فنان من طراز ثقيل، يعد أحد رواد السينما المصرية، في فترة الاربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، أُطلق عليه فتى الشاشة الاول ، نظرًا لما كان يتمتع به من وسامة شديدة عن بقية جيل عصره، انه الفنان حسين صدقى . ولد حسين صدقى في 9 يوليو عام 1917 م، بحى الحلمية الجديدة بالقاهرة، لأسرة متدينة تربطها علاقات قوية بجماعات الأخوان، إلا ان ذلك لم يمنعه من الإلتحاق بالفن، حيث ان بوادر التمثيل ظهرت عليه منذ الصغر مما جعله يدرس الفن لعشقه التمثيل. التحق بفرقة ''جورج أبيض'' وتنقل بعدها من فرقة إلى أخرى، حتى وصل إلى فرقة ''فاطمة رشدي'' التي أسندت إليه عدد كبير من البطولات، فقام ببطولة مسرحية ''ألف ليلة وليلة''، لينال استحسان الجميع. حرص الفنان الراحل منذ دخوله للفن على ان ينتج سينما هادفة، فبدأ مشواره الفني عام 1937 م ،من خلال فيلم بعنوان " تيتاوونج " الذي حقق نجاحا كبيرا انذاك . قدم صدقى 32 فيلمًا سينمائيًا، فبالرغم من ان رصيده لم يكن كبيرًا الا ان افلامه كانت محطة أنظار الجميع، حيث انها عالجت العديد من المشكلات التى تواجه المجتمع ، ابرزها " العامل – الابرياء – ليلى فى الظلام – المصرى افندى – شاطى الغرام – طريق الشوك – قلبى يهواك – الحبيب الجهول " ، وقد حققت تلك الافلام نجاحا كبيرا فى ذلك الوقت . ولم تتوقف موهبة فتى الشاشة الاول على التمثيل فقط، بل انه اتجه إلى الكتابة والاخراج في عدد من الأعمال السينمائية، ففي عام 1942 أسس الشركة السينمائية "أفلام مصر الحديثة" لتخدم الأهداف التي كان يسعى لترسيخها بالمجتمع. كانت تربط حسين علاقات قوية بالشيخ محمود شلتوت الذي وصفه بأنه رجل يجسد معانى الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين . كما كانت علاقاته قوية بشيوخ الازهر، حيث أرتبطت علاقاته بالشيخ عبدالحليم محمود الذي كان يستشيره في كل أمور حياته مما جعله يعتزل الفن، واتجه إلى خدمة اهل منطقته عن طريق الترشح للانتخابات البرلمانية ولكنه لم يستمر طويلًا، نظرًا لتجاهل المسئولين للمشروعات التي يقدمها . واعتزل الفن في اوائل الستينات، وذلك بعدما أوصى أبنائه الثمانية "خمسة ذكور وثلاث بنات" بحرق أفلامه بعد رحيله لانه يرى أن السينما من دون الدين لا تؤتى ثمارها المطلوبة، فقد أطلق عليه "الملتزم" الذي ارتدى عباءة التمثيل. وتوفى الفنان يوم 6 فبراير عام 1976 م في القاهرة، بعدما أثرى السينما المصرية بالعديد من الأعمال الفنية التي ستظل عالقة في ذاكرة الجميع، وقد كرمته الهيئة العامة للسينما عام 1977م .