بدائل جديدة يطرحها، عدد من أعضاء مجلس النواب فى محاولة لتخفيف وطأة الآثار السلبية لبناء سد النهضة، بعد أن أصبح السد أمر واقع يفترض على المصريين التعامل معه، فما بين المحاولات الدولية ومزاعم استمرار المفاوضات، بات الأمر محسوما ليصبح سد النهضة أمرا حتميا يجب التعامل معه. فعلى جانب المقترحات والبدائل التى يبحثها مجلس النواب، يقول النائب أحمد إمبابى وكيل لجنه الشئون العربية بالبرلمان، أن بناء سد النهضة أصبح أمرا واقعا يجب التعامل معه وايجاد حلول بديلة لتقليل مخاطر بنائه، لافتا إلى وجود مقترحان أمام البرلمان يتمثل الأول فى الاستفادة من قناة جونقلى الموجودة بجنوب السودان وهو ما يتطلب ابرام اتفاقية بين مصر والسودان. وأضاف إمبابى، أن المقترح الثانى هو الاستفادة من مياه نهر النيل التى تصب فى البحر الأبيض المتوسط حيث تصب مياه النهر فى فرعى دمياط ورشيد دون الاستفادة من هذه المياه وعودتها لرى الأراضى الزراعية وهو ما سيضمن عدم تأثر من بناء أى سدود فى أى دولة من دول المنبع. وأشار وكيل لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إلى أن الدولة مازالت مستمرة فى مفاوضاتها بشأن السد ولكن تلك البدائل تأتى فى إطار سياسة الوقاية خير من العلاج وكمحاولة لطمأنة الشعب فى ظل توارد الأخبار عن انتهاء 40% منه. كما أوضح الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السلطات المصرية سلمت للضغوط الإثيوبية وأصبح السد أمرا واقعا، متابعا أن البحث عن حلول بديلة إقرار بالإضرار الاكيدة للسد حيث سيكون هناك نقص فى المياه بحوالى 10:12 مليار متر مكعب من حصة مصر فى مياه نهر النيل. وأكد نور الدين على أن البدائل المطروحة قليلة ولا تكفى لسد هذا العجز، مشيرًا إلى أن قناة جونقلى الموودة فى جنوب السودان كانت مصر قد انجزت نحو 82% من بنائها بعد الحرب الأهلية ولكن تم ردمها من قبل رئيس جمهورية السودان الحالى بحجة انها تمثل خطرا على مواردها. وتابع، كلما تحدثنا فى هذا الشأن يأتى ردود السودان بأنه ضمن أولوياتهم على الرغم من المساعدات التى تطلبها من مصر، موضحا أن هناك اتفاقيات وقعت عليها السودان تفيد بأن كل المستنقعات ملك كل دولة تقع فيها وهو ما قطع الطريق على مصر لتعزيز مواردها والاستفادة منها باعتبارها ضمن موارد النيل هذا بالإضافة إلى عدم وجود مياه تصب من النهر فى البحر المتوسط نظرا لوجود فرعى دمياط ورشيد حيث أنها تمنع هجوم المياه المالحة على العذبة. وأشار أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة،إلى أنه على الرغم من كل المحاولات الداخلية من تحليه المياه ومعالجة الصرف الصحى والصناعى إلا أن الحل الأساسى يكمن فى ربط نهر النيل بالكونغو مهما كلف الأمر لأنه هو الوحيد الذى سيسد العجز عقب إنهاء سد النهضة والذى يقدر بحوالى 75 مليار متر مكعب. كما رأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية، أن سد النهضة أصبح أمرا واقعا ومعظم الحلول والبدائل الحالية لتخفيف وطأة خطر بناءه وليس منعه، مفيدا أن معظم المفاوضات الحالية لن تفيد فى ظل اكتمال أكثر من 50% من السد. وعن قناة جونقلى، أضاف ربيع، أن جنوب السودان لن يمانع من استغلال القناة لتعزيز موارد النيل ولكن لابد من الاتفاقيات مع الدولة ورئيسها مع فى ظل المماطلة الاثيوبية ومماطلة الشركات الاستشارية التى تتحكم فى كيف ملىء السد، مشددا على أهمية استخدام الرى بالرش ومنع الرى بالغمر وتحلية المياه واستغلالها واعادة تدويرها.