أيام قليلة ويكتمل العام الثاني للرئيس عبد الفتاح السيسي، في سدة الحكم على رأس الدولة، التي تسلمها رسميًا في 8 يونيو من العام 2014، بعد أدائه اليمين الدستورية أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا، إضافة إلى توقيعه على وثيقة رسمية لتسليم السلطة من الرئيس السابق عدلي منصور، بحضور ممثلي دول عربية وافريقية وغربية. ومنذ اللحظات الأولي لتسلم الرئيس مهام عمله، ألقي اهتمامًا بالغًا بعلاقات مصر مع دول الخارج، وعمل علي استعادتها وتحسينها، من خلال زياراته المتنوعة لدول العالم في أسيا وإفريقيا وأوربا وأمريكا. وخلال العامين فترة حكم الرئيس، ألقى عددًا من الخطابات الهامة، التي سيخلدها التاريخ ويدونها في ذاكرته، منها خطابه أمام البرلمان الياباني، كأول رئيس عربي يقف أمامه، إضافة إلي كلمته في البرلمان الإثيوبي، في زيارة هي الأولي من نوعها لرئيس مصري منذ 30 عامًا. رصدت "بوابة الوفد" أبرز الخطابات التاريخية للرئيس: الاممالمتحدة 2014 أول الخطابات التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت بعد توليه الحكم بثلاثة شهور، في 24 سبتمبر 2014، بعدما ألقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتناول خلالها العديد من النقاط وبعض القضايا العربية والإقليمية والدولية. وأكد خلال خطابه أن مصر قادمة، وأن الشعب المصرى صنع التاريخ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية عندما طالب بحقه في الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية وتمسك بهويته العربية وبجذورها الأفريقية. وقال السيسى وقتها: "إن الازمة السورية خلفت دمار وضحايا، ولابد من وضع إطار سياسى يكفل تحقيق تطلعات الشعب السوري"، معلنًا دعم مصر الكامل للشعب السورى وتطلعاته فى الحياة الأمنة واستقرار بلاده. وأهم النقاط التي تناولها في خطابه التاريخي، هو مطالبته للعالم بدعم مصر لعضوية مجلس الأمن، وهو ما تم بالفعل وفازت به مصر في اكتوبر من العام 2015م، وأنهى السيسى كلمته قائلا: "تحيا مصر، تحيا مصر، وتحيا شعوب الأرض المحبة للسلام". البرلمان الإثيوبي 2015 في 25 مارس 2015، قام السيسي بإلقاء خطاب تاريخي أمام البرلمان الأثيوبي، في أول زيارة لرئيس مصر لأديس أبابا منذ أكثر من 30 عام، وتناول خلاله مسألة قيامهم ببناء مشروع سد النهضة وحول العلاقة بين البلدين. وقال السيسي فى بداية كلمته أمام البرلمان الإثيوبي: "أقف فى لحظة تاريخية فارقة أمامكم فى بيت الشعب الإثيوبى لأحمل لكم رسالة أخوة صادقة ومحبة خالصة بأياد ممدودة بالخير من أجل التقدم والرخاء من أخوتكم فى مصر الذين يتطلعوا معكم للأحسن". وطلب من الشعب الإثيوبي أثناء كلمته فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات مع مصر، على اعتبار أن البلدين بحاجة إلى بناء جسور الثقة بين شعبيهما، وأن الاهتمامات المشتركة تقع على عاتق السياسيين والمثقفين. وبعد نهاية الرئيس السيسي من كلمته امام البرلمان الإثيوبي، ألقى أعضاء البرلمان التحية على السيسي بطريقة تاريخية، حيث قام بعض الأعضاء بتقليد حركات الرئيس السيسي، ودخلوا فى وصلة تصفيق حارة حتي مغادرة الرئيس للقاعة. الأممالمتحدة 2015 في 29 سبتمبر 2015، ألقي السيسي للمرة الثانية كلمته أمام الجمعية العامة، في دورتها السبعين، وصفقت القاعة له أثناء خطابه 10 مرات الأولى أثناء دخوله القاعة لإلقاء الكلمة، والثانية حينما قال: "إن مصر تقف فى طليعة الدول الإسلامية وفى خط الدفاع الأول فى مواجهة الإرهاب". وتناول خطاب السيسي، رؤية مصر للقضايا الإقليمية، ومنها الوضع فى ليبيا، والتأكيد على ضرورة الاستمرار فى تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة بالتوازى مع مواجهة الإرهاب، كما تطرق للحديث عن الأزمة اليمنية والقضية الفلسطينية وحقه شعبها في إقامة دولته المستقلة وتقرير مصيره. مجلس النواب 2016 في 13 فبراير 2016، شهدت أروقة مجلس النواب، خطابًا للتاريخ من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادى الأول من الفصل التشريعى الأول، سلم فيه السلطة التشريعية إليه. وشهدت كلمته العديد من الرسائل الهامة، التى تناولت جميع الأمور الحياتية الهامة التى تهم المصريين وتتعلق بوضع مصر السياسى والاقتصادى على الصعيدين الإقليمى والعالمى. وأكد السيسي أن الشعب المصري استطاع الانتصار للحرية والديمقراطية واستعادة حلمه، وأنه أثبت مجددًا قدرته على إعادة بناء التاريخ، مؤكدًا على أن 30 يونيو ثورة شديدة النقاء تحصد مصر ثمارها بهذا البرلمان، وأنه أنقذ الدولة ممن أراد اختطافها. البرلمان الياباني 2016 في 29 مارس 2016، وقف السيسي أمام البرلمان الياني كأول رئيس عربى وثانى رئيس افريقى بعد نيلسون مانديلا، رئيس جنوب إفريقيا الأسبق ، وألقي حينها خطابًا تاريخيًا وشاملًا. وقال السيسي: "إنه جاء إلى البرلمان اليابانى حاملاً رسالة تعاون وإخاء من الشعب المصري، ليعبر لهم عن تقديره العميق لإسهام حضارتهم العظيمة فى إثراء التراث الإنسانى ودعمها للسلام والتنمية على مدار عقود طويلة التزمت فيها بنهج الدولة المحبة للسلام وامتدت أياديها بالخير والنماء". ونقل السيسي لهم امتنان شعب مصر إليهم، لما قدموه من إسهامات مقدرة فى قطاعات حيوية مثل النقل والصحة والتعليم والثقافة، والتطلع لمواصلة التعاون واستكمال عملية البناء لإضافة مزيد من التميز في علاقات البلدين. واستعرض السيسي ما اتخذته مصر من تشريعات وإجراءات لجذب وتيسير الاستثمار، معربًا عن امله فى استعادة زخم السياحة اليابانية إلى القاهرة، والمستثمرين اليابانيين للمساهمة فى تلك المشروعات وتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين.