أفادت وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن سلطات الاحتلال ما تزال تختطف في سجونها 62 أسيرة فلسطينية بعد إطلاق سراح الأسيرة صابرين سليمان محمد أبو عمارة (26 عامًا) من مدينة نابلس، والتي أمضت فترة محكوميتها البالغة 6 سنوات. وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة أن الأسيرة أبو عمارة كانت تدرس المحاسبة في جامعة النجاح الوطنية، واختطفت في ليلة عيد الفطر بتاريخ 24-11-2003م بعد اقتحام قوات الاحتلال منزلها بالمدينة القديمة بنابلس وتفتيشه بشكل دقيق، ثم تم اقتيادها بعد تقييد يديها ووضع قطعة قماش على عينيها، ونُقلت إلى مركز تحقيق وتوقيف حوارة، حيث خضعت للتحقيق لمدة 24 يومًا، بحجة الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في فعاليات ضد الاحتلال، ثم نُقلت إلى سجن الرملة، وحكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات، قضتها بالكامل في سجون الاحتلال. وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يحتجز الأسيرات في سجون "الدامون" و"هشارون" و"الجلمة" في ظل ظروف قاسية، ويحرمهن من حقوقهن الأساسية التي تنص عليها كافة المواثيق الدولية، حيث تعانى الأسيرات في مثل هذا الوقت من فصل الصيف من الحر الشديد في الغرف والزنازين، وتمنع إدارات السجون الأسيرات من شراء مراوح جديدة من "الكانتين" أو دخولها عن طريق الأهل للتخفيف من الحرارة الشديدة داخل الغرف التي تنتشر بها الحشرات بشكل كبير. كما تمنع منذ ثمانية شهور إدخال الأحذية للأسيرات، وتتعمد إدارة السجون عدم مكافحة هذه الحشرات التى تنتشر بسبب تدفق مياه المجارى ، حتى تفرض مزيدًا من المعاناة على الأسيرات. فيما لا تزال إدارات السجون ترفض السماح للأسيرات بإدخال الأغراض التي تُستخدم في الأشغال اليدوية، أو إخراج ما تم صنعه إلى الأهل عن طريق الزيارات. كما تعاني الأسيرات من عمليات اقتحام الغرف التي تمارسها إدارة السجون بكثرة بشكل مفاجئ دون إعلام الأسيرات به، مما يخلق حالة من الإرباك والخوف لدى الأسيرات، وكان آخر علميات الاقتحام ما قامت به قوة خاصة في سجن "هشارون" قبل عدة أيام، حيث قامت بإخراج كافة الأسيرات من الغرف، وتقييد أيديهن بالسلاسل، وقلب محتويات الغرف، والعبث بأغراض الأسيرات الخاصة، وتكسير العديد من الأغراض والأجهزة الكهربائية دون سبب، هذا عدا عن تفتيش الأسيرات بشكلٍ عارٍ من قِبل مجندة كانت ترافق القوة الخاصة. وبيَّن الأشقر أن من بين الأسيرات ثلاثًا يخضعن للاعتقال الإداري، وهن الأسيرة ماجدة فضة من نابلس، وجُدد لها الإداري ثلاث مرات، والأسيرة سهام الحيح من الخليل، جُدد لها مرتان، والأسيرة رجاء الغول من جنين، وهى تعانى من مرض فى القلب، ولا تتلقى العلاج المناسب لحالتها الصحية. وحكمت المحاكم الصهيونية على الأسيرة كفاح عفانة (22 عامًا)، من نابلس، بالسجن لمدة 18 شهرًا، وكانت قد اعتُقلت في 3 يناير 2009م، فيما حكمت على الأسيرة الطفلة جهاد أبو تركي (15.5 عامًا)، من الخليل، بالسجن لمدة 15 شهرًا، وكانت قد اعتُقلت في 25 فبراير2009م، ونُقلت من سجن "الشارون" إلى "الدامون"، فيما حكمت على الأسيرة ريما أبو عيشة (22 عامًا)، من نابلس، بالسجن لمدة 9 أشهر، وهى معتقلة منذ 12 شباط (فبراير) 2009م. ولا تزال الأسيرة "فاطمة الزق" تنتظر تنفيذ قرار المحكمة الصهيونية بإدخال الألعاب إلى طفلها السجين "يوسف" الذي يبلغ من العمر عامًا وسبعة أشهر، وكان الاحتلال حرمه من الألعاب، وبعد رفع دعوى على الاحتلال تم إصدار قرار بإدخال الألعاب، إلا أن الاحتلال لم يقم بإدخالها إلى الآن. وفى حين أطلق الاحتلال سراح ثماني أسيرات خلال الشهريين الماضيين انتهت مدة محكومياتهن وهن: الأسيرة المحررة سناء عمرو، من دورا الخليل، والأسيرة المحررة خلود منصور والأسيرة المحررة شيرين سويدان، من قلقيلية، والأسيرة المحررة أسماء بطران، من الخليل، والأسيرة المحررة سعاد ارزيقات، من الخليل، والأسيرة المحررة الطفلة سماح صمادة (15 عامًا)، من مخيم الجلزون، والأسيرة المحررة عبير دغرة، من رام الله، وهى أمٌّ لطفلين، والأسيرة المحررة صابرين أبو عمارة، من نابلس. وفى الوقت ذاته اعتقل الاحتلال خمس أسيرات جدد، بينهن ثلاثٌ من المحررات، وهن الأسيرة عبير عوده، من طولكرم، التي اختُطفت عند حاجز عناب العسكرى، والأسيرة عائشة عبيات، من بيت لحم، والتي اختُطفت عند حاحز الكونتينر، والأسيرة نسرين عاطف أبو زينة، من طولكرم، والتي اختُطفت من منزلها، إضافة إلى الأسيرة نجوى عبد الغاني، من طولكرم، والأسيرة ليلى طه، من كفر كنا، ليصل عدد الأسيرات فى سجون الاحتلال إلى 62 أسيرة. وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية المعنية بقضايا المرأة التدخل لحماية الأسيرات من بطش الاحتلال وممارساته التعسفية، مستغربة عدم تطرق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تناول قضايا المرأة والأمن في العالم، معاناة الأسيرات الفلسطينيات، وكأن المنظمة الدولية لا تعلم شيئًا عن الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الأسيرات في السجون. واعتبرت الوزارة هذه الموقف انحيازًا تامًّا للاحتلال، وتجاهلاً متعمدًا لمعاناة الشعوب المظلومة والمقهورة فى العالم.