينة السويس تبعه محاولات جديدة من القوات الاسرائيلية لاقتحامها، إلا أنها فوجئت في كل مرة بقوة المقاومة الشعبية التي أحبطت كل محاولاتهم وتكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة واضطر شارون بعد فشله الى الاكتفاء بمحاصرتها حوالي 100 يوم حتى جرت مفاوضات فك الاشتباك وانسحبت القوات الاسرائيلية تحمل قتلاها وتحمل خلفها خسائر فادحة وتجر أذيال الذل والعار.
عودة العيد القومي بمرسوم جمهوري
سطر أبطال منظمة سيناء العربية التي أقامتها القيادة العسكرية والسياسية المصرية من المتطوعين المدنيين في مدن القناة الثلاث السويس والاسماعيلية وبورسعيد عقب هزيمة 1967، أعظم ملاحم البطولات ضد العدو الاسرائيلي سواء خلال حرب الاستنزاف أو حرب اكتوبر المجيدة، وتكونت «مجموعة السويس» في منظمة سيناء العربية من حوالي 33 فدائياً، استشهد معظمهم خلال حرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر 1973 ويوم 24 أكتوبر 1973 وتوفى عدد منهم في السنوات اللاحقة بعد الحرب، ولم يتبق منهم الآن على قيد الحياة مع حلول الذكرى ال 41 لعيد السويس القومي سوى 5 فدائيين هم: محمود عواد قائد المجموعة واحمد عطيفي ومحمود طه وفتحي عوض الله وعبدالمنعم قناوي والتي التقت بهم «الوفد» لنستمع لبعض بطولاتهم.
يقول محمود عواد، قائد المجموعة: إن تشكيل المنظمة في بداية عام 1968 للمشاركة في أعمال حرب الاستنزاف القتالية وكانت مهامهم الفدائية المكلفين بها من القيادة العسكرية سواء خلال حرب الاستنزاف أو حرب 6 أكتوبر المجيد خلف خطوط العدو لتصوير أماكن تواجده وذخائره وعتاده ونوع اسلحته ونصب الكمائن له وكثيراً ما عادوا معهم بأسرى احياء لاستجوابهم بمعرفة القيادة العسكرية وبعد ثغرة الدفرسوار كلفوا بمهمة أن يكونوا على رأس المقاومة الشعبية بالسويس لمنع احتلال المدينة الباسلة، وأكد الفداني احمد العطيفي بأنهم قاموا خلال حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر بزرع متفجرات خفية في معسكرات الامداد والتموين للعدو الاسرائيلي في سيناء وفي مسار سير قواته وقاموا بتصوير العديد من منشآته العسكرية وتصدوا بضراوة مع أهالي السويس يوم 24 أكتوبر المجيد لمحاولة قوات العدو الاسرائيلي احتلال المدينة، كما اشار الفدائي محمود طه الى علاقة الود الكبيرة التي كانت تجمع ابطال المجموعة وساهمت في نجاح جميع المهام الفدائية والقتالية التي كلفوا بها خلف خطوط العدو الاسرائيلي وخلال منع احتلاله المدينة، كما أكد الفدائي فتحي عوض الله أنهم عندما شاهدوا العدو الاسرائيلي يحاول اقتحام مدينة السويس من 3 محاور تمكنوا مع الأهالي من صدها ومطاردة من تسلل منهم ومنهم من اختبأ داخل مبنى قسم شرطة الأربعين وآخرون في مبان مهجورة ومساكن أهلية حتى تم القضاء عليهم واستئصالهم.
وأضاف عبد المنعم قناوي: إنه تمكن من إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث الميداني بمنطقة عجرود من التدمير بعد أن شاهد بنظارة الميدان المعظمة وهو فوق جبل عتاقة بعد ثغرة الدفرسوار 5 من أفراد الاستطلاع الاسرائيلي يقومون من مكان آخر في جبل عتاقة بتصوير أماكن المنشآت في مقر الجيش الثالث وحضور طائرة هليكوبتر اسرائيلية قامت بالتقاطهم بأفلامهم وعودتهم الى اسرائيل وأنه سارع الي لقاء قائد الجيش الثالث اللواء عبد المنعم محمد واصل على الفور وسرد عليه ما شاهده وقام الجيش الثالث عقب بدء ظلام ليل نفس اليوم بالانتقال الى مكان آخر باتجاه القاهرة وحضرت الطائرات الاسرائيلية فجر اليوم التالي لتدك منشآت فارغة من الافراد والاسلحة والذخائر والمعدات في مقر قيادة الجيش الثالث الخاوي المهجور.
وأكد قناوي حصول أبطال منظمة سيناء العربية بالسويس الذين بقوا على قيد الحياة بعد انتهاء حرب أكتوبر المجيدة على شهادة استثمار بقيمة عشرة جنيهات لكل منهم من جيهان السادات في احتفال كبير اقيم بالسويس لتكريم أبطال حرب أكتوبر، وباقي أفراد منظمة سيناء العربية بالسويس وهم 11 فدائيا استشهد منهم 6 فدائيين خلال الحرب وهم: مصطفي أبو هاشم السيد وسعيد محمد محمود البشاتلي وابراهيم محمد السيد سليمان والسيد أحمد هاشم السيد وأشرف عبد الدايم عبد الرازق وفايز حافظ أمين كما توفى الباقون بعد انتهاء الحرب وعددهم خمسة وهم حلمي حنفي شحاتة وغريب محمد غريب وعبد المنعم حسن خالد والسيد محمد السيد أبو الرجال ومحمد سرحان عبد العال.
وأشار أبطال منظمة سيناء العربية الخمسة الباقين على قيد الحياة، الى قيام الرئيس المخلوع حسني مبارك نتيجة حقده الأسود ضد شعب السويس بعد أن اعتادت المدينة الباسلة على إسقاط جميع مرشحي حزبه في كل انتخابات بنسبة 100٪ بإصداره مرسوماً جمهورياً جائرا قضى فيه بالغاء الاحتفال الرسمي والاجازة الرسمية بعيد السويس القومي في محافظات مصر ومنها السويس وجعل المناسبة الوطنية مجرد احتفال رمزي بسيط تحتفل به المدينة الباسلة بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية دون أن يشعر بهم أحد، وطالبوا الرئيس عبد الفتاح السويس بإصدار مرسوم جمهوري باعتبار عيد السويس القومي الذي يوافق يوم 24 أكتوبر من كل عام عيداً قومياً واجازة رسمية تحتفل به مصر كلها كما كان متبعاً في السابق وفق المرسوم الجمهوري الذي كان أصدره الرئيس الراحل محمد أنور السادات عقب انتصار حرب أكتوبر عام 1973 تقديراً لشعب السويس وبطولاته خلال حرب أكتوبر ومنهم القوات الاسرائيلية من احتلال المدينة في 24 أكتوبر عام 1973.
غزالي مؤسس "أولاد الأرض"
"السوايسة" تصدوا للعدو "بالسمسمية"
في يوم احتفال السويس بعيدها القومي نتذكر الأبطال الذين تصدوا للعدو الاسرائيلي حتى تحقق انتصار أكتوبر 1973 ومن بين هؤلاء الابطال الكابتن غزالي مؤسس فرقة «أولاد الأرض» ومؤلف وملحن اغانيها والذي تصدى بالأغاني الوطنية علي أنغام السمسمية لتداعيات هزيمة عام 1967، وقال غزالي: إنه ولد بالسويس في 10 نوفمبر عام 1928، وكان يعمل مدرب جمباز عندما وقعت هزيمة عام 1967 وشرع على الفور في تأسيس فرقة «أولاد الأرض» وتأليف وتلحين أغانيها وتقديم اعمالها للجنود في الجبهة المصرية والمواطنين في مدن القناة والمهاجرين والمواطنين في محافظات مصر والطلاب في الجامعات لرفع الروح الوطنية للشعب المصري حتى تحقق انتصار حرب أكتوبر المجيد، وتغاني بمؤلفاته كبار المطربين المصريين والعرب ومنهم سمير الاسكندراني ومحمد حمام وفايدة كامل في أغنيتها الشهيرة التي تقول كلماتها.. «بينا يالا بينا نحرر أرضينا وعضم اخوانا نلموا نسنوا ونعمل منه مدافع وندافع ونجيب النصر هدية لمصر» وأعرب الكابتن غزالي عن سعادته بقيام الزعيم الراحل خالد الذكر محمد فؤاد سراج الدين بتكريمه في احتفالية اقيمت بمقر حزب الوفد عام 1994 ومنحه شهادة تقدير والذي يعد وساماً يعتز به تقديراً وعرفانا من حزب الوفد والشعب المصري على دور فرقة «أولاد الأرض» في مواجهة هزيمة عام 1967 والعدو الاسرائيلي بسلاح الأغاني الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.