«خطاب تاريخي».. وصف أطلقه الكثيرون على الخطاب المقرر أن يلقيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت 13 فبراير، أمام مجلس النواب، ويعد هذا الخطاب أول خطاب لرئيس جمهورية يلقيه أمام مجلس النواب منذ ثورة 25 يناير عام 2011. 19 ديسمبر من عام 2010.. كان أخر خطاب لرئيس جمهورية أمام مجلس الشعب كما كان يسمى في حينها حيث ألقى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بمجلس الشعب، كلمته في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول لمجلس الشعب عام 2010، واستعرض فيها الجهود المبذولة من جانب الدولة لتحقيق التنمية وتحسين مستوي المعيشة للمواطنين وزيادة معدل النمو الاقتصادي. أول خطاب بعد الثورة 13 فبراير من عام 2016.. يُعد يوم تاريخي في مصر، لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيُلقي خطاب أمام مجلس النواب، ليعد أول خطاب لرئيس جمهورية بعد ثورة 25 يناير من عام 2011، حيث أنه منذ الثورة لم يلقي رئيس جمهورية خطاب أمام مجلس النواب، لأن حتى المعزول محمد مرسي، حينما تولى الرئاسة ألقى خطابا أمام مجلس الشورى، لأن مجلس الشعب حينها كان قد حُل، ليُعد خطاب السيسي أول خطاب لرئيس أمام البرلمان بعد الثورة. الرئيس الثاني «السيسي».. يُعد أيضا ثاني رئيس جمهورية مصري يُلقي خطاب أمام برلمان خارجي، بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات أما الكنيست الإسرائيلي. ففي 19 نوفمبر من عام 197، زار الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إسرائيل وألقى خطابا في الكنيست الإسرائيلي، وجاء في خطابه: «قد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكي نبني حياة جديدة، لكي نُقِيم السلام.. وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحدا.. وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام». رابط كلمة السادات في الكنيست: السيسي في إثيوبيا وألقى السيسي خطابا أمام البرلمان الإثيوبي في 25 مارس من عام 2015، ليأتي خطاب في فترة مهمة جدا بعد توتر العلاقات المصرية الإثيوبية، بسبب مشكلة سد النهضة، وظهر حرص الرئيس على ألا يكون للسد تأثيرا سلبيا على حصة مصر المائية. وقال السيسي في خطابه: «إنها لحظة تاريخية فارقة هي التي أقف فيها أمامكم في بيت الشعب الأثيوبي أحمل للشعب الإثيوبي رسالة إخوة وأياد ممدودة بالخير، أتطلع لمزيد من التعاون بين مصر وإثيوبيا، نفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الشعب الإثيوبي لإعادة العلاقات بين البلدين، نحن بحاجة إلى بناء جسور الثقة، أدعوكم لكي نضع ركائز لمستقبل أفضل لأبنائنا، أدعوكم لمستقبل يضمن العيش الكريم لشعبينا، مصر الجديدة تحرص على تعزيز علاقتها الوطيدة مع إثيوبيا». وتابع السيسي: «تربطنا حضارة مشتركة قامت على ضفاف النيل، نعمل من أجل مواطنينا ونقدم لأبناء قارتنا نموذجا من تبادل المصالح والتعاون المشترك ، نسعى للتعاون ضد الجريمة المنظمة والإرهاب وتفشي الأمراض والأوبئة والتصحر، وباء الإرهاب الذي يقسم المجتمعات يعد أبرز التحديات التي تواجهنا جميعا، حان الوقت لتتحقق مساعي الزعيم الإفريقي مكروما بتعزيز التعاون بين مصر وإثيوبيا، مصر بما لديها من علاقات ممتدة على استعداد أن تستثمر مع أشقائها في إثيوبيا». رابط كلمة السيسي في البرلمان الإثيوبي: جدل وتوترات ربما أزمة سد النهضة لن تغيب عن خطاب الرئيس السيسي أمام مجلس النواب غدا السبت، في ظل حالة الجدل التي يشهدها الشارع المصري بسبب التخوفات التي تكتنف مفاوضات السد. كلمة الرئيس تأتى أيضا في ظل حالة من الجدل يعيشها البرلمان، بعد أن أعلن النائب المعين المستشار سري صيام استقالته، ويزداد المشهد جدلا وارتباكا بعد أن رفضت هيئة المكتب التنفيذي للمجلس الاستقالة، في ظل توترات أخرى بين إعادة ترتيب المجلس لتكتلاته وتشكيل لائحته، والاستعداد لخطاب السيسي، ومحاولات الحكومة لامتصاص حماسة النواب ضدها، ومحاولات الدفع لفتح صفحة جديدة مع مجلس النواب، الذي كانت أولى تعاملاته مع الحكومة والرئاسة تشبه الصدمة، عندما رفض البرلمان قانون الخدمة المدنية. وبعيدا عن تلك الحالة المرتبكة التي يعيشها البرلمان، استعد المجلس للاستماع إلى خطاب الرئيس السيسي؛ إذ اجتمع الأمين العام للمجلس المستشار أحمد سعد الدين، بممثلي الرئاسة، لبحث ترتيبات الخطاب الرئاسي؛ وذلك وسط ترتيبات واسعة. وجرى التأكد من سعة القاعة الرئيسية ل 596 نائبا، يمثلون قوام المجلس؛ فضلا عن ترتيب مقاعد لضيوف المجلس ومرافقي الرئيس أثناء الخطاب.