بعد تلويح واشنطن بالرد العسكرى ضد طهران، ردا على ما كشفته السلطات الأمريكية من مخطط اغتيال السفير السعودى فى واشنطن عادل الجبير، اندلعت مواجهة دبلوماسية فى الأممالمتحدة بين الدولتين، فيما أعلنت السعودية أنها تبحث اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إيران. وبدأت الولاياتالمتحدة اجتماعات انفرادية مع سفراء الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى من أجل التوصل إلى رد دبلوماسى على مخطط اغتيال السفير السعودى فى واشنطن. ولم يتضح على الفور طبيعة الرد الذى تنتظره الولاياتالمتحدة فى مجلس الأمن حيال إيران التى تتهمها واشنطن بالوقوف وراء محاولة الاعتداء، الأمر الذى نفته طهران، التى تقدمت بدورها بشكوى للأمم المتحدة تتهم فيها واشنطن ب«الترويج للحرب». وقد التقت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، على انفراد، السفراء الآخرين للدول الأعضاء، وأعلنت بريطانيا وفرنسا أنهما ستدعمان المبادرات الأمريكية. ووصف سفير روسيا فى الأممالمتحدة فيتالى تشوركين القضية بأنها «غريبة» فى تعليقات أمام الصحفيين، وصرح مسؤول أمريكى، طلب عدم كشف اسمه، بأن رايس «تعقد مشاورات فردية مع أعضاء مجلس الأمن لإطلاعهم على المؤامرة ولتطلب دعمهم» من أجل محاسبة إيران. وقال دبلوماسى غربى طلب عدم كشف هويته: «نتقدم خطوة خطوة». ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستسعى لاستصدار إدانة من مجلس الأمن أو رد آخر. كانت وزارة العدل الأمريكية اتهمت رجلين إيرانيين بالتآمر مع مسؤولين إيرانيين لاغتيال السفير السعودى لدى الولاياتالمتحدة. جاء التحرك فى مجلس الأمن بعد أن أعلن البيت الأبيض أنه لا يستبعد «أى خيار من على الطاولة» فى التعامل مع إيران بعد أن كشفت السلطات الأمريكية مؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودى، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى إن السياسة الأمريكية تركز على تشديد العقوبات على إيران وأضاف: إن بلاده تعمل مع حلفائها فى الأممالمتحدة لعزل إيران. ولكن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن المخطط الإيرانى المفترض لقتل السفير السعودى فى واشنطن يتطلب ردا دبلوماسيا وليس عسكريا، مقللة من احتمال شن عمل عسكرى. وصرح جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع: «إن الجيش الأمريكى لديه مخاوف منذ فترة طويلة بشأن التأثير السيئ لإيران فى المنطقة، ولكن فى ما يتعلق بهذه القضية، فإنها مسألة قضائية ودبلوماسية». وفيما أكدت السعودية أنها تبحث اتخاذ إجراءات «حاسمة» إزاء مؤامرة اغتيال مزعومة، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أجرى محادثات هاتفية مع الملك السعودى عبدالله بن عبدالعزيز لمناقشة مخطط الاغتيال الفاشل. وقال البيت الأبيض فى بيان له إن الرئيس أوباما والملك عبدالله بن عبدالعزيز اتفقا على أن هذه المؤامرة ُتمثل انتهاكا صارخا للأعراف والأخلاقيات الدولية الأساسية وللقانون الدولى. وفيما شددت طهران على نفيها الشديد للاتهامات الأمريكية والسعودية لها، معتبرة أنها سيناريو شيطانى يرمى إلى النيل من العلاقات الإيرانية - السعودية وصرف الأنظار عن مشاكل الإدارة الأمريكية. استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال فى السفارة السويسرية، التى ترعى المصالح الأمريكية وقدمت احتجاجا شديد اللهجة على هذه الاتهامات. كما نفى مسؤول عسكرى بارز فى الحرس الثورى الإيرانى أى ضلوع لتلك القوات فى المخطط الذى تقول الولاياتالمتحدة إن طهران دبرته لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن.