حذر المهندس ماجد الراهب رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصري من تعرض آثار مصر للخطر خاصة تلك المتواجدة في المناطق البعيدة والتي تفتقد للرعاية والاهتمام، ضاربا المثل بتعرض معبد التتويج بمرسى مطروح للسرقة كل عام؛ الأمر الذي يُنذر باختفاء معالم المعبد بأكمله، جاء ذلك خلال مؤتمر تراث الواحات الذي نظمته أمس جمعية المحافظة على التراث المصري بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بحضور نخبة من أساتذة الآثار. التراث مصدر دخل وأوضح الراهب في تصريحاته ل"بوابة الوفد الإلكترونية" أن دور الجمعية هو الحفاظ على التراث المصري في المرحلة القادمة؛ كما سيتناول الوقوف أمام حملات تشويه التراث، ونشر الوعي الأثري بجميع أنواع التراث مصري قبطي وإسلامي؛ مع التوجه إلى المناطق الفقيرة والضعيفة فكريًا من خلال التفاعل المباشر وطرح برامج تختلف عن الأسلوب الحكومي، مع فتح ورش للحرف التراثية القديمة لتكون مصدر دخل لأبناء هذه المناطق. كما أكد الراهب على أن الحفاظ على الآثار ونشر الوعي الأثري مسئولية كل مصري ومن الخطأ حصر المسئولية على جهة بعينها حتى إن كانت وزارة الدولة لشئون الآثار. الرهبنة فى الواحات وعن الرهبنة القبطية في الواحات أكد القس يسطس الأورشاليمي على أن وفرة الآثار القبطية والكنائس والأديرة بالواحات دليل كافٍ على انتشار المسيحية في هذه البقعة، حيث تم الكشف عن 63 مقبرة أو هيكل أو قلاية مقسمة إلى كنيسة عامة كبيرة في وسط المدينة؛ وثلاثة عشر كنيسة أصغر كأماكن استقبال، هذا بالإضافة لأماكن العمل. وأشار القس يسطس إلى أن الواحات تعد بيئة مميزة للرهبان الذين يفضلون المناطق البعيدة يعبدون فيها الرب، وتكون قريبة من مصدر للماء والزرع ومرور القوافل أو مركز تجاري يبتاعون فيه ما يصنعون. مفهوم الواحات من جانبه ألقى الدكتور حجاجي إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليونانية والفرعونية باللوم على كثير من أساتذة الجامعات المصرية الذين حصروا الزيارات الميدانية والحديث عن آثار الأقصر وأسوان وبعض المناطق الشهيرة، بينما تخاذلوا عن إلقاء الضوء على العديد من الكنوز الأثرية في كثير من المناطق المصرية كالواحات ومناطق البحر الأحمر. وألقى حجاجي الضوء على الكنوز الأثرية القبطية والإسلامية في الواحات، التي ضمت جميع أنواع العمارة الدينية والجنائزية والمدنية التي راعوا فيها حرمة البيت عمارة دفاعية, منها مقابر الباويطي، معبد الإسكندر، وادي المومياء، معبد أمازيس، متحف الفرافرة، مقبرة بادي أوزير، معبد آمون، قرية القصر وهي محمية أثرية، أسمنت الخراب، درب الأربعين، معبد هيبز. فضلا عن توضيح مفهوم كلمة الواحات في اللغة المصرية القديمة والتي تعني كناس الإله رع بقلبه وهي كخادم الحرمين في التي تعارفنا عليها فيما بعد. كسر الحاجز الجغرافى بينما يرى الدكتور أسامة عبد الوارث مدير عام آثار النوبة وعضو المجلس الدولي للمتاحف، أن السبب الرئيسي في عدم تعرف كثير من شعب مصر على الكنوز الأثرية في الواحات وغيرها من المناطق يعود إلى بعدها جغرافيا، فمع شديد الأسف نتعامل في مصر مع الآثار تعاملا ديموجرافيا وليس تعاملا تاريخيا، لذا فلابد من تعاون جميع الجهات الرسمية والأهلية في رفع درجة الوعي بأهمية وقيمة هذا التراث وضرورة الحفاظ عليه، خاصة أن السياحة الأثرية تتطلب مزيدا من الاستقرار.