كتب أمير الصحافة المصرية محمد التابعى 8 مقالات تكشف حقائق الإخوان وميلهم إلي العنف والدم فبدأ بمقال «الضحايا والمساكين»، قائلاً: توالت الصدمات الفاجعات فى جلسات محكمة الشعب، ولكن أكبر صدمة كانت تلك التى أصابت (الجانى) محمود عبداللطيف حينما رأى مثله العليا تتهاوى أمام عينيه! زعماؤه!.. زعماء قيادة الإخوان الذين طاعتهم من طاعة الله علموه ولقنوه!.. رآهم يتخاذلون ويجبنون ويكذبون ويحنثون فى إيمانهم بالله العظيم.. وكل منهم يحاول أن ينجو بجلده ويرمى التهمة على صاحبه وأخيه! أشباه الرجال هؤلاء هم الذين كان محمود عبداللطيف يؤمن بهم ويعتقد أن طاعتهم من طاعة الله! كانت صدمة كبرى لهذا الفتى الأمى أو نصف الأمى أن يشهد بعينيه فى ساحة محكمة الشعب مصرع مثله العليا. سمع بأذنيه - فى ذهول وهو يكاد يكذب أذنيه - سمع أن فعلته التى أقدم عليها جريمة وخيانة فى حق الوطن!.. وأنها جريمة بشعة نكراء لا يقرها دين الإسلام ولا يرضى عنها المسلمون، سمع هذا بأذنيه!.. وممن؟! سمعها من الذين حرَّضوه وأعطوه المسدس وأفهموه أن هذه هى أوامر قيادة الإخوان التى طاعتها من طاعة الله والرسول! سمعها محمود عبداللطيف بأذنيه من هنداوى ومن الطيب ومن خميس حميدة، وسمعها أخيراً من المرشد العام حسن الهضيبي. وكان محمود يعتقد إلى يوم ارتكاب الجريمة أن هؤلاء جميعاً أقرب منه إلى الله!. وإن المرشد العام الإمام من أولياء الله، بل لعله يلى مباشرة طبقة الأنبياء والمرسلين! ثم سمع فى ساحة المحكمة ما سمع!. ورأى المثل العليا تتهاوى أمام عينيه.. وأدرك كيف خدعوه وضللوه.. وتخلوا عنه الآن! ولم يكن بينه وبين جمال عبدالناصر عداء ولا ثأر موروث، ولكن هؤلاء القوم - أقطاب الجماعة! الإخوان الكبار الأقرب منه إلى الله والرسول، الذين تجب لهم الطاعة لأن طاعتهم من طاعة الله!.. - هؤلاء القوم كانوا أفهموه أن جمال عبدالناصر قد خان الأمانة وباع مصر فى اتفاقية الجلاء. ويمضى «التابعى»: وها هو يسمع - وقد تولاه ذهول - ها هو يسمع هؤلاء القوم يقررون أمام المحكمة أن اتفاقية الجلاء لم تكن سبب اغتيال جمال عبدالناصر.. وأن الاغتيال كان أمراً مقرراً سواء أكانت الاتفاقية أمضيت أم لم تمض!.. وأن جمال عبدالناصر لم يبع بلاده ولم يخن الأمانة! ووقف محمود عبداللطيف ورأسه يكاد ينفجر والدمع فى صوته.. وقف يستنزل لعنة الله على الذين خدعوه وضللوه.. ويعلن ندمه وحسرته ويحمد الله على نجاة الرئيس جمال عبدالناصر. والتفت إليه رئيس المحكمة قائد الجناح جمال سالم وقال: أقعد يا غلبان! نعم. غلبان. ضحية. مسكين. يسميه القانون (الجانى). ولكنى أسميه - وأنا أستسمح عدالة القانون - أُسميه ضحية ومجنياً عليه من زعامة أو قيادة عصابة الإخوان. أو هو جان ومجنى عليه. وجنايته أنه صدق وآمن برسالة الإخوان، وأن زعماء الإخوان لا ينطقون عن الهوى ولا يصدرون في أعمالهم إلا عن كتاب الله ولا يستهدفون سوى خدمة الإسلام وعزة المسلمين! ويواصل «التابعى» كشف كيفية سقوط الأميين فى قبضة الإخوان، قائلاً: هذه هى جناية محمود عبداللطيف، الفتى الأمى أو شبه الأمى، جنايته التى جناها عليه المتعلمون المثقفون، والزعماء الذين أقسم بين أيديهم يمين السمع والطاعة، فى معصية أو فى غير معصية، لهم وحدهم حق تفسير الكتاب!. أما هو فإن عليه السمع والطاعة! الانقلاب وبدأ مقالته الثانى بعنوان «نعم حدث انقلاب» وهو الانقلاب الذى أرادته جماعة الإخوان من جراء محاولة اغتيال جمال عبدالناصر، لكن الانقلاب هو انقلاب فى موازين الشعب الذى عرف حقيقة الجماعة الإرهابية فكتب يقول: أرادت عصابة الإخوان أن تقوم بعمل انقلاب في هذا البلد.. وقد وقع فعلاً انقلاب.. ولكنه ليس الانقلاب الذى كانت تريده عصابة الإرهاب.. انقلاب فى الرأى العام.. هذا هو الانقلاب الذى حدث، الذى كان أبعد ما يكون عن خاطر الإخوان وتدبيرهم. كان الرأى العام - إلى ما قبل جريمة الإخوان الأخيرة - يقف موقفاً «مايعاً» من جماعة الإخوان. فريق منه كان يعطف على هذه الجماعة ويلتمس لها أسباب العذر عما اقترفت من جرائم فى العهد السابق ظناً منه أنها جرائم طارئة وقعت فى ظروف عارضة تحت ضغط أسباب قاهرة، وأنها - هذه الجرائم - لن تتكرر، وخصوصاً بعد أن ولى أمر الجماعة رجل من رجال القضاء وهو السيد حسن الهضيبي المستشار السابق بمحكمة النقض والإبرام الذي مارس القضاء سبعة وعشرين عاماً وفوق رأسه في قاعة القضاء حكم الله.. لا أن تحكموا بالقتل غدرًا واغتيالاً. وفريق كان يقف من الجماعة موقف الحياد. وفريق كان يغالب نفسه على حسن الظن بالجماعة، ويؤثر التريث حتى يرى ما ستفعل هذه الجماعة في العهد الجديد! وفريق كان يسىء الظن بالإخوان وبدعواهم ولكنه اضطر أن يكتم سوء ظنه في صدره بعد أن رأى الريح تملأ قلاع الإخوان!.. والتيار فى خدمة سفينة الإخوان.. وكل أمر مسير لخدمة مصالح الإخوان! هذا الفريق كتم سوء ظنه فى صدره لأنه أشفق أن يكون سوء ظنه إثماً!، ثم توالت الحوادث فى العام الأخير، وظهر الإخوان على حقيقتهم.. وافتضح ما كان خافياً من أمرهم، وعرف الشعب الحقائق. كان الشعب قد سمع مثلًا أن جماعة الإخوان أنشأت جهازها السرى أو جهازها الخاص لكى تحارب به فاروقاً فى طغيانه وفساده.. ولكى تحارب الإنجليز فى منطقة القناة.. ثم عرف الشعب أن هذا الجهاز السرى لم يطلق رصاصة واحدة على فاروق.. أو أحد رجال حاشية الفساد التى كانت تحيط بفاروق. وأن قيادة الجماعة كان طُلب منها أن توفد «جندها» لمحاربة الإنجليز فى القناة.. ولكنها رفضت.. إذن فلا هى حاربت فاروق ولا هى حاربت الإنجليز. وعرف الشعب أن قيادة هذه العصابة - عصابة الإخوان - كانت تسلمت من الضباط الأحرار كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر لكى تستعملها فى معركة القناة.. ولكن بعض هذه الأسلحة بيع لحساب بعض زعماء الجماعة لكى يقتنى به هذا البعض الأطيان ويشيد به العمارات.. والبعض الآخر أودع فى مخابئ سرية.. لا لاستعماله ضد الإنجليز وإنما لاستعماله ضد المواطنين المصريين. ويتابع قائلاً: وعرف الشعب بعد هذا وذاك أن جماعة الإخوان التى قامت دعوتها ودعايتها على أنها تريد حماية دين الإسلام من العدالة.. قد تحالفت مع الشيوعية التي هى عدوة دين الإسلام وكل دين.. بل تحالفت مع الصهيونية وزودت حكومة إسرائيل بالمعلومات الكاذبة والاتهامات الظالمة تضارب بها حكومة مصر. وعرف الشعب فوق هذا وذاك أن زعماء الجماعة قوم جبناء منافقون كاذبون، فهم مثلاً حاربوا اتفاقية الجلاء فى منشورات كثيرة عديدة.. ورموا جمال عبدالناصر وإخوانه بالخيانة وأهدروا دمهم، ثم وقفوا أمام محكمة الشعب يقررون أن اتفاقية الجلاء لا غبار عليها، وأنها أحسن بكثير من الاتفاق الذى كان انتهى إليه مرشدهم الهضيبى مع الإنجليز! ثم رآهم الشعب كيف تخاذلوا وجبنوا وكيف أن كلا منهم راح يمسح التهمة في صاحبه (وأخيه المسلم) لكى ينجو بعنقة وجلده. وزالت الغشاوة عن عين الشعب فرأى الإخوان على حقيقتهم، أبشع ما تكون الحقيقة! لا هم جنود الله ولا حاجة!.. وإنما جنود الشهوة.. جنود الشيطان! ووقع الانقلاب، انقلاب الرأى العام، فلا تلقى اليوم إلا كل ساخط أو ناقم على هذه الجماعة.. وفى يوم أمسك جمهور المصلين بأفراد ينتمون إلى جماعة الإخوان وساقوهم إلى مراكز البوليس. وسمعت من صديق زميل في هذه الدار أن سيدة كريمة قالت له: آه لو وقعت يدى على أحد هؤلاء الإخوان!.. لن أسلمه إلى البوليس إلا بعد أن أدشدش رأسه بِإيد الهون! هذا هو الانقلاب الذى وقع!، الانقلاب الذي لم يخطر ببال قيادة الجهاز السري يوم رُسِمت خطوط الانقلاب! وجاء مقال التابعى الثالث بعنوان «خيار وفقوس فى موازين الثورة» الذى كشف فيه عن مهادنة غير معلنة من مجلس قيادة الثورة لبعض قيادات الإخوان رغم ما أظهروه من خسة وندالة وإرهاب فى حق المصريين وطالب التابعى بضرورة شن الحرب على دموية الجماعة مثلما شنوا حرباً على المصريين الأمنيين فى ديارهم. تهديدات وأبرز التابعى فى مقاله الرابع «أخ فى الله» أنه تلقي تهديدات وصلت إلى حد القتل بسبب مقالاته الكاشفة والفاضحة لأساليب الجماعة فى إعمال آلة القتل فى المصريين الآمنين المطمئنين. حسن والحشاشين أما مقاله الخامس بعنوان «حسن» وقد أجرى الكاتب مقارنة بين جماعة «الحشاشين» وزعيمهم حسن بن الصباح المنتمين لأصول ليبيبة وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، ومؤسسهم حسن البنا، وربط التابعى بين الجماعتين اللتين يسوقان أتباعهما مثلما تساق «الماشية» وبين أن جماعة الحشاشين تسيطر على أتباعها ب «الحشيش» مثلما تسيطر الإخوان على أتباعه ب «الدين» وتسلب عقولهم. بينما جاء مقاله السادس بعنوان «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» في إسقاط واضح على بيان البنا الذى صدر عقب اغتيال النقراشي، وأكد البنا في بيانه أن قاتل النقراشى ليس من جماعة الإخوان وأنه - البنا - برىء من أفعالهم، بينما أكد التابعى أنهم إخوان الغدر وإخوان الدم وإخوان الإرهاب، ودلل التابعى بمقاله على أن الجهاز السرى للجماعة بقيادة عبدالرحمن السندى مارس القتل بعلم حسن البنا، وأن البنا عندما وصف قتلة النقراشي بأنهم «ليسوا إخوان وليسوا مسلمين» كان هذا من وراء قلبه لأنه - البنا - يعلم أنهم أفراد التنظيم السرى المسلح. أما مقاله السابع فقد عنونه التابعي باسم «ليس هناك إخوان وإخوان» مبيناً عن اخوان الهضيبى ساروا على خطى حسن البنا ولم ينحرفوا قيد أنملة عندما ذكر نصا» وعندى أن حسن الهضيبي لم ينحرف قيد شعرة عن دعوة حسن البنا ولم يحد عن صراطها المستقيم. وإلَّا فليقل لي أحد أين هو وجه الانحراف؟.. وأين هي الفروق بين نشاط الجماعة في عهد الهضيبي.. ونشاطها في عهد (الإمام رضوان الله عليه)؟ نشاط إجرامي إرهابي هنا.. ونشاط إجرامي إرهابي هناك!جهاز سري هنا.. وجهاز سري هناك! ورئيس الجهاز السري هنا اسمه يوسف طلعت.. وكان اسمه هناك عبد الرحمن السندي! وأسلحة وذخائر ومدافع هنا.. ومثلها هناك. ومحاولة اغتيال قائد الثورة وإخوانه والضباط الأحرار.. ويقابلها هناك اغتيال أحمد ماهر والنقراشي والخازندار وسليم زكي ونسف مبني محكمة الاستئناف.. وإلقاء القنابل على دور السينما والمحال التجارية. والجهاز السري برئاسة يوسف طلعت كان خاضعًا مباشرة لحسن الهضيبي. والجهاز السري برئاسة عبد الرحمن السندي كان خاضعًا مباشرة لرضوان الله عليه! أي فرق إذن بين هؤلاء الإخوان.. وهؤلاء الإخوان؟ وأي شيء وقع في عهد حسن الهضيبي ولم يقع مثله في عهد حسن البنا إمامهم الشهيد؟ ولكنهم يزعمون أنهم تركوا الهضيبي وثاروا عليه، لأنه انحرف عن الدعوة لدواعٍ شخصية وأغراض ذاتية؟ وهل كان اغتيال أحمد ماهر في عهد المرحوم حسن البنا لدواع وطنية قومية؟ أم أن الرجل قتل خيانة وغدرًا لأنه كما ظنوا أسقط حسن البنا في الانتخابات. ومن هنا اجتمع مكتب الإرشاد وقرر في جلسة سرية قتل أحمد ماهر؟ وهل كان اغتيال النقراشي والخازندار لدواع وطنية أو دينية روحانية؟ النقراشي الذي وقف في مجلس الأمن يقول للإنجليز (يا قراصنة اخرجوا من بلادنا!). الخازندار الذي حكم بذمة القاضي في قضية نسف وتدمير بإرهاب.. وما كان في مقدوره أمام أدلة الإثبات أن يحكم بغير هذا!.. بل لو أن حسن البنا نفسه كان في مركزه لما استطاع أن يحكم بغير ما حكم به الخازندار؟ هؤلاء هم الشهداء حقًّا.. ومعذرة يا إخوان! وجاء مقاله الثامن بعنوان «تعبئة قوي النشر والإرشاد» الذي قال فيه نصاً: «لو كان الأمر بيدي لأصدرت أمراً أو قانوناً عبأت بموجبه جميع قوى الدعاية والنشر والتوجيه والإرشاد لفضح أعمال جماعة الإخوان وتبصير الشعب بمقدار ضلالهم وخستهم ونذالتهم وفداحة الجرم الذي اقترفوه في حق دين الإسلام». ولن تأتي قوى الدعاية والنشر بأقوال أو حجج من عندها، بل سوف تكتفي بالأقوال التي أدلى بها هؤلاء الشهود «الإخوان» في ساحة القضاء أمام محكمة الشعب... والأقوال التى أدلوا بها فى محاضر التحقيق.