اعتاد على الترحال بين قارات العالم فى جولات عدة تنقل خلالها بين بلدان آسيا وافريقيا مستقلا دراجته البخارية، قاطعا مئات الكيلو مترات تاركا رفاهية العيش مع أهله وذويه رغبة منه فى التعرف على ثقافات الشعوب، لقب ب"البدوي المجنون".. كانت رحلاته مليئة بالمغامرات والمخاطر.. هو الرحالة اليوناني "إلياس فروهيديس" الذي فتح لنا قلبه كاشفا أسرار رحلاته وأهم البلدان التي زارها في حوار خاص ببوابة الوفد الإلكترونية. إلى نص الحوار: من هو الرحالة إلياس فروهيديس ولماذا يطلق عليه "البدوي المجنون"؟ إسمي إلياس فروهيديس، عمري 33 سنة بدأت جولة الترحال من 3 سنوات تقريبا، 1000 يوم قمت بزيارة 36 دولة، قطعت مسافة 90 ألف كيلومتر على دراجتي البخارية، أما لقبي " البدوي المجنون" فقد اكتسبته بسبب جولاتي المتعدده التي يراها البعض جنونا مني لذلك وصفوني ب"المجنون الكبير" وهو لقب أحبه وأستمتع بحياة الترحال. إذا فهذا يعد السبب الوحيد وراء سفرك وترحالك؟ لا.. فيمكن أن نرجع ذلك أيضا إلى حبي للأشخاص والطبيعة، حيث كانت أولوياتي التعرف ومقابلة أشخاص مختلفين حول العالم، ومعرفة ثقافاتهم، وأسلوب حياتهم، وعقلياتهم، لأنني أعتقد أن هذا ضروري جدا لأي شخص فعلينا أن نفهم ما يدور حولنا لأن هناك اختلافات بين الشعوب وكل منها له ثقافاته. ماذا عن رحلاتك السابقة حدثنا عنها؟ قمت سابقا بجولة في القارة الآسيوية، وزرت خلالها 14 دولة، وبدأت جولتي من اليونان إلى الهند مرورا ببعض الدول الآسيوية، واستغرقت رحلتي 27 أسبوعا، أي سنتين وشهرين ونصف، وكانت بدرجاتي البخارية. ماهي الصعوبات التي واجهتها في رحلاتك؟ بالطبع، واجهت العديد من الصعوبات والمخاطر وبعضها يتعلق بالإجراءات الأمنية، فللاسف واجهت مشاكل مع الشرطة في الكثير من الدول وبالأخص غرب ووسط أفريقيا، لأنهم غالبا لا يساعدون الأشخاص بل إنهم يزعجوهم، أما بالنسبة للأشخاص العاديين فلم أواجه مشاكل معهم، فالوضع جيد، فلم اتعرض لمجرمين أو إرهابيين أو ماشابه ذلك حتى الآن. ما هي المواقف الطريفة التي تعرضت لها أثناء رحلتك؟ في بعض الأحيان، أقابل أشخاص ذو حس فكاهي كبير، على سبيل المثال، كان هناك رجل في الكونغو سيقوم باستضافتي، وأعطاني رقم هاتفه ولكنه كان رقم خاطىء، وعندما وصلت إلى مدينة كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، حاولت الاتصال به ولكنني لم استطع التوصل إليه، ثم قابلت بعض الاشخاص، فاخبروني أنهم يعرفون بعض الأشخاص هنا من اليونان، وسألوني عما إذا كنت أود مساعدة، فأخبرتهم أنني أريد الوصول للشخص الذي سيقوم باستضافتي، وعندما توصلت إلى عنوانه، وجدت أنه قام بتأجير منزله، وهو ما جعلني أصاب بنوبة من الضحك في ذلك الوقت. ما هي أهم الأدوات التي تحرص على وجودها معك في رحلاتك؟ على ما اعتقد أن أهم شيء هو سلوكي الإيجابي، وأن أكون جاهزا لمقابلة أشخاص مختلفة وكيفية التعاون معهم والتعلم منهم هذا بالنسبة للأدوات النفسية أما الأدوات المادية فهي الأدوات الخاصة بدراجتي البخارية حتى اتمكن من إصلاحها لأني أستطيع إصلاحها بنفسي. هل هناك لقب معين لدراجتك؟ نعم، أطلق عليها "باوبا بيز"، ويعني المقطع الاول أسم شجرة شهيرة في افريقيا، والثاني اسم يوناني فكاهي. ما هي الاختلافات بين رحلتك الأولى والثانية؟ اعتقد أن افريقيا دائما مكان للمغامرة، فقد منحتني خبرة أكثر عن الطبيعة والحيوانات، أما في آسيا، فالأشخاص هناك ودودون جدا، وكل دولة في آسيا مختلفة عن الأخرى، ولكن افريقيا بها الكثير من التشابهات، وفي النهاية أنا أحببت الاثنين. ما هي الرسالة التي تحملها في رحلاتك؟ أعتقد أنني يمكن وصف ذلك في كلمات "المحبة" و"التفاهم"، وذلك لأن هذا ما نفتقده في مجتمعاتنا، نحن لا نستيطع فهم المواقف للأشخاص الذين حولنا، ومن هنا تنبع الكراهية والحروب، نتيجة عدم إدراكنا لأفعال الآخرين، وعدم فهمنا ضرورة أن نحب بعضنا البعض. كيف تمول رحلاتك؟ هذا أول سؤال يطرحه علي الأشخاص في كل مكان، يعتقد الأشخاص أننا بحاجة إلى أموال طائلة من أجل السفر، ولكنني في الحقيقة انفق القليل من المال، وإذا تم حسابها بالإرقام فإن المبلغ المصروف شهريا لن يتخطى 4 آلاف جنيه استرليني شاملة كل شيء، بما في ذلك البنزين الخاص بدراجتي، والطعام والشراب. ولكن يختلف المبلغ من دولة لأخرى؟ بالطبع على حسب الفيزا...وعلى أي حال، فالممولين لم يعطوني الأموال بشكل مباشر، ولكنهم يمنحوني أشياء مادية، كالخوذة التي أرتديها، وأدوات لدراجتي وهذا مهم جدا أيضا. أما فيما يخص الأموال، فإنني عملت في اليونان لمدة 4 سنوات وصرفت من جيبي الخاص على الرحلتين التي قمت بهما، هذا بالإضافة إلى أن عملت أثناء رحلتي في آسيا في إحدى المجالات، وكنت أرسل مقالاتي عبر الإنترنت أما أثناء رحلتي لأفريقيا فعملت أثناء وجودي في الكونغو. بالإطلاع على الاكونت الخاص بك على موقع "فيسبوك"، كتبت أنه لو سمُح لك بعبور قناة السويس بالدراجة البخارية فستستمر في رحلتك متجها إلى الأردن وإسرائيل..والسؤال هنا...هل ستزور الأراضي الفلسطينية؟ أنا آمل في زيارتها بالطبع، فهي مناطق تاريخية، ولكن لم يكن هذا هو السبب الوحيد في رغبتي الذهاب هناك، حيث أنني أريد معرفة ما يحدث هناك عن قرب، وتكوين وجهة نظري الخاصة عما يحدث هناك من الجانبين، فالسلام هو أهم شيء وقتل الأشخاص ليس بالأمر اللطيف على أية حال، وأود أن تتوقف كل تلك الجرائم التي تحدث هناك. إذا..فأنت لا تتبنى موقفا محددا أو تنحاز لأحد الطرفين؟ أعتقد أن الوضع معقد، ولكن لا يمكن لأي شخص أن يتغاضي عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، فهي دولة قوية، أما الفلسطينيين فإنهم يكرهون أن يأتي أحد إلى أراضيهم، وهو بالطبع ليس بالأمر الجيد للفلسطينيين، فأنا أشعر بخيبة أملهم وإحباطهم، ولكن إسرائيل الأقوى، وإذا لم توقف جرائمها، فإننا سوف نشهد سلام حقيقي. ماذا عن رحلتك القادمة ؟ أود زيارة قارتي أمريكا من جنوبها إلى شمالها، فلم أزرها من قبل وأعتقد أنها جميلة وشعبها لطيف، وربما علّى أن أدخر بعض الأموال من عملي لهذه الرحلة. ماهو شعور عائلتلك عندما تذهب إلى رحلاتك ؟ أنا غير متزوج وليس لدي أبناء أما عائلتي الكبيرة فأنا افتقدهم وهم يفتقدونني ولكن التكنولوجيا والإنترنت جعلت الأمور أكثر بساطة للتواصل. وأخيرا ما رأيك في الشعب المصري؟ المصريون شعب مضياف ولكنني واجهت بعض المشاكل مع الشرطة التي أحيانا ما تعتقد أنني إرهابي نظرا لأنني أجنبي ولكن على أية حال فقد اكتسبت الكثير من الصداقات، لأن الشعب المصري طيب وودود.