يتردد اسمه كالأسطورة المرعبة بين عناصر جبهة النصرة، وهى المنظمة التى تنتمى للفكر السلفى الجهادى، وتم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الحرب الأهلية السورية، ونمت قدراتها بسرعة لتصبح خلال أشهر من أبرز قوى المعارضة المسلحة لنظام بشار الأسد لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال بشراسة وعنف، وتعد الجبهة ذراع تنظيم القاعدة فى سوريا، أنه زعيم تنظيم �جبهة النصرة�، أبومحمد الجولانى، ويعتقد الغالبية ممن يسمعون اسمه أنه لا يزال شخصية افتراضية، أفرزتها الحرب الأهلية السورية، ليصبح زعيماً مثيراً للجدل لجبهة النصرة. وبين وقت وآخر، ينشر التنظيم تسجيلاً صوتياً للجولانى لإدانة روسيا التى تساند نظام بشار، ولرصده مكافأة ثلاثة ملايين يورو لمن يقتل الرئيس بشار، ومكافأة مليونى يورو لمن يقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، غير أن الخطير فى الأمر أنه حتى قيادات جبهة النصرة على الأرض لا تعرف من هو الجولانى، ويقال إنه سجين إسلامى كان فى سجن صيدنايا العسكرى، وأطلقت المخابرات السورية سراحه فى 21 يونيه 2008، وتم إيفاده للعراق ومعه مشروع جبهة النصرة للتنسيق مع بعض القيادات فى العراق. وتشير المعلومات الصادرة من الجبهة نفسها إلى أن الجولانى هو (أسامة العبسى الواحدى)، وُلد عام 1981 فى بلدة الشحيل التابعة لمدينة دير الزور وسط عائلة من� إدلب، وانتقلت إلى دير الزور، والده يعمل سائقاً فى مصلحة الإسكان العسكرى، تلقى الجولانى المراحل الأولى من التعليم النظامى، والتحق بكلية الطب فى جامعة دمشق، حيث درس سنتين، ثم غادر إلى العراق فى السنة الجامعية الثالثة، لينضم إلى فرع تنظيم القاعدة فى العراق بعد الغزو الأمريكى 2003، وعمل تحت قيادة زعيمه الراحل �أبومصعب الزرقاوى� ثم خلفائه من بعده، ولا يزال يقول إنه مبايع لزعيم القاعدة، أيمن الظواهرى، ويعمل وفق توجيهاته وإرشاداته. فى العراق انضم الجولانى إلى فرع تنظيم القاعدة الذى أسسه الأردنى أبومصعب الزرقاوى وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة فى صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوى، وبعد اغتيال الأخير فى غارة أمريكية 2006، خرج الجولانى من العراق إلى لبنان، حيث يُعتقد أنه أشرف على تدريب جند الشام المرتبط بتنظيم القاعدة. ومن لبنان عاد الجولانى مجدداً إلى العراق، فاعتقله الأمريكيون، وأودعوه سجن بوكا، ثم أطلقوا سراحه 2008، فاستأنف نشاطه العسكرى مع ما كان يسمى الدولة الإسلامية فى العراق التى تأسست فى أكتوبر 2006 بقيادة أبوبكر البغدادى، وسرعان ما أصبح رئيساً لعملياتها فى محافظة الموصل. وفي 24 يناير 2012، أصدر الجولانى بياناً أعلن فيه تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام، واتخذ من منطقة الشحيل منطلقاً لعمل هذه الجبهة، ودعا السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام وكشف فى مقابلة إعلامية للجولانى عن تلقيه إرشادات من الظواهرى للعمل على إسقاط النظام السورى وحلفائه مثل حزب الله، ثم التفاهم مع الشركاء لإقامة حكم إسلامى وفقاً له.