أشاد خبراء السياسية بقرار مجلس النواب، اسقاط عضوية النائب البرلماني السابق توفيق عكاشة، مؤكدين أن عكاشة هو من قضى على عضويته بنفسه، وجاء القرار تأكيدًا على الموقف المصري من الكيان الصهيوني، وعدم السماح لأي شخص بالتحدث باسم الدولة المصرية. وأصدر مجلس النواب قرارًا بإسقاط عضوية عكاشة، النائب السابق عن دائرة طلخا ونبروه، على خلفية لقائه بالسفير الإسرائيلي حاييم كورين في منزله دون علم المجلس يوم الخميس الماضي، ومناقشة أمور وقضايا تمس الأمن القومي، وذلك بموافقة ثلثي البرلمان. وفي بداية الجلسة الصباحية، رفض مجلس النواب التوصيات التي وردت في تقرير اللجنة الخاصة المشكلة لسماع أقوال النائب توفيق عكاشة ،فيما هو منسوب إليه من أفعال والتي كانت تقضي بحرمان عكاشة من الاشتراك في أعمال المجلس حتى نهاية دور الانعقاد، وطالب النواب بضرورة التصويت على إسقاط عضويته. وبالفعل، صوت في بداية الجلسة نحو 185 عضوًا بالموافق، علىإسقاط عضوية عكاشة ورفض 8 آخرين ممن تم النداء على أسمائهم، ثم وافق نحو 200 نائب، من إجمالي 360 عضوًا، ورفض نحو 5 أعضاء. وفي الساعة الخامسة مساءً، وافق نحو 340 نائبًا، من إجمالى 520 عضوًا تم النداء على أسمائهم للتصويت، ليقرر المجلس إسقاط عضويته بأغلبية ثلثي البرلمان. يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أكد أن إسقاط عضوية عكاشة هو تحذير قوي لكل من تسول له نفسه ممارسة أي تجاوزات تحت قبة البرلمان، أو خارجه، أو التحدث باسم الدولة المصرية. وأشار إلى أن عكاشة هو من انتحر سياسيًا بتطبيعه مع الكيان الصهيوني، مضيفًا أن التعبئة الشعبية كانت المحرك الرئيسي وراء الإطاحة به خارج البرلمان، وأن تصويت النواب بالموافقة على إسقاط العضوية كان المشهد الأخير في حياة توفيق عكاشة السياسية. ووصف أحمد بهاء شعبان، عضو حركة كفاية السابق، والأمين العام للتحالف الشعبي الاشتراكي، القرار بأنه صائب، مؤكدًا أنه جاء في وقته؛ من أجل إنقاذ سمعة مصر، وحماية مصالحها القومية من العبث، أو التعدي على دورها بالتفاوض باسم الدولة. ولفت إلى أن عكاشة كان قد تجاوز كل الحدود المباحة، بعدم النظر في المصالح القومية، والاستهانة بتضحيات آلاف الشهداء من المصريين والفلسطيين، مشيرًا إلى أن تفاوضه مع العدو هو استهانة بالحس الوطني، وكان على البرلمان كهيئة تشريع حماية المصالح الوطنية. وتابع أن عكاشة هو من أعطى رقبته للكيان الصهيوني كي يذبحه، مشيرًا إلى أنها رسالة واضحة لكل من يتصور أن الدولة المصرية ضعفت، أو أن الشعب المصري نسى جرائم الكيان الصهيوني، وحتى لا يصبح الأمر مباح لكل نائب أن يتحدث باسم الشعب أو الدولة. ورأى أحمد دراج، المتحدث باسم تحالف 25-30، أن إقصاء عكاشة من النواب، دليل على قوة الإرادة الشعبية، مؤكدًا أن المجلس لو لم يتخذ قرار إسقاط العضوية اليوم، كان سيعرض نفسه لأزمة مع الشعب. وتابع أن التطبيع مع الكيان الصهيوني أمر مقتصر فقط على الجهات الدبلوماسية والسياسة، لكن على المستوى الشعبي فنظرة الشعب نحو إسرائل لم تتغير، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت ومازالت بالنسبة للشعب المصري عدوًا مرفوضا. ولفت إلى أن قرار إسقاط العضوية موجه للأشخاص أصحاب الدعوات ذات الميول التطبيعية مع إسرائيل، مثل دعوات البعض إلى خوض مباريات رياضية ودية بين مصر وإسرائيل.