بقلم : سعيد السبكى منذ 1 ساعة 30 دقيقة الغزو الفكرى يحدُث فى أمريكا وأوروبا قبل ان يصل الى بلادنا فى محاولات لتسميم العقول العربية ، بغية اختراق ساحات الثقافة والسياسة فى أوطاننا ، حيث تجرى فى الوقت الحالى مساعى لإجهاض الثورات العربية ، لحرمان المنطقة العربية من ممارسة حرياتها وتحقيق الديمقراطية ، حتى تبقى اسرائيل تلوك بمقولاتها انه البلدرالديمقراطى الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط ، كما كرر ذلك مؤخراً رئيس وزراءها " نتينياهو " فى الأممالمتحدة ، وتسير خطة امريكا واوروبا لاجهاض الثورات العربية على عدة محاور : أهمها بثن الفتن ونشر الوقيعة السياسية تحت زعم حقوق ابداء الرأى ، بتمرير وجهات النظر المتضادة والمتضاربة عبر وسائل اعلام الغرب الى وسائل الاعلام العربية . هذا اضافة لتكثيف نشاط التحالف البروتستانتى الصهيونى بعمليات مسح مخ واقناع الرأى العام الغربى بان الحرب مع المسلمين قادم ولابد من حدوثها تنفيذا لما ورد فى الانجيل " وفقا لشفرات بداخله " حت حينما تصدر الأوامر بتحرك الجيش الأمريكى تجاه دولة اسلامية يكون القوات على قناعة عقائدية بانها حرب مُقدسة ، وانما الحقيقة هى سعلى امريكا المستمر الحصول على الثروات النفطية ، متعللة بحتمية معركة هيرمجون الفاصلة وقيام حرب عالمية ثالثة كما جاء فى شفرات الانجيل ... ؟! فقد قال الرئيس الأمريكى السابق " جورج بوش " أمام الكونجرس ( لقد زارني الرب في المنام وأمرني بغزو العراق ) . . واعلن بوش هذه المقولة كمُبرر يُخاطب به التحالُف البروتستانتى الصهيونى داخل وخارج الولايات المُتحدة الأمريكية ، ليحصُل منهُم على الضوء الأخضر ، ويدخل بعساكره وأسلحته للأراضى العراقية ، بعد ان مهد لحملته العسكرية بغية تأمين مصادر النفط كطاقة ، هم فى احتياج لها لتحقيق الحلم التاريخى وفقاً لمُعتقداتهم . ومن يتابع حقيقة صراع تحالف هؤلاء يستطيع فهم وإستيعاب ان معركتهم هى ضد العقيدة الاسلامية بالدرجة الأولى منذ اليوم الأول لرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويسير الصراع على محاور كثيرة سياسية وعلمية وإجتماعية وثقافية ، فمدينة هوليود السينمائية وحدها تقوم بإنتاج أكثر من خمسة وعشرين فيلما روائياً موجه ضد الاسلام والمُسلمين ، ناهيك عن ما تصدره دور النشر العالمية فى هذا الاطار ، وكل هذا الانتاج الغزير بتمويلات مالية مصدرها مؤسسات وأفراد صهاينة ويهود . تكمن الخطورة فى إيمان التيار السياسى اليمينى بعقيدتهم فى وجود نبوءات في الإنجيل فى منهج باسلوب نصوص توراتية وشفرات إنجيلية ، لابد وان تدفع بالولاياتالمتحدةالأمريكية نحو معارك لتغيير مسار التاريخ على كوكب المعمورة ، وهى افكار ومعتقدات يتعلمها الصغار فى المدارس منذ نعومة أظافرهم . من ينظر ايضا بدقة الى تاريخ الحكومات الأمريكية يجد دائماً ان الادارات السياسية اليمينية المُحافظة واكثرها من الحزب الجمهورى وانصاره لها استراتيجية واضحة تتضمن ( الفكر الإنجيلي - التعصب القومي بمسحة شوفينية - الاعتقاد بضرورة مسخ العالم كله ليصير صورة من أمريكا ) . كما ان احتلال اسرائيل لفلسطين قبل 63 عاما ، وأمريكا للأراضى الأفغانية لم يكن محضَ صدفة ، وما كانت حركة طالبان ولا تنظيم القاعدة ولا هدف القضاء على نظام صدام حسين الا ستار يخفى حقيقة أهداف التحالف البروتستانتى الصهيونى ، وحجج واهية تذرعت بها الإدارة الأمريكية . وقبل أيام قليلة لعق " باراك أوباما " الرئيس الأمريكى الحالى وعوده ونداءاته ، بانه يدعم قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ، وكان السبب الظاهر كما رددته مُختلف وسائل الاعلام هو انه بالتخلى عن وعوده أراد كسب تأييد أصوات الصهاينة واليهود له فى معركته الإنتخابية المُقبلة ليفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية لفترة ثانية . اما التحالف الذى اتحدث عنه فهو ليس بجديد ، فمن قبل تحالف الغول مع التتار ، وتحالفت أمريكا مع بريطانيا ، وقد سبق للمغول اجتياح " مملكة خوارزم " أثناء شق طريقها لبغداد وفى تاريخنا الحديث يتطابق المنهج وقد عاصرنا اجتياح أفغانستان وبعدها العراق . ولم يكن من سبيل الصدفة ان بداية غزو بغداد كان في السادس عشر من محرم سنة 656 للهجرة كما ان بداية غزو العراق كان ايضاُ في السادس عشر من شهر محرم ، ايضاً دخول المغول والتتار لبغداد كان في السابع من صفر ، ودخول قوات التحالف كان في السابع من شهر صفر . وقد تم مؤخراً إعادة طباعة ونشر كتاب اسمه (The Bible Codes) وكان هذا الكتاب قد حقق مبيعات عالية جدا فى الأسواق الأمريكية والأوروبية ، ذلك اضافة للدعم الخفى له عن طريق توزيعه هدايا على طلبة الجامعات والمدارس فى الغرب ، مؤلف الكتاب هو " ميشيل دروسنين " يدعى بان الإنجيل يحتوى على شفرات تتنبأ بأحداث كثيرة مُعاصرة منها " قيام حرب عالمية ثالثة " وغالبية هذه المُعتقدات يصدقها يؤمن اليمين المسيحي المتطرف . المُثير للدهشة هو ان الكتاب يتضمن كثير من النبوءات أهمها تفجر " معركة هيرمجدون " التى يصفها بانها ستكون معركة آخر الزمان ، لتدخل قوات روسية عبر الأراضى السورية بهدف احتلال القدس الشريف ، ويضيف بانه حال حدوث ذلك يعلن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذيرا للحكومة الروسية بالانسحاب فى مدة 72 ساعة قبل استخدام القوة العسكرية ، حينئذ تمتد المعركة لكوكب المعمورة استعدادا لنزول المسيح . انه النفط يا سادة وجنون الحرب وليست معركة هيرمجدون . .