رغم كل المواقف والأفعال الإيرانية السابقة مع الولاياتالمتحدة فإن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تجد المبرر تلو الآخر لتصرفات النظام الإيرانى ولم يفكر أى رئيس أمريكى فى الفترة الأخيرة فى شن حرب على إيران، فلم يكن هناك من يتوقع أن تقدم إيران على محاولة اغتيال السفير السعودى فى الولاياتالمتحدة وأشارت صحيفة "واشنطن تايمز" إلى أنه منذ تولى الرئيس باراك أوباما السلطة وحديثه فى بداية فترة حكمه، عن رغبة أمريكا فى مد يد الصداقة إلى الجميع بما فى ذلك إيران إذا غيرت سياستها، توترت العلاقات بين أمريكا وإيران وبلغت الذروة هذه الأيام. ويبدو أن حلم " الصفقة الكبرى" مع إيران من أجل السلام العالمى والإقليمى قد تبخر، ولعل مستشارو السياسة الخارجية فى البيت الأبيض يدركون ذلك. وربما أن الرئيس أوباما أدرك أن الأمر تعدى مجرد الكلام والابتسامة وأصبح هناك تغير على الأرض. ويبدو أن محاولة الرئيس أوباما إقامة علاقات جيدة مع إيران قد وصلت إلى طريق مسدود، فسلوكيات النظام الإيرانى لم تتغير ولم تتجاوب مع ما سعى إليه أوباما سواء فيما يخص انتهاكات حقوق الإنسان أو البرنامج النووى الإيرانى. كما أن إيران لن تتوقف عن إزعاج جيرانها ومد نفوذها فى المنطقة وهو ما يؤدى إلى عدم الاستقرار ورعاية الإرهاب. ومما لا شك فيه أن دولة مثل إيران بموقعها الجغرافى وما تملكه من احتياطى بترولى وبرنامج نووى، تمثل معضلة حقيقية لأمريكا. ورأت صحيفة "واشنطن تايمز" أن نظام الملالى فى إيران مسئول بشكل مباشر أو غير مباشر عن مقتل العديد من الجنود الأمريكيين فى السنوات الاخيرة سواء فى العراق أو أفغانستان أو أماكن أخرى من العالم. وفى شهر يوليو الماضى أدان وزير الدفاع الأمريكى" ليون بانيتا" دعم إيران للمتمردين والجماعات الأرهابية، مشيرا إلى أنه لا يمكن السكوت عن ذلك ولابد من اتخاذ موقف تجاه هذه التصرفات. ونفس الكلام تقريبا ردده "آدم مايك مولين" رئيس هيئة الأركان المشتركة الذى قال إن ايران تدعم المتطرفين وتزودهم بالأسلحة المتطورة التى تتسبب فى قتل جنودنا وقد ثبت ذلك بالدليل الدامغ. وقالت الصحيفة إنه من المؤسف أن يكون رد الفعل على قتل الجنود الأمريكيبن فى أنحاء متفرقة من العالم أقل من رد الفعل على محاولة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن ..ولكن إذا كانت محاولة اغتيال السفير هى التى ستجعل أوباما يتحرك ضد إيران فلا مانع.