د.مازن النجار \n\n أثبت باحثون أستراليون أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة يتعرضون لتغيرات في بنية عضلة القلب، ما يؤثر على أدائها لوظيفتها، حتى وإن لم يصابوا بأي من أمراض القلب.\n \nوقد تؤدي تلك التغييرات إلى الإصابة بهبوط لاحق في القلب، حسب ما ورد في عدد هذا الشهر من مجلة \"الدورة الدموية\" (Circulation) الصادرة عن جمعية أطباء القلب الأميركية.\n \nفقد قام باحثون من كلية طب جامعة كوينزلاند الأسترالية، بقياس سرعة وقوة انقباض عضلة القلب –بواسطة نسخة مستحدثة من تقنية الموجات فوق الصوتية– في 142 شخصا (73 سيدة و69 رجلا)، ولم يكن أي من المشاركين مصابا بأي من أمراض القلب أو ضغط الدم أو السكري. كما لم يكن أي منهم يعاني من الأعراض الدالة على وجود احتقان (congestion) في عضلة القلب. وكان متوسط أعمار المشاركين 44 عاما.\n \nوتم تقسيم المشاركين حسب أوزانهم إلى 4 مجموعات: الوزن الطبيعي المناسب (33 شخصا)، زائدو الوزن (26 شخصا)، البدناء بدرجة ما (37 شخصا)، والمفرطون في البدانة (46 شخصا). \n \nوبمقارنة عضلة القلب في الأشخاص ذوي الوزن المناسب مع نظرائهم المفرطين في البدانة تبيّن أن البطين الأيسر لعضلة القلب في المفرطين في البدانة كان انقباضه أضعف بصورة واضحة. وكذلك كانت قدرته أضعف على الاسترخاء الكامل بين انقباضتين. وهذا الاسترخاء الكامل هو الذي يتيح للبطين الامتلاء بالدم لأقصى درجة ممكنة قبل أن يضخه لبقية أعضاء الجسم.\n \nكما لاحظ الباحثون تغييرات محدودة، ولكن مؤثرة، في بنية ووظيفة البطين الأيسر لعضلة القلب في المشاركين الذين صنفوا بأنهم زائدو الوزن أو بدناء بدرجة ما.\n \nوذكر الدكتور توماس مارويك الذي قاد فريق البحث أن تلك الدراسة تظهر العلاقة المباشرة بين مستوى البدانة ومعدل الخلل الوظيفي لعضلة القلب، وذلك بمعزل عن الأسباب الأخرى التي قد تؤثر على عمل عضلة القلب، كارتفاع أو انخفاض ضغط الدم مثلا.\n \nوكانت نتائج رسم القلب للأشخاص المشاركين في الدراسة قد أشارت قبل تعرضهم للاختبار بالموجات فوق الصوتية إلى أن قوة الضخ لعضلة القلب طبيعية لكل منهم، أي أنهم لا يعانون من هبوط في القلب.\n \nورغم ذلك خلصت الدراسة إلى أن التغيرات المحدودة أو الطفيفة البنائية أو الوظيفية التي تحدثها البدانة في عضلة القلب تظل ذات أثر لا يمكن تجاهله في التعرض لهبوط القلب.\n \nمن ناحية أخرى كشفت دراسة في العدد الأخير من مجلة \"وباء السرطان\" أن البدانة تؤدي إلى مضاعفة احتمال إصابة السيدات المتقدمات في العمر بسرطان نخاع العظام والدم، وذلك طبقا لدراسة قام بها فريق بحث من جامعة مينيسوتا الأميركية.