يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي. استشهد تحتك وتعيشي انتي يا بيوت السويس. هذه الأغنية الرائعة من أجمل ما تغني به المطرب الراحل محمد حمام لأبطال ومجاهدي السويس وأبنائها الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمصر في 24 اكتوبر ضد العدو الاسرائيلي الذي حاصر المدينة عقب ثغرة الدفرسوار في حرب أكتوبر من خلال 6 فرق مدرعة بقيادة سفاح اسرائيل "شارون " الذي وقف بمدرعاته علي مشارف المدينة الباسلة موجها الطائرات الإسرائيلية بقصف المدينة وأهلها حتى يستطيعوا دخول المدينة في 23 أكتوبر. حاولت القوات الاسرائيلية اقتحام السويس من 3 محاور إلا أن المقاومة الشعبية لأبناء السويس أظهروا بطولات وتضحيات فوق العادة واستطاعوا تدمير ما يقرب من 75 دبابة اسرائيلية وكل من فيها من جنود، مما أذهل شارون ومن تبقي معه من جنود خاصة أنه لم يكن يتوقع هذه الهزيمة وكل هذه المفاجآت مما اضطره إلي توجيه إنذار شديد اللهجة لمحافظ السويس ومدير الأمن لتسليم المدينة دون مقاومة أو تدميرها بالكامل ومساواتها بالأرض بمن فيها. فجاءه الرد واضحا من قائد المقاومة الشعبية الشيخ حافظ سلامة وأبنائه من رجال المقاومة، من داخل مسجد الشهداء بالسويس معقل المقاومة السويسية. ألقي الشيخ سلامة خطبته الشهيرة في أبناء السويس حيث طالب فيها شارون بالاستسلام فيما ارتفع صوت الناس بالتكبير داخل المسجد وتوجه كل أبناء السويس إلي المسجد يحملون السلاح وقاتلوا العدو بمنتهي الشراسة، فيما فشل شارون في اقتحام المدينة، مما اضطره للمرة الثانية لقصف المدينة بالطائرات والمدافع دون جدوى في محاولات عنيفة امتدت علي مدار 100 يوم حتى صدور قرار وقف اطلاق النار وفض الاشتباك، وخرجت القوات الاسرائيلية تحمل قتلاها بجانب درس قاس سيعيش معها إلي الأبد. أصبح يوم 24 أكتوبر عيدا لمصر عامة والسويس خاصة وأصبح امتدادا لعيد 6 أكتوبر والعبور العظيم. تحية لأبطال السويس وأبنائها الذين ضحوا بالغالي والنفيس دفاعا عن وطنهم. تحية للمدينة الباسلة التي تحمل تاريخا من النضال والبطولات ولم تنل حظها من الاهتمام منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات. وما زال أهلها يناضلون مع الصبر لعل الخير يأتي وينصف أبناء المدينة المقاومة. رابط دائم :