شهد عدد من قرى مراكز شمال الشرقية، حالة من الغضب والاستياء الشديدين من الأهالى، بسبب الانقطاع المتكرر لمياه الشرب وندرتها وسوء جودتها، ما دفع الأهالى إلى قطع الطريق العام لتوصيل احتجاجهم للمسئولين، بعدما اضطروا إلى شراء المياه من عربات وجراكن غير معلوم مصدرها وبأسعار مرتفعة. وقال محمد عوض ريانه، محامٍ: «قرى صان الحجر والحسينية وأولاد صقر وكفر صقر وفاقوس، محرومة منذ زمن بعيد من الخدمات المقدمة من الدولة، ونتساءل دومًا عن سبب ذلك، هل بسبب أننا نعيش فى مراكز شمال المحافظة، وبالتالى فنحن منسيون؟ أم يوجد سبب جوهر تعاقبنا عليه الحكومات، علمًا بأننا من أكثر المراكز إنتاجاً سواء فى الصناعات المختلفة لوجود مدينة الصالحية الجديدة، أو أكثر إنتاجاً فى المحاصيل الزراعية المختلفة كالخضراوات والفاكهة. وأضاف أنه بعدما فاض الكيل بهم من انقطاع المياه عنهم، خاصة فى صان الحجر، فإنهم يتوجهون وعبر جريدة (الوفد) باستغاثة عاجلة لرئيس الجمهورية، ومفادها فى صان الحجر يا ريس، لا نجد ماء للشرب ونحن فى أشد شهور الصيف حرارة، فهل يصح يا فخامة الرئيس أن تخلو المنازل من مياه الشرب؟ يا ريس مجلس مدينة صان الحجر وقطاع مياه الشرب لا يملك من الأمر شيئًا، ولا يجيد التصرف فى الأزمات، صان الحجر تصرخ لسيادتكم أغيثونا وارحمونا نموت عطشاً. ويستكمل السيد عرفة من أهالى قرية قراجة التابعة لمركز كفر صقر، مأساته وأهالى قريته مع أزمة انقطاع مياه الشرب، يقول: «قريتنا يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، نعيش منذ أكثر من 59 يومًا دون مياه الشرب، ما يجعلنا نقوم بشراء مياه مجهولة المصدر أصابت العديد من الأهالى بالأمراض المتوطنة كالفشل الكلوى والكبد»، مؤكدًا أنهم يشترون هذه المياه المعبأة فى فناطيس تقودها جرارات زراعية، وجراكن محملة على عربات كارو، من باعة جائلين مجهولى الهوية وبأسعار مرتفعة مستغلين فى ذلك أزمة انقطاع المياه عنهم. وفى مركز الحسينية، وبالتحديد فى قرية شرارة، أعرب مجدى البقرى الإعلامى، عن حزنه العميق من تدنى مستوى الخدمات المقدمة لقريته وقرى شمال المحافظة، مؤكدًا أن قريته محرومة من مياه الشرب منذ أكثر من شهر، وأن الأهالى قضوا شهر رمضان الذى هل عليهم فى أشد شهور السنة ارتفاعًا فى درجات الحرارة، وأنهم عانوا الأمرين كثيراً من هذه الأزمة التى أفسدت عليهم فرحة العيد، لافتًا إلى أنه قام بمخاطبة المسئولين الذى أرجعوا سبب الأزمة إلى كسر فى المحبس الرئيسى المغذى لقريته، ما اضطرهم إلى تدبر مبلغ 1200 جنيه كتبرعات لتغيير المحبس، لكن الأزمة استمرت حتى بعد تركيب المحبس دون أن يحصلوا على أسباب منطقية من المسئولين للأزمة. وكان محافظ الشرقية اللواء خالد محمد سعيد، قد صرح الشهر الماضى، بأنه جارٍ الانتهاء من محطة مياه أبوشلبى بمركز فاقوس التى من المقرر أن تخدم نحو 1. 6 مليون مواطن بمراكز فاقوس والحسينية والقرين وههيا وأبوكبير، وأن معالى رئيس مجلس الوزراء سيشارك فى افتتاحها فى احتفالات 30 يونيو.