لا يمل أغبياء الانقلاب العسكري في مصر من تعليق فشلهم وفضائحهم المستمرة على شماعة جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من أن أحرار الجماعة ما بين شهيد ومعتقل ومناضل خارج البلاد، لكن الغباء الأعمى جعلهم يواصلون الكذب دون ذرة تفكير. فبعد فضيحة التليفزيون الرسمي "ماسبيرو" التي أحرجت قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي بإذاعة حديث قديم له، خرج اللواء محمد عبدالجواد، رئيس قطاع الأمن ب"ماسبيرو"، ليواري الفضيحة بالأكذوبة المستمرة أن "الإخوان هم السبب". وقال عبدالجواد إن عدد المنتمين لجماعة الإخوان بماسبيرو نحو 300 فرد من إجمالي العاملين البالغ عددهم 40 ألف موظف، زاعمًا أن هؤلاء يعملون في كثير من المناصب العليا والأعمال الإدارية والتنفيذية المختلفة، سواء داخل القنوات التليفزيونية أو الشبكات الإذاعية. وأضاف في حوار له مع "الوطن"، إلى أنه لم يصدر أي قرار من داخل ماسبيرو أو خارجه بفصل هؤلاء الموظفين، مؤكدًا أن استضافة ضيف معروف بميوله الإخوانية ليست من اختصاص قطاع الأمن، ولكن من اختصاص المسئولين في القطاعات المعنية. طبلة ماسبيرو ولم تترك وصمة التبعية والتطبيل للحاكم التليفزيون المصري منذ عقود طويلة، اللهم إلا في عام حكم الرئيس المنتخب د.محمد مرسي حيث انتعشت الصحافة والفضائيات بسقف لا محدود من الحريات ؛ وبعد اغتصاب عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم في مصر، عاد التليفزيون الرسمي أكثر انبطاحا أمام قائد الانقلاب، ورغم ذلك سقط في أخطاء فادحة أحرجته أمام جنرال الدم ونالت منه بالسخرية. من هذه الفضائح ما وقع أول أمس الثلاثاء حيث تمت إذاعة حوار قديم للسيسي على قناة "PBS" الأمريكية مع الإعلامية مارجريت وارنر، بالخطأ على أنه الحوار الذي أجراه أمس مع القناة نفسها، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. السيس ولم ينسَ المشاهدون ياء السيسي التي سقطت سهوا من عبيد البيادة في التليفزيون المصري في تغطية فعاليات مشاركة الرئيس في القمة الأفريقية، حيث تم حذف الياء من اسم السيسي في شريط الأخبار أسفل الشاشة؛ مما حول الاسم لمعنى آخر "السيس" أي التافه عديم الأهمية. وعلى خلفية تلك الواقعة تمت إحالة مخرج الفترة الإخبارية ورئيس التحرير ومهندس الأستوديو وفني الفونت ومساعدي الإخراج والتنفيذ للتحقيق في الواقعة. قطع البث قطع التليفزيون المصري البث عن حوار السيسي مع أسامة كمال الإعلامي الانقلابي؛ لتقديم هزلية كشف حساب الأول بعد مرور عامين من انقلابه، وذلك بعد بداية بث الحوار بثوانٍ معدودة. وتبين بعد ذلك أن سبب قطع البث إذاعة الجزء الثاني من الحوار قبل الجزء الأول ولتدارك الأمر تم قطع البث، فضلًا عن الأخطاء الصوتية والإخراجية الفادحة للحوار. كما قطع التليفزيون المصري البث عن انفعال السيسي على عدد ممثلي فئات المجتمع؛ بعد أن بدأ أحد الضيوف التحدث إلى قائد الانقلاب إلا أن الأخير انفعل عليه، قائلًا: "أنا لم أعطِ الإذن لأحد على الهوا"، لينقطع البث بعد ذلك عن الخطاب. فضيحة تغطية التفريعة ولم ينسى العاملين باسبيرو أن صفاء حجازى، رئيس قطاع الأخبار وعضو لجنة الإعداد لحفل الافتتاح، تعمدت إرسال 52 كاميرا، وعشرين وحدة بث، و300 شخص من مخرجين ومصورين وطواقم إعداد، و8 مذيعين من قطاع الأخبار، وأربعة من النيل الدولية، وأربعة من النيل للأخبار، لتغطية هزلية احتفال التفريعة الجديدة، وجميعهم لم يستطيعوا العمل ولو دقيقة واحدة؛ لسيطرة الشركة الفرنسية على الحدث، وهي الشركة التي تعاقد معها السيسي لتغطية الحفل. وتساءل العاملون -في بيان لهم- عمن يحاسب المسئولين في ماسبيرو عن إهدار الطاقات والمال في أحداث لم يتم تغطيتها، خاصة وأنهم يعلمون أنه تم التعاقد مع شركة فرنسية لنقل الاحتفال على الهواء. الغرق في الفساد من جهته قال المخرج التلفزيونى طارق صلاح الدين انه تعرض الى الكثير من الظلم داخل مبنى ماسبيرو بسبب مقاومته للفساد الذى يشهده القطاع، مؤكداً أن ماسبيرو غرقان فى الفساد ولابد من إيجاد حلول لذلك، مهدداً بالاعتصام أمام مبنى ماسبيرو.
فيما قالت الدكتورة ولاء الشملول، أستاذ بكلية الإعلام جامعة بنى سويف، إن جزءًا كبيرًا من الفساد فى ماسبيرو يتعلق بالعمالة الكبيرة غير المستغلة، والتى تقدر بالآلاف، ولا تفيد اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وأوضحت أنه لا توجد مراعاة للعدالة الاجتماعية خلال توزيع مرتبات العاملين والموظفين فى الاتحاد، وأشارت إلى أن من بين مؤشرات وجود فساد فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، هو حصول عدد كبير من الموظفين والمعدين والمذيعين على أجازات والعمل فى القطاع الخاص، واستمرارهم على قوة ماسبيرو واحتفاظهم بوظائفهم.
من جهتها قالت الإعلامية عزة الحناوي المذيعة بالتليفزيون المصري، إنه :"يتوجب على "السيسي" أن يبدأ بماسبيرو لو أراد محاربة الفساد"، لافتة إلى أن قيادات التلفزيون ينفذون الأوامر كما تملى عليهم، ويتم تعيينهم بتقارير أمنية وعسكرية.