بتميز منقطع النظير.. تمكن نشطاء الإنترنت وخاصة علي موقع فيس بوك، بعد تعطيل موقع تويتر، من نقل أحداث مظاهرات يوم الغضب مباشرة من الشارع في مختلف أنحاء مصر.. بل وتحريك المتظاهرين وحث المواطنين علي المشاركة ببث مقاطع فيديو ونقل الشعارات الحماسية ودعوات إنقاذ وطن من أيدي خاطفيه. وفي اليومين السابقين للمظاهرات طرح النشطاء عبر صفحات الإنترنت إرشادات ونصائح طبية وفنية وأمنية لتجنب أساليب الشرطة في قمع المتظاهرين والتحايل علي وسائلهم المبتذلة في تفرقة المحتجين وعلي رأسها استخدام القنابل المسيلة للدموع. ونشرت الصفحات أساليب الوقاية من الغازات المسيلة للدموع من خلال استخدام الأقنعة الواقية ضد الغازات والمناديل وقطع القماش المبللة بالماء أو الخل لحماية الأنف والفم واستخدام نظارات السباحة لحماية العين وغسل الوجه مسبقا بالصابون المصنع من زيت الزيتون وارتداء ملابس ضد الماء تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم. كما اقترح عدد من نشطاء الفيس علي المتظاهرين استخدام البصل لإبطال مفعول الغازات المسيلة للدموع لما له من رائحة نفاذة وتساعد علي التنفس بشكل أفضل ويمكن مركز الدموع من العمل بشكل جيد لإخراج الغاز والمواد المؤذية من العين واستخدام مبيد حشري من الحجم الصغير للدفاع عن النفس في حالة قيام الأمن بالتعدي علي المتظاهرين. وفيما يتعلق بالنصائح الأمنية نشرت عدة إرشادات بعنوان »أهم عوامل حماية المتظاهرين في مظاهرات 25 يناير« علي رأسها ضرورة اتخاذ وضع الجنين في رحم أمه حال تعرض المتظاهرين للضرب بهدف حماية نقاط الضغط الموجودة بالجسم، وهي »الرأس والصدر والبطن« ليتفادي بذلك الآثار الناجمة عن الركل، بالإضافة لقيام الشخص الذي يتعرض لذلك بتغطية رأسه بذراعية وحماية الرأس من ضربات عصيان الأمن المركزي عن طريق ارتداء خوذة واقية. وطالبت الصفحة المتظاهرين بضرورة استخدام ال »فازلين« أو الكريمات المرطبة ومستحضرات التجميل، لما لها من خاصية امتصاص الغاز المسيل للدموع كما طالبت الفتيات بعدم استخدام »الميكاب« ورفع شعرهن وعدم ارتداء اقراط طويلة وسلاسل وعدسات لاصقة لأنها تحجز الغاز المسيل للدموع وراءها. ونصحت الصفحة بحمل المتظاهرين لزجاجات نصفها ماء ونصفها محلول أو حبوب مضادة للحموضة لعلاج الآثار الناجمة عن الغاز المسيل للدموع وتجنب ركوب مترو الأنفاق خلال توجههم لأماكن المظاهرات. ونشرت إحدي الصفحات إرشادات خاصة للمتظاهرين الذين سيتم القبض عليهم وينقلون بواسطة عربات الترحيلات عن تجربة لأحد النشطاء السابقين مؤكدة ضرورة أن يكون خيار الاستسلام للقبض علي المتظاهر هو الأخير بعد قيامه بعدة محاولات للهرب قائلة »في حالة إلقاء القبض عليك ولا يوجد خيار للهرب استسلم حتي لا تصاب بمكروه وتأكد أن هناك جيش بره من المحامين والمنظمات الحقوقية والقنوات الفضائية للدفاع عنك واحرص علي ضبط النفس والهدوء حتي يتوافد أعداد أخري عليك فتبدأ مرحلة تقسيم الأدوار واختيار واحد فقط للتحدث باسمكم والتفاوض مع الأمن وبمجرد تحرك عربة الترحيلات ابدأوا في الهتاف والخبط علي جدران العربات ليعلم كل اللي في الشارع واكثروا من الغناء الوطني لرفع المعنويات وغالبا سيتم القاؤكم في الصحراء وستجد أكثر من سائق يوافق علي نقلكم لأقرب منطقة آهلة بالسكان عندما يعرفون انكم قبض عليكم أثناء مظاهرات.. واهم شيء عدم فقدان الروح والتمسك بالأمل«. ونصحت صفحة أخري المتظاهرين بعدم حمل مبالغ مالية كبيرة وعدم حمل موبايل غالي الثمن والاحتفاظ بما يثبت هويتك الشخصية والتحرك في مجموعات وعدم التحرك المنفرد وعدم إعطاء معلومات خاصة لأي فرد لا تعرفه وعدم رفع مستوي الحدة مع الأمن والتعرف علي المحيطين بك لتساعدهم في حالة إلقاء القبض عليهم ومحاولة التصوير لتوثيق الأحداث بشرط عدم التعرض للخطر. النشطاء تداولوا أيضا ترجمة لمقالة الجارديان الأمريكية عبارة عن نصائح للمتظاهرين علي رأسها ضرورة تشكيل لجنة مسئولة عن نشر البيانات الخاصة بالمظاهرة وبث الطمأنينة في صفوف المتظاهرين الجدد، ويفضل أن تكون هناك إشارات واضحة علي ملابس أعضاء هذه اللجنة. ولم تقتصر الصفحات علي تقديم النصائح فقط، حيث شهدت حملات مكثفة لدعوة المصريين للمشاركة في ثورة التغيير فيما وجهت صفحة »شباب 6 ابريل« إنذارًا شديد اللهجة لوزارة الداخلية بعنوان »الاعتداء علي مصري واحد هو اعتداء علي الأمة كلها« وأعلنت عدد من الصفحات عن اسماء رموز المعارضة المشاركين في يوم الغضب. وتعمد رواد الفيس من منظمي مظاهرات الغضب استخدام كلمات سر حتي لا يفهم المراقبون من أجهزة الأمن أيا من خططهم مثل »لما أنطق كلمة ديلسبس في ماتش الزمالك والاتحاد وأنا بذيع«. واستخدم المسئولون عن هذه الصفحات عددًا من الشعارات الحماسية لجذب الشباب للمشاركة في المظاهرات مثل »يللا يا شعب قوم وفوق«، »ده يوم الإرادة المصرية ويوم الانتفاضة«، »ويوم 25 يناير لازم نوري العالم كله إننا مش شعب خانع ولا شعب جبان«، »عايزنها تبقي انتفاضة شعبية ضد الظلم والفساد«، و»عايزنها صحوة مصرية هنقول للعالم ولنفسنا أننا مش خايفين ومش سلبيين وهنشارك عشان بلدنا«، »ومصر تستاهل تبقي أفضل«، »بوحدتنا وإصرارنا هنقدر ناخد حقنا ونحقق مطالبنا«، »غدا يوم الملحمة«، »أنا عربي من مصر.. بالأمس.. رفعت علم تونس.. واليوم ارفع علم بلدي مصر.. وغدا سنرفع جميعا علمًا واحدًا.. انه علم الوطن العربي الحر«، »وبعد ثورة احرار تونس ضد الفساد والاستبداد.. فقد جاء يوم احرار الشعب المصري الثلاثاء 25 يناير«.