أعلن سردار تشام رئيس مؤسسة التنسيق والتعاون التركي (تيكا) عن بدء العمل من أجل ترميم المباني التاريخية التي أنشأت في العهد العثماني في كل من أثيوبيا والصومال، بعد أن تحول معظمها إلى مبانٍ مهجورة. وقال تشام: "سيتم ترميم المباني العثمانية التاريخية أولا، وتنظيم المناطق المحيطة بها، ثم توضع تحت الحماية"، وأفاد بأن هناك عشرات المباني أنشأت في عهد الدولة العثمانية في أثيوبيا والصومال من دول شرق أفريقيا، إلا أن معظمها تحول إلى خرائب نظرا للإهمال الذي تعرضت له، في حين لا تزال هناك بعض الأبنية العثمانية التاريخية صامدة. وأشار تشام إلى أنه من بين تلك المباني مبنى القنصلية العثمانية الذي أنشئ أواخر عام 1800، في إقليم هرار الأثيوبي، أول مكان أثبتت فيه الدولة العثمانية وجودها بعد أن بسطت سيادتها في إقليم زيلا، الذي يعد مدخل البحر الأحمر، والتابع حاليا لما يعرف باسم بلاد الصومال. ويوجد هذا المبنى القنصلي المكون من طابقين في شارع جانبي في مركز مدينة هرار، ويعاني سقفه، وطلاؤه، وأبوابه ونوافذه حالة من الخراب الكبير نظرا لإهماله. وفي تصريح أدلى به تشام لوكالة الأناضول للأنباء أعلن أن "تيكا" ستبدأ أعمال ترميم هذا المبنى بعد توفير الظروف اللازمة لإيواء الأسرة المقيمة فيها. كما أوضح أن هناك مبنى مكونا من طابق واحد في هرار، هو أحد الفروع التي افتتحها الهلال الأحمر العثماني بالخارج، وواصل حديثه قائلا: "هناك ما يقرب من 10 مباني في هرار بقيت من العهد العثماني. وسوف يتم إعداد المشاريع اللازمة من أجل البدء في أعمال ترميمها بعد أن يقوم أكاديميونا ومعماريونا بعمل الدراسات والبحوث اللازمة في هذه المباني العثمانية الموجودة بالمنطقة". يأتي إقليم زيلا على رأس أكثر المناطق الأفريقية التي تحتوي أثارا عثمانية. ولازال في زيلا، التي تعرف على أنها أكثر مناطق العالم تخلفا، بعض المباني التي أنشأت في العهد العثماني تقدم خدماتها لشعب المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن الدولة العثمانية وفرت في عهدها أهم احتياجات شعب زيلا؛ ألا وهو مياه الشرب. وأنشأت ما عرف بخزان المياه العثماني. كما يشار إلى وجود جامع، وأرشيف، ومبنى للإدارة المحلية باق منذ العهد العثماني ولا زال سكان المنطقة يستخدمونه.