لم يجرؤ "كيرلس .ث" سابقًا أو "كارلا مسعود" حاليًا، المتحول جنسيًا من ذكر إلى أنثى، أن يجاهر بميوله الأنثوية في قريته المحافظة في صعيد مصر، معاناته الشديدة من الكبت في مصر، جعلته يتحول إلى العكس من ذلك تمامًا في ألمانيا، حيث يستقر هناك، فقدت "كارلا" حياءها تمامًا في أوروبا، وكأنها تفُرغ كبت سنوات طويلة في صعيد مصر، تلمح ذلك في كم التدوينات والصور التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتضمن بثًا لكل أنشطتها اليومية هناك، فضلًا عن علاقاتها بالذكور، تلك التدوينات تسجل تناقضًا واضحًا في التوجهات والقناعات، وهي تزكي في مجملها اختلال الصحة النفسية. (كيرلس. ث.ع) من مواليد إحدى محافظات الصعيد، شعر بميوله الأنثوية في التاسعة من عمره، على رغم وجود عضو ذكري، يقول لوسائل الإعلام الألمانية إنه كان يشعر بميوله الأنثوية منذ طفولته وكان يفضل الألعاب الخاصة بالفتيات، والعزلة عن أبناء جنسه، وفي عمر الرابعة عشر في سنة 2008 لاحظت ذلك الأخصائية الاجتماعية في المدرسة تلك الميول التي تركزت في نبرة الصوت وعدم الاندماج واستدعت والدته التي تعمل ممرضة، وأخبرتها عن ميول ولدها، وتضيف أن والدتها تقبلت الأمر، وعرضته على والدها الذي رفض وقام بالاعتداء عليه لإجباره على التخلي عن فكرة التحول الجنسي، خصوصًا أنه لاحظ في مرحلة البلوغ ظهور المظاهر الأنثوية على جسده، وكان منبوذًا من أشقائه. ويضيف أنه في سنة 2009 استدعى الأب أقاربه وقاموا بضربه لإجباره على التراجع عن فكرة التحول الجنسي، وأنهم تقدموا ببلاغ ضده في قسم الشرطة وقضي ليلة هناك كنوع من التهديد له ثم اصطحبه الأب إلى القاهرة، حيث عرضه على أخصائي نفسي، واكتشف الطبيب أن نسبة هرمونات الأنوثة أعلى من هرمونات الذكورة، وأوصى بحقني بهرمونات الذكورة وعمل جلسات لإضعاف نمو الثديين، واضطر والده لوقف حقن هرمونات الذكورة خشية إصابته بالسرطان في 2012. وتروي "كارلا" أنها كانت تتعرض للتحرش في كل المراحل الدراسية وحتى أثناء دراستها الجامعية في المعهد العالي للكمبيوتر وهندسة الاتصالات، وأنها ما كانت تستطيع مواصلة الدراسة في المعهد إلا بحضور الأمن لحمايتها من التحرش، وأنها اضطرت إلى طلب اللجوء إلى ألمانيا، لتعيش حياتها، وإنها بدأت بعلاج نفسها وأجرت عمليات تجميل وحقن هرموني، وأنها مرتبطة بألماني.