حالة من التخبط تسود الصيدليات وتفاوت فى أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى فى الشارع ذاته وأصحابها حتى اللحظة لا يعرفون الأسعار الحالية لمعظم الأصناف. وأكد الصيادلة أنّ قرار الحكومة الأخير بزيادة أسعار الأدوية الأقل من 30 جنيهًا بنسبة 20%، استغلته معظم شركات الأدوية، فبدلًا من أن تطبيق الزيادة على كامل العبوة جرى رفع سعر كل مكون أو شريط على حدة، بل إن القرار لم يطبق على الأدوية الأقل من 30 جنيهًا وإنما طبق على الأدوية ذات الأسعار المرتفعة أيضًا. وقال الدكتور عمرو أبوكرم صاحب إحدى الصيدليات أنّ قرار الحكومة بزيادة الأدوية الأقل من 30 جنيهًا غير مطبق لدى معظم الشركات فجميع الأدوية بما فيها المرتفعة سعرًا زادت أسعارها منوهًا بأنّ الشركات استغلت القرار لدرجة رفعت من خلالها أسعار مستحضرات التجميل والإكسسوارات. وأوضح أبوكرم أنّ قرار الحكومة كان يجب تطبيقه على شركات قطاع الأعمال، مؤكدًا أنّ الشركات الحكومية بالفعل تخسر مبالغ طائلة بسبب عدم قدرتها على تحصيل تكاليف المواد الخام وصيانة الماكينات ومرتبات العمال منوهًا بأنّ القطاع الاستثمارى استغل القرار لصالحه ورفع تكلفة كل الأدوية. واستنكر أبوكرم تعنت وزارة الصحة فى التعامل مع شركات قطاع الأعمال بطريقة تهدد صناعة الأدوية المحلية والانحياز بشكل كبير للاستيراد قائلًا: البرامول كان سعره فى السوق قبل الزيادة 2.5 جنيه، بينما نظيره المستورد باندول تجاوز سعره 14 جنيهًا. وأشار إلى أنّ سلاسل الصيدليات المستفيد الوحيد من قرار الحكومة حيث كسبت الملايين من وراء القرار. وأكد الدكتور أيمن حكيم صاحب صيدلية أنّ شركات الأدوية استغلت قرار الحكومة ورفعت الأسعار بشكل جنونى، ولم يطبق على الأدوية الأقل من 30 جنيهًا كما جاء فى قرر الحكومة بل إنّ كافة الأدوية ارتفع سعرها، موضحًا أنّ الصيادلة حتى الآن يمرون بحالة من التخبط وعدم قدرة على ضبط الأسعار قائلاً: يورسولفين يباع فى الدقى 6.5 بينما يباع فى مدينة نصر ب9,5 وفى فيصل ب12 جنيهًا. وأوضح أنّ الشركات رفعت سعر الشريط 20% بدلًا من سعر العلبة قائلاً: لو علبة الدواء بها 3 شرائط كل شريط أقل من 30 جنيهًا، فالشركات رفعت شعر الشريط الواحد، لافتًا إلى أنّ هناك أدوية بالفعل تستحق زيادة الأسعار فسعرها لا يحقق تكلفتها، بينما الأدوية الأكثر من 30 جنيهًا فلا داعى لرفع سعرها، وقال: دواء �فوراديل� سعر العلبة 87 جنيهًا أصبح 105، فبعد أنّ كان سعر الشريط 29 أصبح 35 جنيهًا، و�تيوتاسيد� أصبح سعرها 46.5 بدلاً من 39 جنيهًا. وأضاف أنّ الكثير من المرضى يتذمرون ويتجادلون مع الصيادلة ويتهمونهم بزيادة الأسعار بل الكثير منهم يخرج من الصيدلية بدون الدواء لارتفاع سعره. وأكد الدكتور محمد سامى صاحب إحدى الصيدليات أنّ هناك تخبطًا رهيبًا وارتباكًا لدى معظم الصيدليات لعدم معرفتهم بالأسعار النهائية للأدوية، لافتًا إلى أن كافة الشركات استغلت قرار الحكومة ورفعت أسعار جميع الأدوية بشكل مبالغ فيه وبدون سبب واضح. وعن عدد الأصناف التى ارتفع سعرها قال: لا يمكن حصرها فالأصناف كثيرة والأسعار مجهولة، منتقدًا غياب الرقابة على الشركات من قبل وزارة الصحة. وضرب مثلاً بارتفاع الأسعار قائلًا: �بلافكس� علاج الجلطات أصبح سعره 305 بدلًا من 205، والأنسولين العلبة بدلاً من 95 أصبحت 114، وصنف آخر بلغ 126.5 بدلًا من 105، وآخر 180 بدلاً من 150. وتجدر الإشارة إلى أنّ لجنة الصحة بمجلس النواب، هاجمت خلال اجتماعها الثلاثاء الحكومة بسبب قرارها زيادة أسعار الأدوية الأقل من 30 جنيهًا بنسبة 20%، وطالب غالبية النواب بإلغاء القرار ومحاسبة وزير الصحة، مهددين بسحب الثقة منه. �