طلاب جامعة حلوان يشاركون في ورشة عمل بأكاديمية الشرطة    للراغبين لمسابقة ال 18 ألف معلم، إحذر الوقوع في تلك الأخطاء أثناء التقديم    رئيس الوفد: نرفض أي عدوان إسرائيلي على رفح الفلسطينية    «بحوث القوات المسلحة» توقع بروتوكولًا مع «المراكز والمعاهد والهيئات البحثية بالتعليم العالي»    وزارة العمل تعلن الأحد والإثنين المقبلين عطلة رسمية بمناسبة شم النسيم وعيد العمال    شعبة الأدوات الصحية: 75% من القطاع تصنيع محلي وهذا نجاح لمبادرة توطين الصناعة    «التموين» تدرس تحفيز التجار عند نقل القمح من مواقع الحصاد البعيدة    أرخص 40 جنيها عن السوق.. صرف الرنجة على بطاقة التموين بسعر مخفض    اعتقال نتنياهو!    رئيس وزراء الأردن يحذر: أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية ستؤدي إلى تفاقم معاناة غزة    "شكري" يشارك في فعالية القادة الاقتصاديين العالميين حول تعزيز الأمن والنمو العالميين    سيناتور أمريكي: مصداقيتنا علي المحك بسبب الحرب في غزة    تعادل بولونيا وأودينيزي 1/1 في الدوري الإيطالي    الدوري الإنجليزي، تعادل سلبي بين مانشستر سيتي ونوتنجهام بعد 15 دقيقة    حصيلة منتخب الجودو في البطولة الأفريقية القاهرة 2024    نشوب حريق داخل مصنع فى مدينة 6 أكتوبر    أسباب منع عرض مسلسل الحشاشين في إيران    أغلى 5 فساتين ارتدتها فنانات على الشاشة.. إطلالة ياسمين عبد العزيز تخطت 125 ألف جنيه    بحضور محافظ مطروح.. قصور الثقافة تختتم ملتقى "أهل مصر" للفتيات    «أبو الهول» شاهد على زواج أثرياء العالم.. 4 حفلات أسطورية في حضن الأهرامات    انعقاد المجلس التنفيذى لفرع الشرقية للتأمين الصحى    «الرعاية الصحية» تستعرض أهمية الشراكة مع القطاع الخاص وخارطة طريق الفترة المقبلة    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    بشار الأسد يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة    جون أنطوي يقود هجوم دريمز الغاني لمواجهة الزمالك بالكونفدرالية    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    عاجل| البيت الأبيض: إسرائيل طمأنت واشنطن بأنها لن تدخل رفح الفلسطينية حتى يتسنى لنا طرح رؤانا ومخاوفنا    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    إيقاف تشابي ألونسو مباراة واحدة    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 8 ميداليات في ختام بطولة مراكش الدولية لألعاب القوى البارالمبي    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    لحيازتهما كمية من الهيروين.. التحقيق مع تاجري الكيف في الشروق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    أفضل أوقات الصلاة على النبي وصيغتها لتفريج الكرب.. 10 مواطن لا تغفل عنها    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود صلاح يكتب: أسرار محاولة الإخوان اغتيال عبد الناصر.. كيف أباح الإخوان دم جمال عبد الناصر؟
نشر في التحرير يوم 04 - 03 - 2013


الهضيبى: الوطن بتاعنا هو الإسلام
وواصل حسن الهضيبى حديثه..
فقال: أما التنفيذ نفسه فأنا لا أتولاه بطبيعة الحال. لأن هذا النظام كأى حاجة فى المركز العام للإخوان المسلمين. لها واحد يتولاها. وأنا لا أستطيع بحكم سنى وكثرة العمل أن أباشر تنفيذ أى حاجة. آدى النظام السرى.. فيه حاجة تانية أحب أقولها. هى أنه أثناء المناقشات فى الحكاية دى. الدكتور حسين كمال الدين اقترح أن يدخل فى هذا النظام أكبر عدد ممكن من الإخوان المسلمين. علشان تذهب عنه الصفة السرية اللى بتخوف. وإن كانت السرية فى حد ذاتها مش حاجة كبيرة. وأنا تركت لهم الأمر علشان يسيروا على القاعدة اللى يقول عليها.
يقاطعه المحامى حمادة الناحل قائلا: ما الجرائم التى ارتكبت سنتى 47 و48 اللى قلت عليها؟
يقول الهضيبى: كان ألقى على بعض مراكز البوليس والحفلات وبعض السينمات والأماكن العام قنابل. فى الوقت ذاته قتل المرحوم الخازندار المستشار فى الاستئناف. وقتل المرحوم النقراشى. وشرع فى قتل حامد جودة وإبراهيم عبد الهادى. وأشياء من هذا القبيل. دى كانت تنسب بصفة عامة إلى الإخوان. ولذلك أنا اشترطت عليهم هذا الشرط. الحمد لله لم تحصل أى حادثة صغيرة طوال الثلاث سنوات.
المحامى حمادة الناحل: هل من بين الجرائم تدمير محكمة مصر على من فيها وبمن فيها؟
الهضيبى: أنا ما أعرفش لأنى لم أحقق.. لكنى أعرف أن فيه قنبلة ألقيت.
المحامى حمادة الناحل: هل تعرف أن الإخوان هم اللى ألقوا القنبلة؟
الهضيبى: ما أعرفش.. وكان فيه لغط وأنا لم أكن فى الإخوان فى ذلك الوقت.
يقول له المحامى حمادة الناحل: هل الأستاذ الهضيبى المستشار السابق الذى ظل فترة طويلة يحكم على الناس. هل يصح أن يقبل رياسة جماعة منسوب إليها هذه الأعمال قبل أن يتحقق من براءتهم؟
يرد الهضيبى: كنت بادئ عملا جديدا.
حمادة الناحل: منقطع الصلة بالماضى؟
الهضيبى: اللى يغلط فى الماضى يصلح نفسه فى المستقبل. احنا أخرجنا ناس.
حمادة الناحل: كم واحد أخرجتموهم؟
الهضيبى: لم نخرج إلا الجماعة اللى قالوا إنهم رؤساء فى النظام السرى.. حوالى ثلاثة أربعة!
حمادة الناحل: وهل هذه الأعمال بطبيعتها يمكن أن يرتكبها أربعة أو كثيرون؟
الهضيبى: الأربعة اللى عرفناهم بس.
حمادة الناحل: والباقى لا؟
الهضيبى: الباقى مانعرفهمش.
حمادة الناحل: مين اللى تولى قيادة النظام السرى الجديد؟
الهضيبى: يوسف طلعت.
حمادة الناحل: مين اللى عينه؟
الهضيبى: أنا.. لا أعرف هم اقترحوه وأنا عينته!
حمادة الناحل: مين اللى اقترح اسمه؟
الهضيبى: يجوز فرغلى أو خميس.. أنا لم أعط المسألة أهمية أكثر من ذلك.
حمادة الناحل: هل خدعت فى كون الجهاز السرى قسمًا من أقسام الإخوان أم لا؟
الهضيبى: الفكرة اللى أنا قلتها واضحة. هى إعداد الأفراد على أسس سليمة. وتولى الجهاز يوسف طلعت وحسب اقتراح حسين كمال الدين ده كان جهاز تعليمى واللى يدخل يدخل.
***
يواصل المحامى حمادة الناحل توجيه الأسئلة إلى المرشد العام للإخوان المسلمين.
فيسأله: هنداوى قال إن إبراهيم الطيب قال له إن حسن الهضيبى هو اللى أمر باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر؟
يرد الهضيبى: إذا قالوا كده يبقوا على غير حق.
حمادة الناحل: يعنى كذابين.
الهضيبى: أيوه كذابين.
حمادة الناحل: تقسم بالله العظيم؟
الهضيبى: أيوه.
يقول له جمال سالم رئيس المحكمة: أقسم فى الميكروفون.
يقول الهضيبى فى الميكروفون: أقسم بالله العظيم أنا ما أمرت.
يقول له جمال سالم: لا.. احلف أن هنداوى دوير كذاب وأن إبراهيم الطيب كذاب.
يقول الهضيبى: هنداوى جايز يكون مش كذاب!
جمال سالم: أنت قلت كده.
الهضيبى: هنداوى بيقول إن المرشد..
يقاطعه جمال سالم: سيادتك موجود شاهد.. تجاوب على السؤال اللى يوجه لك مش محامى هنا.. ولك حرية الإجابة أولا.. ولكن ليس لك الحق أن تتكلم فيما لم تسأل عنه...
الهضيبى: والله.. والله.. هنداوى ناقل.
المحامى حمادة الناحل: هل تقصد أن أحدهما كاذب؟
الهضيبى: مين؟
حمادة الناحل: هنداوى والطيب.
الهضيبى: كذابين وإذا كانوا نقلوا عنى يبقوا كذابين!
حمادة الناحل: تقسم على ذلك؟
الهضيبى: والله والله كذابين.. ولا كلمت أى واحد عن الجريمة..
■ ■ ■
وتستمر أحداث الجلسة المثيرة..
يسأل المحامى حمادة الناحل مرشد الإخوان: لما اختاروك رئيسا للإخوان.. هل أعطوك كل اختصاصات الرئيس السابق؟
يقول حسن الهضيبى: أنا ماكنتش قادر على هذه الاختصاصات. وأنا سنة 1951 كنت مريضا وأصبت بشلل وأنا فى محكمة النقض.
المحامى: سلامتك.
الهضيبى: الله يسلمك.. والإخوان ألحوا علىّ فى قبول رئاسة الجماعة ورفضت. وفى الصيف جه ناس كتير ألحوا على.
المحامى: أنا أعرف أنك ورطت؟!
الهضيبى: خلينى أكمل.. من ضمن اللى طلبوا منى السيد عبد العزيز كامل. وهو قاللى احنا مش عايزين منك حاجة.
لا تيجى فى الدار. والورق نجيبه لك تمضيه أو ترفض زى ما أنت عايز. وقال احنا عايزين رئيس يبقى عنوان للنظافة بعد ما حدث فى الإخوان.
المحامى: تعبير نظافة كويس!
الهضيبى: بعدين اللى وعدونى به لم يتحقق. والعمل وقف فى الإخوان. وبعض الإخوان وجهوا لى اللوم. طلبت أن أخرج فرفضوا. فجبت خميس تولى الأعمال الإدارية. وكل شهر أمضى جواب. ومهمتى قاصرة على زيارة البلاد ومقابلة الزائرين والصحفيين.
المحامى: أفهم من هذا أنك لم تستطع أن تجرى بنفسك تنظيفا؟
الهضيبى: احنا اتفقنا على الغاية وهم بينفذوها. وأنا لا أستطيع أن أباشر عملا تنفيذيا.
المحامى: يعنى أنت لم تجر تنظيفا بنفسك.. هل أجرى غيرك هذا التنظيف؟
الهضيبى: كنت أظن ذلك.
المحامى: والآن؟
الهضيبى: بعد الحوادث دى جايز..
المحامى: بعد خراب مالطة!
الهضيبى: جايز يكونوا لم ينظفوا!
المحامى: هل تقر الإرهاب بأية وسيلة؟
الهضيبى: الغاية اللى حددناها ليس فيها أى إرهاب.. وأنا لا أقر الإرهاب كوسيلة لأى شىء. الإرهاب ضار بالجماعة وضار بالإسلام وضار بمصر. وحذرت أكثر من مرة ونشرت هذا الرأى بين الإخوان.
المحامى: هل موكلى محمود عبد اللطيف يقدم على ما أقدم عليه دون أن يدخل فى ذهنه أن ما يفعله يستحق عليه المثوبة؟
الهضيبى: أنا لا أعرف ما دار فى ذهنه. لكن لما يقول له واحد اقتل. لا يجوز له أن يقتل لأن هذه معصية!
المحامى: الأنظمة السرية لا تترك لأفرادها الخيار.
الهضيبى: أنا لا أعرف شيئا عن الأنظمة السرية!
المحامى: ما حكم المجرم فاقد الإرادة؟
الهضيبى: يحكم ببراءته إذا ثبت فقد الإرادة.
المحامى: إذا ثبت أنه كان أداة؟
الهضيبى: أنت بتسألنى كخبير أو كشاهد؟
المحامى: كرجل قانون ومستشار لك ماض.
الهضيبى: إذا سألتنى المحكمة أجيب.
جمال سالم رئيس المحكمة: المحكمة تسمح.
الهضيبى: إذا ثبت أنه أداة ويعلم بالجريمة يؤاخذ. وإذا ثبت أنه لا إرادة له يبرأ.
المحامى: ومن الذى يعاقب؟
الهضيبى: المحرض له.
المحامى: ما مدى ثقتك فى يوسف طلعت؟
الهضيبى: أنا لا أعرفه ولا أعرف مدى كفاءته. ولا ما فى نفسه. لا حاجة لى به. وده واحد جه وقالوا لى عايزين تعينه رئيس النظام فوافقت.
المحامى: ألم تجربه؟
الهضيبى: لا.
المحامى: اعترف يوسف طلعت أن الخطوة اليائسة التى كان الإخوان سيخطونها. هى تجهيز 42 إرهابيا من الإخوان بملابس البوليس الحربى ويدخلوا مجلس الوزراء ويقتلوا الرئيس جمال عبد الناصر.. إيه رأيك فى الرواية دى؟
الهضيبى: أنا أنكرها لا أرضى بها
أو أقرها.
المحامى: وحكم القانون على مثل هذا الفعل يبقى إيه؟
يرد جمال سالم رئيس المحكمة: نترك حكم القانون.
يقول المحامى: أنا مكتف الآن بهذا والشاهد ملك المحكمة والادعاء!
■ ■ ■
ويبدأ المدعى مناقشة المرشد العام للإخوان..
فيسأله: النظام الخاص كان سريا أو علنيا؟
يقول حسن الهضيبى: فيه سرية علنية.. وكان معروفا أن يوسف طلعت رئيسه
المدعى: معروف لمين؟
الهضيبى: للناس كلها.
المدعى: والنظام ده له تسليح؟
الهضيبى: أنا ما أعرفش.
المدعى: أنت قلت إن أعداد الأعضاء يكون بإطلاق النار.. فمن أين السلاح؟
الهضيبى: كل فرد يحاول يجيب سلاح ويعد نفسه.
المدعى: وهل ده يبقى عمل قانونى؟
الهضيبى: البلد مليانة أسلحة. اللى يقدر يتعلم بالطريقة دى يقدر. واللى يضبط يبقى مرتكب جريمة إحراز سلاح.
المدعى: وإزاى تشجعهم على ارتكاب جريمة؟
الهضيبى: فى أول الثورة ضبط ثلاثة من الإخوان يتدربون فى الجبل على الأسلحة. وأنا لا أعرفهم. ولما ضبطهم الجيش كتب إن دول يتدربون لحساب الدولة.
المدعى: كيف تضمن أن هذا النظام السرى لا يرتكب جرائم؟
الهضيبى: من سنة 1951 إلى 1954 لم تحصل جرائم؟
المدعى: مين الرئيس الأعلى للجهاز الخاص؟
الهضيبى: المرشد وليس كل الأجهزة اللى فى المركز العام للإخوان. زى قسم نشر الدعوة وقسم العمال وقسم الطلبة. لكن كل قسم له رئيس.
المدعى: وهل الجهاز عمل بموافقة مكتب الإرشاد؟
الهضيبى: مش ضرورى.
المدعى: مين الرئيس الأعلى للجهاز الخاص؟
الهضيبى: أنا.
المدعى: وما سبب وجود هذا النظام بعد الثورة؟
الهضيبى: لأن الإنجليز كانوا فى البلد. وكنا منتظرين عدم حصول اتفاق. فاستمرينا فى الجهاز. ومن ناحية أخرى قلنا يصح نروح فى تونس أو الجزائر أو إسرائيل. لأن الوطن بتاعنا هو الإسلام.
■ ■ ■
كانت جلسة تاريخية بحق..
فالرجل الذى كان يجلس يومًا على منصة القضاء. يقف الآن أمام منصة القضاء. ليس كقاضٍ، إنما كشاهد ومتهم أيضا.
وتستمر الجلسة..
وتأتى الأسئلة.. والأجوبة.. لترفع الستار عن أخطر أسرار تنظيم الإخوان المسلمين وخفاياهم.
ويتكلم الهضيبى.. أكثر وأكثر!

محمود عبد اللطيف: رئيس المنطقة قال لى «اللى يطول عبد الناصر يقتله»
جلسة مثيرة بحق تلك التى عقدتها محكمة الشعب. وتم فيها استدعاء حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان المسلمين كشاهد نفى. بناء على طلب من حمادة الناحل المحامى عن محمود عبد اللطيف المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر. بإطلاق الرصاص عليه وهو يخطب فى ميدان المنشية بالإسكندرية.
فقد تحولت مناقشة حسن الهضيبى بالضرورة إلى التعرض إلى فكر وعمل الإخوان المسلمين. وأسرار الجهاز السرى المسؤول عن الاغتيالات والأعمال الإرهابية.
ويسأل جمال سالم رئيس المحكمة حسن الهضيبى عما إذا كان قد قرر أن حمل السلاح مخالف لقانون الدولة. فيعترف الهضيبى بأن ذلك مخالف.
ويواصل المدعى استجواب حسن الهضيبى..
فيسأله: ألم يزرك يوسف طلعت رئيس الجهاز السرى؟
يتساءل الهضيبى: فين؟
يقول له المدعى: وأنت مختفى!
يقول الهضيبى: بس حكاية مختفى دى مش تمام؟
المدعى: زارك يوسف طلعت؟ ومتى؟
الهضيبى: زارنى فى شهر أكتوبر السنة دى.
المدعى: هل عرض عليك حاجة؟
الهضيبى: قال إن الإخوان أفكارهم مبلبلة بسبب الأحوال الحاضرة؟
المدعى: وهى؟
الهضيبى: لم أسأله.. قال عايزين تظهر وقال إن الرأى العام فيه ناس عايزين يقاوموا الحكومة. وفيه ناس مش عايزين. فأنا قلت له يا يوسف كن واثقًا من كلامى. أى عمل إجرامى وأية اغتيالات تبقى ضارة بالمصلحة ولا أسمح بها ولا أفكر فيها.
■ ■ ■
من مكانه على منصة القضاة يتدخل جمال سالم رئيس المحكمة..
يسأل الهضيبى: قررت فى أول الأمر أنك عندما توليت رياسة الجماعة. لم تعرف الجهاز السرى ولم تتحقق إذا كان هو الذى ارتكب الجرائم سنة 1948 من عدمه؟
يرد الهضيبى: أيوه.
يقول له جمال سالم: وقلت إنك لما توليت الرياسة أخرجتهم من الجهاز. الأربعة اللى عرفتهم. عرفتهم وحشين أو كويسين؟
يقول الهضيبى: اللى حصل فى عهده قتل الخازندار والنقراشى.
جمال سالم: يعنى أنت اعتبرت أنهم هم اللى قتلوهم؟
الهضيبى: أيوه.
جمال سالم: يعنى تحققت من ذلك؟
الهضيبى: يكفى السمعة!
جمال سالم: والسمعة تصلح لأن تكون حجة على الإنسان؟
الهضيبى: المحكمة برأتهم من تهمة القتل. لكن احنا أخرجناهم بالسمعة. والسمعة تكفى لإخراجهم من الإخوان.
جمال سالم: الناس اللى ماعرفتهمش وقعدوا فى الجهاز؟
الهضيبى: ماكنتش أعرفهم !
جمال سالم: وسبتهم فى جهاز سرى حاملين أسلحة؟
الهضيبى: والله ما أعرفهم.. ده كان نظام جديد.
جمال سالم: وماتعرفش النظام الإدارى بتاع الجماعة ولا النظام المالى ولا النظام السرى؟
الهضيبى: أيوه !
جمال سالم: وتبقى مسؤول؟ هل هذا هو الإسلام؟ هل هذا موقف أمير المؤمنين؟
الهضيبى: أمير المؤمنين مين؟
جمال سالم: هل هذا موقف محمد من المسلمين. هل هذا موقف الخلفاء الراشدين؟
الهضيبى: إذا كنت أنا..
جمال سالم: نعم أو لا؟
الهضيبى: أنا أقدر أقول نعم وأقدر أقول لا!
جمال سالم: يبقى الجواب نعم ولا!
■ ■ ■
ويتدخل المدعى فى توجيه الأسئلة..
فيسأل مرشد الإخوان: يوسف طلعت لما زارك عرض عليك خطة؟
يرد الهضيبى: لا.
يسأله المدعى: إيه مسؤولية محمود عبد اللطيف عن الحادث؟
يقول الهضيبى: إيش عرفنى؟
يعود جمال سالم ليسأله.
قلت إنك قررت طريقة جديدة لعمل النظام وقررت تغيير أعضاء الجهاز القدامى بأعضاء جدد.
يرد الهضيبى: أيوه.
جمال سالم: هل تابعت هذا الأمر وتحققت من تنفيذه من عدمه شأن كل رئيس مسؤول؟
الهضيبى: كانوا بيقولوا الأمر ماشى طبيعى!
جمال سالم: أنت قاض تعرض عليك قضايا شركات مقسمة بأقسام فنية وغير فنية، وكل قسم له مدير. فهل تعفى إذا قال لك ما أعرفش.. تقبلها منه؟
الهضيبى: لا ما أقبلهاش منه!
يسأله المدعى: صلاح شادى ويوسف طلعت قالا إنهما ذهبا إليك وعرضا عليك خطة؟
يرد الهضيبى: أنا قررت الصحيح.
المدعى: وهم أقوالهم إيه؟
الهضيبى: ما أعرفش!
المدعى: لماذا اختفيت؟
الهضيبى: إذا كنت بتسميه اختفاء. أنا اختفيت لسببين. لما جيت أروح البلاد الشرقية. قيل إن الإخوان يريدون الاتفاق مع الحكومة. فاكرين إن أنا العقبة. وأنا قلتلهم يجب الاتفاق وسافرت. ولما عدت قيل لى إن الحكومة تريد اغتيالك!
يسأل جمال سالم بسرعة: ممن؟
يقول الهضيبى: بعض الناس!
جمال سالم: تقدر تذكر أسماءهم فى المحكمة؟
الهضيبى: يمكن عبد القادر عودة أو خميس.
جمال سالم: يمكن؟ أو على وجه التحديد؟
الهضيبى: لا مش على وجه التحديد!
جمال سالم: الكلام ده فيه ريبة أو لا؟
الهضيبى: ريبة ليه؟
جمال سالم: واحد جاى يقول لك إن حياتك فى خطر.. لا يعلق فى ذهنك!
الهضيبى: ذاكرتى ضعيفة!
جمال سالم: ذاكرتك ضعيفة؟
الهضيبى: الأمر الثانى أنى لما جيت وجدت الإخوان مختلفين فأنا اعتزلتهم لأبتعد عنهم حتى لا يحضروا لى!
جمال سالم: مختلفين على إيه؟
الهضيبى: على علاقتهم بالحكومة.. بيقولوا نروح للحكومة نتفق معها أو لا؟ الحكومة بتقول إنك سبب الخلاف. فقلت لهم السلام عليكم!
جمال سالم: فسّر شوية!
الهضيبى: واحد بيقول نروح للحكومة وواحد بيقول مانروحش وننتظر.
جمال سالم: فى وضع استعداد؟
الهضيبى: لا.. وأنا سافرت وجيت وجدت نفس الوضع قائما!
جمال سالم: إيه الخلافات مع الحكومة؟
الهضيبى: أبدا.. أنا قلت إنى لا أجد سببًا للاختلاف مع الحكومة لذلك سبتهم.
جمال سالم: ده على حد قولك مش قول الحكومة.
الهضيبى: جايز!
■ ■ ■
وتستمر الجلسة الساخنة..
ويسأله المدعى: خميس حميدة قال إن ظهورك من المخبأ كان مقترنا بحادث.. فما قولك؟
يرد الهضيبى: الكلام اللى يقال إنى مختف عشان أدبر حادثة غير صحيح ولا ضميرى سمح له بكده. كنت أدبر الحادثة وأنا قاعد فى المركز العام.
يسأله جمال سالم: تقدر تقول لنا بعض التقارير اللى وصلتك عن الجهاز السرى؟
يرد الهضيبى: تقارير إنه ماشى كويس.
جمال سالم: يعنى رئيس الحكومة ييجى له الوزراء يقولوا إن الوزارات ماشية عال. يروح واكل بطيخ ونايم على الأرض ومشخر؟ شفتم يا مواطنين كيف كانت الأمور تدار برؤسها؟
يرد الهضيبى: والله ماكنتش جدير!
وتستمر الأسئلة..
يسأله جمال سالم: لما جه لك يوسف طلعت إسكندرية وعرض عليك خطة الاغتيالات كما قلت..
يرد الهضيبى بسرعة: أنا ما قلتش كده.
جمال سالم: أمال أنت ماوافقتهوش عليه إيه؟
الهضيبى: أنا أعطيته نصيحة لأنى فهمت أن جايز بعض الإخوان يرتكبوا حاجة!
جمال سالم: قالك إيه؟
الهضيبى: دى حاجات تفهم بدون تحديد!
جمال سالم: بالحداقة!
الهضيبى: هو قال لى النفوس مضطربة، فأنا قلت يمكن واحد مجنون يعمل حاجة!
جمال سالم: هل عرض عليك خطة اغتيالات؟
الهضيبى: لا والله.
جمال سالم: ولا مظاهرات؟
الهضيبى: أنا قلت له أنا لا أسمح إلا بالمظاهرة.
جمال سالم: وتسمح بإيه؟
الهضيبى: أنا قلت له مظاهرة من جميع عناصر الأمة للتعبير عن الرأى.
جمال سالم: رأى مين؟
الهضيبى: رأى الأمة.
جمال سالم: رأى الأمة أو رأى الجماعة؟
الهضيبى: أنا قلت له جميع الناس!
جمال سالم: هو قال لك الاضطراب بين صفوف الأمة أو صفوف الإخوان؟
الهضيبى: لا.. صفوف الإخوان.
جمال سالم: يعنى العلاج لصفوف الإخوان؟
الهضيبى: أيوه.
جمال سالم: لما قلت له عن اشتراك الأمة.. هل كنت مرشدا للأمة؟
الهضيبى: لا.
جمال سالم: ما الداعى لمظاهرة من الأمة إذن؟
الهضيبى: أنا عارف إن ده مش ممكن.
جمال سالم: يعنى تعجيز؟ وماذا تكون النتيجة إذا أخذ منك الأمر وهو خالف اليمين بالطاعة. وراح نفذه يبقى إيه الحال؟
الهضيبى: ولا حاجة.. مظاهرة!
جمال سالم: والحكومة تسكت؟
الهضيبى: ما أعرفش الحكومة تعمل إيه!
جمال سالم: القانون يسمح بالفوضى؟
الهضيبى: لا.
جمال سالم: وبماذا تطالب المظاهرات؟
الهضيبى: الحريات.
جمال سالم: وإيه؟
الهضيبى: مجلس نواب.
جمال سالم: وإيه؟
الهضيبى: الإفراج عن المعتقلين.
جمال سالم: وإيه.
الهضيبى: فكرنى إن كنت ناسى!
جمال سالم: والله أنت شاهد.. لك الحرية فى الإجابة بما تتذكره أو تتناساه.
الهضيبى: أتناسى إيه؟
جمال سالم: أنت رجل مستشار.. اتكلم كلاما محددا.
الهضيبى: فى اعتقادى أن المظاهرة كانت لن تقوم. وأنا قلت كده ومعتقد أنها لن تقوم.
جمال سالم: وما وضع الأمن إذا قامت المظاهرة؟
الهضيبى: إذا تعرضت لها الحكومة حالة الأمن تكون غير مستتبة. وإذا لم تتعرض المظاهرة تقوم وتنتهى. وأنا لم أفرض أن المظاهرات ستقوم.
جمال سالم: أنت فرضتها كعلاج للموقف.
الهضيبى: تحويل أذهانهم لذلك يعطى فترة من الوقت.
جمال سالم: لإيه؟
لا يرد حسن الهضيبى..
يقول له جمال سالم: للعمل فى اتجاه المظاهرات لا فى اتجاه الاغتيالات.
يقول الهضيبى: جايز!
يعود المدعى ليسأله: هل المظاهرات ممنوعة؟
يقول الهضيبى: ممنوعة.. لكننا عملنا مظاهرات كثيرة للمطالبة بحاجات.. طول عمرنا بنعمل مظاهرات.. فى فبراير مارس.
يقول جمال سالم: فى فبراير ومارس يا إخوان..عارفين كانت البلاد فى إيه؟
يقول الهضيبى: إحنا كنا فى المعتقلات.
يسأله المدعى: المظاهرات التى أمرت بها سلمية أو مسلحة؟
يرد الهضيبى: أنا قلت مظاهرات بس!
المدعى: يوسف طلعت قال إنك سمحت له بعمل مظاهرات مسلحة؟
الهضيبى: لا.. هو غلطان.. وهاته وشوف جسمه.. يمكن تلاقيه عقله مش تمام!
يعود جمال سالم ليدير دفة الأسئلة..
فيقول له: أنت مرشد.. هل من واجباتك التحقق من أعوانك. بمعرفة تامة وبمقدرتهم على الدعوة بالطريقة الصحيحة. والتفهم لجناياهم حتى لا يضمروا غير ما يظهرون.
يقول الهضيبى: أحاول.
يقول له جمال سالم: هل حاولت أن تعرف نوايا يوسف طلعت وأنه فاهم الدعوة ويمكن يقوم بها؟
الهضيبى: أنا سألت عليه.
جمال سالم: هل جبته باعتباره أحد أعوانك وناقشته وعرفت مدى عقليته ومدى علمه وقيامه بالدعوة؟
الهضيبى: أنا اعتمدت على اللى يعرفوه أكثر منى.
جمال سالم: أنت اعتمدت.. توكلت!
■ ■ ■
يجد المرشد العام للإخوان محاصرا بالأسئلة.. مرة من المدعى ومرة من رئيس المحكمة جمال سالم.. ثم مرة ثالثة من حمادة الناحل محامى محمود عبد اللطيف!
ويعود المدعى ليسأله: قرر صلاح شادى فى التحقيق أنك وأنت مجتمع بيوسف طلعت فى مخبئك..
يعترض الهضيبى قائلا: ده بيت طويل وعريض!
المدعى: مختف عن الحكومة.
يقول الهضيبى: وعن الإخوان!
المدعى: صلاح قال إنك استحسنت قتل رئيس الحكومة فى مناسبة شعبية؟
الهضيبى: أنا قلت كده؟ مش معقول.
المدعى: صلاح شادى قال كده.
الهضيبى: يبقى كذاب.
المدعى: إبراهيم الطيب قال إن يوسف أفهمه ذلك.
الهضيبى: يبقى يوسف غلطان إذا قال كده.
وهنا يصيح حمادة الناحل محامى محمود عبد اللطيف
يا أستاذ هضيبى
يرد الهضيبى: أفندم.
يقول له المحامى حمادة الناحل: هل أخذت بيعة مستقلة بعد توليك رئاسة الجماعة من كل الإخوان؟
يرد الهضيبى: كل ما نروح فى حتة يقولوا بايعوه.. مش كل فرد.. من الجماعات.
المحامى: هل كانت منطقة إمبابة من ضمن المناطق اللى زرتها وبايعتك؟
الهضيبى: أيوه.
المحامى: محمود عبد اللطيف من اللى بايعوك؟
الهضيبى: لا أعرفه.
المحامى: جايز كان موجودا؟
الهضيبى: جايز.
المحامى: هل تذكر يمين البيعة؟
الهضيبى: والله تجيب اللائحة وتطلع عليها لأنى لا أذكرها.
المحامى: المحكمة تلاحظ أن الشاهد دايما يقول إنه لا يذكر!
الهضيبى: ويجرى إيه؟
يسأله جمال سالم: هل هى طريقة تهرب؟
يقول الهضيبى: أنا أصبت فى حادث أنقص من ذاكرتى. والنص كما أذكره هو «أقسم بالله العظيم أن أكون مطيعا».
وهنا يقول المحامى حمادة الناحل: ممكن نسأل محمود عبد اللطيف عن النص؟
يقول محمود عبد اللطيف: النص لا أذكره.. واللى أذكره أننا أخذنا البيعة للمرشد فى إمبابة. والبيعة على الطاعة والسمع.
جمال سالم لمحمود عبد اللطيف: تقدر تقول لنا الأوامر اللى صدرت بقتل جمال عبد الناصر؟
محمود عبد اللطيف: هنداوى دوير رئيس المنطقة جمعنى أنا وسعد حجاج. وقال إحنا عايزين اللى تتاح له فرصة قتل جمال عبد الناصر يقتله!
جمال سالم: بأوامر من مين؟.. لأنكم تكرهون جمال عبد الناصر أو بأمر من الإخوان؟‍
محمود عبد اللطيف: قال إن قيادة الإخوان أباحت دم جمال عبد الناصر!
جمال سالم: هل نفذت الجريمة باختيارك أو تطبيقا للقسم؟
محمود عبد اللطيف: تطبيقا للقسم.. وكنت فاهم إنه لخدمة الإسلام.. لكن لو كنت فاهم إنه للأغراض. ولو كنت فاهم أنهم غرروا بنا. زى ماشفت من الشهود هنا. كان مستحيل أعمل كده.
كان الانفعال قد استبد بمحمود عبد اللطيف..
فقال: الحمد لله إن دم جمال عبد الناصر ماجاش على إيدينا.
.. ثم انخرط فى البكاء!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.