هفوات متكررة وسقطات متتالية وقع فيها التلفزيون المصري في السنوات الأخيرة، تلك الأخطاء التي تعرضه دومًا للانتقاد اللاذع والسخرية من أدائه الذي لا يتطور، خاصة وأن بعضها بات مرتبطًا بخطابات وحوارات الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتمثلت آخر سقطات التليفزيون المصري في إذاعته لحوار الرئيس السيسي، الذي أجراه مع محطة "بى بى إس" الأمريكية العام الماضي، على أنه الحوار الجديد الذي أجراه مع القناة نفسها أول أمس. وعلى خلفية هذا الخطأ المهني الجسيم، قدم اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" اعتذارا رسميا عما وقع، كما تمت إقالة رئيس قطاع الأخبار مصطفى شحاتة، وتكليف نائبه خالد مهنى، بتسيير أعمال رئاسة القطاع لحين تعيين رئيس جديد. وجاءت هفوة التلفزيون المصري بالتزامن مع تحفظ الرئيس السيسي وانتقاده للإعلام المصري، حيث قال خلال مقابلة أجراها مع الاعلامي الأمريكي تشارلى روز على هامش حضوره الاجتماع السنوى للأمم المتحدة في نيويورك في دورته ال 71 "إن الإعلام لا يقدم الحقائق بشكل دقيق، كما أنه لا يعكس الواقع فى مصر". وترصد "بوابة الوفد" أبرز سقطات "ماسبيرو" مع خطابات وحوارات الرئيس: «أخطاء فنية» البداية كانت في مايو 2015م، عندما تخلل الخطاب الشهري للرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الأخطاء الفنية، الذي شهد أخطاء بالجملة خاصة بالمونتاج والإخراج، فظهرت بعض الفقرات مجتزأة وغير كاملة المضمون والفكرة، إضافة إلى رداءة الصورة. وكان الخطأ الأكبر هو تكرار الجزء الخاص بحديث الرئيس عن الأمن القومي وعلاقات مصر الإفريقية، فتمت اعادة بثه كاملاً، ووقتها تنصل مسؤولو التلفزيون المصري من المسئولية عن الأخطاء الفنية التي امتلأ بها الخطاب، مؤكدين أنه تم تصويره وتسجيله في قصر الاتحادية قبل إرساله ل «ماسبيرو» وتمت إذاعته كما هو دون تدخل منه. «الترجمة للإنجليزية» وفي أكتوبر 2015، وقع التلفزيون المصري في خطأ جديد، وذلك عندما أذاع الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في «منتدى حوار المنامة»، بصوت المترجمة الإنجليزية في أول 40 ثانية، رغم أن الرئيس ألقى كلمته باللغة، وبعدها تم تدارك الخطأ وقطع البث عن المُترجمة. «انقطاع البث» وفي أبريل الماضي، قام التلفزيون المصري بقطع البث المباشر عن خطاب السيسي خلال لقائه مع عدد من ممثلي فئات المجتمع، وجاء انقطاع البث بعدما انفعل الرئيس على أحد نواب البرلمان بقوله «أنا لم أعطِ الإذن لأحد أن يتحدث». وبررت الإعلامية صفاء حجازي رئيسة قطاع الأخبار بماسبيرو حينها، أن انقطاع البث الذي جاء بشكل مفاجيء تم من جانب الرئاسة، وليس من جانب قطاع الأخبار وأنهم ملتزمون بتنفيذ القرارات. «خطأ في الترتيب» وفي يونيو الماضي، شهد حوار الرئيس السيسي مع الإعلامي أسامة كمال، بمناسبة مرور عامين على توليه منصب رئاسة الجمهورية، الذي أذاعه التلفزيون المصري عدة أخطاء، على رأسها بدأه بشكل مقتطع واذاعته بدون مقدمة من جانب المذيع. وتم كذلك إذاعة الجزء الثاني من الحوار قبل الجزء الأول، وبعدها انقطع بث الحوار، وظهرت مذيعة التلفزيون المصري بررت ما حدث بأنه مقتطف من الحوار، ومن ثم تم إذاعة الحوار كاملًا. وعلق وقتها الإعلامي أسامة كمال على خطأ التليفزيون المصري الذي حدث بعرضه لجزء متقدم من الحوار عوضا عن عرض الحوار من بدايته قائلًا :«لم أغضب من الخطأ الذي وقع بماسبيرو» معتبرًا أن الخطأ الذي وقع كان من الممكن أن يحدث بأي تليفزيون في العالم. «خطأ في الاسم» في يوليو الماضي، أخطأ التلفزيون المصري في كتابة اسم الرئيس أثناء انعقاد أعمال القمة الإفريقية، ليكتب الرئيس «السيس» بدلًا من الرئيس «السيسي»، وهو ما أحدث تغييرًا في المعنى. وعلى إثرها أحال مصطفي شحاتة، رئيس قطاع الهندسة في قطاع الأخبار ب "ماسبيرو"، طاقم عمل استديو الأخبار إلى التحقيق، مؤكدًا أن عدم توخي الدقة في كتابة الخبر على الشاشة يسئ إلى شكل التليفزيون المصري.