تعمدت سلطات الاحتلال الصهيوني زيادة المعاناة البدنية والنفسية على الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الصهاينة، وذلك منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك . فمع بداية الشهر الكريم اقتحمت القوات الصهيونية الخاصة بالسجون، سجن "الدامون" للتفتيش على الأسيرات وسائر أمتعتهن البسيطة، وعاثت فسادًا في الزنزانات الخاصة بهن، وصادرت جميع الكتب الموجودة لدى الأسيرات، ومنعتهن منعًا باتًا من إدخال الكتب عن طريق زيارات الأهل. وتؤكد وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين في غزة، أن سلطات الاحتلال لا زالت تختطف في سجونها ثلاثة وثلاثين أسيرة بعد إطلاق سراح أسيرتين قبل عدة أيام، 15 منهن في سجن "الشارون" (تلموند)، بينما 17 أخريات يقبعن في سجن "الدامون" فوق على جبل الكرمل، وأسيرة واحدة في سجن "نفيه تيرتسا" بالرملة. وحسب المركز الفلسطيني للإعلام أوضحت الوزارة أن الاحتلال، ومنذ تعليمات رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بتشديد الظروف على الأسرى، صعد من اعتداءاته وإجراءاته العنصرية بحق الأسيرات، ولم يراعي حرمة شهر رمضان المبارك وخصوصيته لدى المسلمين. كما حُرمت أسيرات سجن "هشارون" من شراء الدجاج من (الكانتينا)، بالإضافة إلى منع شراء أنواع مختلفة من الخضروات وغيرها من اللوازم، فيما ترفض سلطات السجون زيادة عدد المراوح في الغرف لتفادي الحرارة الشديدة والرطوبة العالية، حيث لا تسمح إلا بوجود مروحة واحدة فقط داخل كل غرفة، وهي قديمة وغير صالحة للاستخدام وتصدر أصواتًا مزعجة جدًا، مما يدفع الأسيرات على إبقائها مطفأة بدلا من تشغيلها. وأفاد تقرير الوزارة أن الاحتلال لا يزال يحرم الأسيرات من الزيارة لأسباب واهية، حيث يحرم الأسيرة "ريما دراغمة" من جنين، من الزيارة منذ أكثر من خمسة أشهر، ولا يسمح لأفراد عائلتها بزيارتها، مشيرًا إلى تردي وضعها الصحي حيث تناقص وزنها بشكل كبير خلال الشهور الأخيرة، بسبب معاناتها من مرض القرحة بالمعدة، الأمر الذي جعلها لا تستطيع الأكل، كما تعاني من ألم شديدة في الرأس، وتماطل الإدارة في إجراء صورة طبقية لها لمعرفة سبب ذلك الألم. فيما تحرم الأسيرة "رندة الشحاتيت"، من الخليل، منذ أكثر من أربعة أشهر من الزيارة دون إبداء الأسباب، كما ترفض إصدار تصريح زيارة لعائلة الأسيرة "صمود كراجة" (22 عامًا) من رام الله، كذلك ترفض إخراج رسائلها إلى الأهل، بينما تحرم الأسيرة "أمل جمعة" من نابلس من زيارة ذويها منذ 4 أشهر، ولا زالت تحرم شقيقها المعاق من زيارتها منذ وتشدد إدارة السجون على الأسيرات أثناء زيارة المحامين، بحيث تقوم بحجز المحامي في غرفة صغيرة مغلقة حتى يتم إحضار الأسيرة للقائه، كما يفصل بين المحامية والأسيرة حائط زجاجي وتتم المحادثة عبر هاتف خاص، مما دفع المحامين لرفض الزيارة في هذه الظروف. وناشدت الوزارة في تقريرها، المؤسسات الدولية المعنية بشؤون المرأة، أن تتدخل "لوقف جرائم الاحتلال وتصعيده بحق الأسيرات الفلسطينيات، وضمان توفير حقوقهن داخل الأسر". وكشفت الأسيرة المحررة كفاح عفانة في مقابلة صحفية معها عن مخاطر التفتيش العاري للأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، والخشية من أن تكون غرف التفتيش العاري كمائن للأسيرات من خلال وجود كاميرات خفية بفعل التكنولوجيا الحديثة يتم من خلالها تصوير الأسيرات وهن في عري تام بفعل إجراءات السجون المفروضة في السجون المركزية، مشددة على أن مصلحة السجون الصهيونية ليس لديها أية معايير إنسانية أو قواعد أخلاقية أثناء تعاملها مع الأسيرات.