الاصلحجي.. شبح مصرى سرق النوم من عيون إسرائيل دبابات مصرية أثناء حرب 73 العريش - خالد الشريف: منذ 1 ساعة 21 دقيقة أطلقت عليه اسرائيل الشبح المصري لأنه كان خبيراً في عمل الأكمنة لدبابات الجيش الإسرائيلي , وحصد أرواح الجنود الإسرائيليين في لمح البصر .. قبل أن يتحول إلي خيط من الدخان وسط الصحراء فكانت كل محاولة للقبض عليه بعد كل عملية فدائية ينفذها مكتوب عليها الفشل. اسمه محمد علي عثمان أحد أبناء سيناء الذين حملوا السلاح وانضموا لصفوف المقاومة التي كانت تشرف على تدريبها ورسم خططها المخابرات الحربية المصرية . فكانت المقاومة في سيناء أكبر من قدرة القوات الإسرائيلية علي استيعابها أو تحملها , وأيقن العدو أن طريق اغتصاب الأرض مفروش بالألغام حيث استطاعت المقاومة الشعبية أن تحول حياة الجيش الإسرائيلي إلي جحيم مما دفع أحد جنرالات إسرائيل أن يصرح للصحف " بأن الجنود الإسرائيليين ينامون بعين واحدة في العريش خشية انقضاض الفدائيين عليهم " في هذا التوقيت برزت أسماء الفدائيين ومنهم محمد علي عثمان الذي أطلق عليه قائد المخابرات الحربية بالعريش لقب "محمد الاصلحجي" لقدرته علي اصلاح عربات الجيش الميئوس من اصلاحها . كانت أول عملية فدائية للاصلحجي في ميدان الفواخرية حين ظهر الشبح وسط الظلام معترضاً دبابة وسيارة جيب إسرائيلية تحملان ثمانية جنود .وفي لحظات كان الاصلحجي قد قام بتعطيل الدبابة قبل أن يحصد أرواح الجنود الإسرائيليين الثمانية .. ثم اختفي دون أن تنجح الأكمنة الإسرائيلية من القبض عليه . وتكررت عمليات الاصلحجي الناجحة ضد جنود الإحتلال بنفس السيناريو 5 مرات مفاجأة لجنود الصهاينة , حيث حصد أرواحهم والهروب دون أن يشعر به أحد أو يسقط في قبضة الإسرائيليين . وفي العملية الأخيرة للشبح المصري , كان عليه اجتياز أكمنة العدو والوصول إلي شاطئ أبو رديس لتلغيم مستودع للذخيرة تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي , وهذا ما فعله الاصلحجي مع 5 من زملائه . لكن أصوات الانفجارات التي هزت المنطقة بعد العملية الناجحة , ضاعفت من الأكمنة الإسرائيلية التي نجحت في قتل كل أفراد العملية واعتقال الشبح المصري أخيراً واقتياده إلي سجن أشكلون في عسقلان , وهناك تعرض إلي كافة أنواع التعذيب التي لم يتصورها أحد , حيث تم استقباله بكابلات الكهرباء , والكي بالنار , وانتزاع ملابسه والنوم علي ألواح الثلج في البرد القارس لإجباره علي كشف مجموعات المقاومة داخل سيناء , لكنه صمد أمام ابشع أنواع التعذيب , وتم الإفراج عنه عقب حرب 1973 في عملية تبادل الأسري , واستقبله اللواء القرماني محافظ شمال سيناء .