هل حقاً أن الاقتصاد الاسلامي هو الحل ؟حديث تردد كثيراً وبات محوراً أساسياً داخل المؤتمرات واللقاءات الاقتصادية وسبق كل هذا تمهيد بانتشار المعاملات الاسلامية داخل القطاع المصرفي وتسابقت البنوك للاعلان عن فتح فروع لها للمعاملات الاسلامية.... . وبعد ثورة يناير علت نبرة الحديث عن الاقتصاد الاسلامي لدرجة المطالبة بوجود بورصة اسلامية.... والحقيقة انني حاولت البحث عن ماهية الاقتصاد الاسلامي وقواعده وآلياته في مصر فلم أصل إلا لحقيقة واحدة ان الاقتصاد الاسلامي في مصر لايخرج عن كونه تعاملات جماعة الاخوان الاقتصادية ونشاط أعضائها من رجال الأعمال في كافة المجالات صناعية وتجارية واستثمارات وبورصة الي حد ان بعض المتنبئين بالقادم السائرين علي نهج قالولي قال إن رجال الاعمال الإخوانيين هم المنقذون الوحيدون للاقتصاد المصري بعد ضياع رجال اعمال النظام السابق مابين السجن والهروب والاختفاء في الذرة في انتظار القادم !.... المهم انني تتبعت تحركات وخطوات رجال الاعمال المنتمين لجماعة الاخوان خلال الفترة الماضية فوجدتهم باتوا نجوماً للاعلام سواء المتواجدون في مصر او في الخارج وبالفعل تلاحقت التصريحات لبعض رجال الاعمال منهم حسن كامل وخيرت الشاطر وغيرهم ولم تقف الامور عند حد التصريحات بل تخطاه بالفعل.. وشاهدنا شوادر الاخوان لبيع الأدوات المدرسية بأسعار تقل عن أسعار السوق ثم انتشرت شوادر اللحوم قبيل عيد الاضحي ورأينا أسعاراً منافسة للجزارين والمجمعات الاستهلاكية أعادت الي اذهاننا شوادر ومزارع الريان... وبدأ الحديث في الشارع المصري عن اقتصاد الاخوان وليس الاقتصاد الاسلامي... فالعامة يمكنهم فهم اقتصاد الاخوان ولمسه بسهولة خلال حياتهم الصعبة مع اقتصاد الحكومة الفاشلة التي عجزت عن تحقيق ابسط مطالب الشعب وهو رحمتهم من نار الاسعار.... وبالفعل نجحت الجماعة في اولي خطواتها تجاه كسب الرأي العام البسيط عندما افهمتهم معني اقتصاد رجال الاعمال الاخوان بطريقة اسهل وابسط من مصطلح الاقتصاد الاسلامي ....والحقيقة ان رجل الاعمال حسن مالك وهو احد اقطاب الجماعة الاقتصادية استطاع تلخيص الأمور وتوضيحها بكلمات بسيطة عندما قال ان الجماعة تريد تحويل مصر من سوق مستهلكة الي سوق تصنيع ونفكر في استثمارات تنموية تشمل تدريبا مهنيا للقوة العاملة لانشاء صناعات تحويلية وتقليص الاعتماد علي الواردات واضاف كامل ان القطاع الخاص هو الحل لتباطؤ الاقتصاد المصري مؤكدا ان السياسات الاقتصادية المتبعة في عهد الرئيس السابق كانت صحيحة لكن افسدها الفساد والمحسوبية علي حد وصفه..... كلمات واضحة ومفهومة ولاتحتاج لفصاحة ولاخبراء لنعرف طريق الاقتصاد ومنهجه وشكله بعد الانتخابات القادمة سواء تشريعية او رئاسية.... بل لنؤكد لحكومتنا الرشيدة ان الاقتصاد هوالحل وهو القاطرة والمدخل الفعلي للاستقرار السياسي والاجتماعي والامني ايضاً.... مرحباً بالاقتصاد الإخواني الذي حسم الموقف مبكراً!!!!