شعلة من النشاط لا تنطفئ بل تزداد اشتعالا كلما اقترب عيد الأضحي.. انها راعية الغنم عواطف محمد، التي تعمل في رعي الأغنام منذ نعومة أظافرها، ورغم انها في العقد السادس من عمرها إلا أن عملها جعلها تمتلئ حيوية ونشاطا، تبدأ عواطف يومها قبل اذان الفجر.. تنظف المنزل وتجهز وجبة الفطور والغذاء لأبنائها نظرًا لأنها في وقت الغداء تكون مشغولة في رعي الأغنام، وبعد صلاتها الفجر تطعم أغنامها وتعدها للخروج في رحلتها اليومية، بعد أن تطمئن علي أبنائها الأربعة وأحفادها. تحرص الحاجة عواطف علي اصطحاب أحفادها معها لتعلمهم أصول المهنة لتكون لهم سندًا في المستقبل، في ظل ارتفاع نسبة البطالة وعدم توفر فرص عمل للشباب. »عيد الأضحي موسم الغنامين.. لكنه بمثابة مأتم بالنسبة لي«.. هكذا ردت علينا عندما سألناها عن عيد الأضحي وما يمثله بالنسبة لها وتابعت قائلة »كل الغنامين ينتظرون عيد الأضحي بفارغ الصبر لبيع أغنامهم التي تعبوا في تربيتها علي مدار العام، الا ان الوضع بالنسبة لي مختلف فأنا أشعر أن الأغنام كأطفالي لأني أجلس بصحبتها أكثر مما أجلس مع عائلتي، وعلاقتي بها حميمة لأقصي درجة، وتكمل قائلة: »اعتدت تسمية الغنم بأسماء محببة إليّ تزيد من ارتباطي بها، وتجعلها تمتثل لندائي كلما ناديت عليها. وعن الاستعدادات التي تقوم بها قبل حلول عيد الأضحي قالت: »نعد الأغنام قبل حلول عيد الأضحي بشهرين، فنبدأ في زيادة كمية الطعام التي يتناولها الخروف بمقدار ربع كيلو ذرة كل عشرة أيام وبحلول العيد تصبح وجبة الخروف 3 كيلو مما يزيد من حجمه. تحذر راعية الغنم عواطف المواطنين من غش الأضحية قائلة »هناك غنامون لا يراعون ضميرهم ويلجأون إلي الغش في الأغنام عن طريق سقيها ماء مالح أو به خميرة مما يجعل الخراف عند الوزن تبدو أثقل وأكبر حجما وتضيف هناك غنامون آخرون يلجأون إلي ملء صوف الخروف بالرمل لزيادة وزنه. وتنصح عواطف المواطنين بفحص الخروف جيدا ووضع يدهم علي ظهره وصدره لمعرفة كمية اللحم الموجودة به. ولفتت الحاجة عواطف إلي ان عيد الأضحي هذا العام متزامن مع الانتخابات، فيقبل كثير من المرشحين علي الذبح للدعاية لأنفسهم وتعترف »لولا الانتخابات لكنا خسرنا كثيرا في الأغنام التي تكبدنا كثيرا علي مدار العام في تربيتها، بعد تراجع كثير من الأهالي عن الذبح بسبب غلاء الأسعار غير المسبوق«. وتختتم الغنامة عواطف حديثها قائلة: »رغم حبي الشديد لمهنتي الا انني أتمني أن أري أحفادي يعملون في أماكن مرموقة ويحققون ما لم يحققه آباؤهم، ويحطمون قانون الدنيا الذي يفرض ان يظل ابن القاضي قاضيا وابن الغنام غناما«.