سوء الظن.. مرض وغرض!! بقلم :عصام العبيدي منذ 1 ساعة 28 دقيقة سوء النية.. مرض ابتليت به بعض القوي السياسية في مصر.. فأصبحت تشك في كل شيء.. وتشكك في كل تصرف، وتحمل الأمور ما لا تحتمل ولعل آخر واقعة تؤكد ما يرمي إليه هي واقعة نزول المشير إلي منطقة وسط البلد بدون حراسة. . فقد تباري أصحاب الظن السيئ في إطلاق التصريحات.. وقراءة الواقعة بشكل لم يكن يخطر علي بال المشير شخصياً.. ولا المواطنين الذين استقبلوه بكل ترحاب وعبروا له عن تقدير الشعب لقواته المسلحة ورجال المجلس العسكري. فماذا يعني ارتداء بدلة مدنية.. وتخليه عن الزي العسكري وهو يزور صديقاً له.. هل الزي العسكري ينبغي أن يلتصق بصاحبه فلا يتخلي عنه حتي أثناء نومه؟! فمنهم من قال إن هذا مؤشر علي نية المشير في الترشح للرئاسة رغم أن هناك تأكيدات متكررة من المجلس العسكري أنه لا ينوي ترشيح أحد أعضاء المجلس في انتخابات الرئاسة.. والمشير واحد من هؤلاء العسكر! قالوا إن ذلك يعني «نية» العسكر في الاستمرار في إدارة الحكم رغم تأكيدات العسكر أنهم يسابقون الزمن من أجل تسليم الحكم لرئيس مدني.. ولم يكتف المجلس بذلك وإنما وضع جدولاً زمنياً نهائياً لتسليم الحكم في موعد محدد والعودة إلي ثكناتهم قالوا إن المجلس العسكري متواطئ مع مبارك ولن يقدمه للحكم فرأينا مبارك ونجليه وأركان نظامه في قفص واحد!! قالوا إن المجلس يستعين بمستشارين من رجال مبارك وهم السبب في عدم تطبيق قانون الغدر علي رجال الحزب الوطني ومفسديه فجاء قرار المجلس بدراسة فرض حظر علي أعضاء الوطني من ذوى المناصب العليا وأعضاء مجلسي الشعب والشورى!! وللأسف لم يتوقف أصحاب الظن السيئ عن بث سمومهم التي كانت وقوداً لبعض الشباب قليل الخبرة.. وعديمي الإدراك.. فأشعلوها ناراً في ميدان التحرير.. كل جمعة جديدة مليونية جديدة باسم جديد.. وكأن الثورة لازالت مشتعلة ومبارك علي رأس الحكم ونسي هؤلاء أن رجال القوات المسلحة الذين انحازوا للشرعية منذ الوهلة الأولي ورفضوا إطلاق رصاصة واحدة علي أي مواطن مصري.. بل وحملوا أرواحهم علي أكفهم في مجازفة كانت كفيلة بتعليق رقابهم في مشانق جماعية بميدان التحرير في حالة فشل الثورة - لا قدر الله - ومع كل ذلك يأتي اليوم الأخ «زعبولة» الذي لا يسجل تاريخه المشرف في الثورة إلا أنه حمل طوبة وألقاها علي الأعداء في ميدان التحرير ليشكك في أناس شاركوا في كل حروب مصر وحملوا أرواحهم علي أكفهم من أجل مصر فهل هذا معقول؟! إنني أرجو إخواننا من أصحاب الظن السيئ أن يكفوا عن التشكيك وإطلاق الاتهامات الباطلة وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل فليس من المعقول أن نشغل الشعب كله في هذه المرحلة «ببلوفر» شفيق أو «بدلة» المشير!! كما أوجه كلمة إلي رجال القوات المسلحة بمناسبة انتصار أكتوبر الذي أعاد لنا شرفنا وكرامتنا وأقول لهم إن الشعب المصري يقدر أعمالكم وخدماتكم وسيقول التاريخ بكل صدق إن في مصر جيشاً انحاز للشرعية.. وشارك الشعب في ثورته فكان الحارس الأمين والحامي لظهور الثوار.. أرجوكم لا تنظروا إلي تفاهات البعض.. ممن يبحثون عن دور في المرحلة ولو علي جثة أمهم مصر.. فكل عام وأنتم بخير.