نشر الداعية الشيعي اللبناني آية الله مصباح اليزدي فتوى تجيز قتل اللاجئين السوريين في لبنان, الذين وصفتهم الفتوى بأنهم "الأعراب الجفاة" ونشرت صحف ومواقع لبنانية السبت نسخة عن الفتوى الصادرة عن مكتب اليزدي, والذي يرد فيها على سؤال من قبل عناصر تابعة للطائفة الجعفرية في لبنان. وذكرت الفتوى التي تجيز قتل اللاجئين السوريين إلى لبنان أن سبب قتلهم هو قيام بعضهم بجرائم –حسب زعم الفتوى. وتضيف الفتوى أنه يجوز قتلهم "حتى لو أدى ذلك لإصابة الأبرياء منهم لان ذلك يدخل في عداد القتل الخطأ". وتسائل مجموعة من أبناء الطائفة الجعفرية في لبنان في رسالة إلى الداعية اليزدي"لا يخفى عنكم أن مجموعات من اللاجئين من سوريا أخذوا يتدفقون على لبنان في أعقاب الإحداث الدامية هناك بعد أن تدخلت دول عربية وغير عربية فمولت مجموعات من المشاغبين وسلحتهم وبدأت بدعمهم معنويا وإعلاميا للعمل ضد الحكومة الشرعية وقد انضمت إلى هؤلاء المسلحين جماعات وهابية وسلفية وجهادية (بزعمهم) وغيرها مستغلة الأوضاع المتوترة للقيام بأعمال إرهابية وتفجيرات في أماكن مكتظة بالمواطنين". ورد عليهم الداعية اللبناني في فتواه حرفياً "إن الشرع الشريف يفرض على المؤمنين ألا ينتظروا قيام الحاكم بتوقيع حد الله على هذه الحفنة المارقة بل يبادروا بأنفسهم فيقتلوهم وينقذوا بذلك البشرية من بوائقهم وبذلك تطهر الأرض من أرجاسهم وأعمالهم السيئة التي تخالف أوامر الله تعالى وأوامر خاتم أنبيائه ورسله". وفي اتصال مع صحيفة "التغيير" استنكر الدكتور عبد المنعم البري -رئيس مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- الفتوى الصادرة عن اليزدي. وقال البري: إن هذه الفتوى تأباها الإنسانية المجردة عن أي دين، فما بالنا بسماحة الإسلام الذي يكفل لليهودي والكافر أن يدخل في جوار المسلم ليحتمي به من الظلم والقهر. وقال البري إن أقل ما يوصف به من أصدر الفتوى هو أنه عنصري وعديم الإنسانية. واستشهد البري بقوله تعالى: "مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا" وقال إن ذلك المفتي سيكون له كفل من هذه الفتوى إن لم يتب إلى الله سبحانه، وهو شريك في الوزر لكل من أراق دما حرامًا من دماء اللاجئين المعدمين الذين أوو إلى جيرانهم هربا من الهلاك.