ويبدو أنها قد تؤدي دوراً إقليمياً قيادياً، خصوصاً بعد استضافتها عدداً من اللقاءات غير الرسمية بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بأفغانستان. وفي وسع السعودية أن تفتح قنوات اتصال مع طالبان، وهذه ترفض محاورة الحكومة الأفغانية، وأن تحملها على الحوار مع كابول. ولم تستطع الإدارة الأميركية تسويغ الحوار مع «طالبان». فألقت الأمر على عاتق الحكومة الأفغانية التي تفتقر الى الخبرة في التفاوض. ويرى وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ان التحدث الى طالبان ضروري. وعلى خلاف كابول، فمكة أرض محايدة تستقبل الأطراف الأفغانية من دون الانحياز الى طرف من الأطراف. \r\n ولكن هل من شأن المفاوضات تذليل مشكلة نشاط تنظيم «القاعدة»، وترويض طالبان، وتضميد جروح البلد النازف جراء ويلات الحروب, وتحسين تعاون الحكومة مع القوات الأجنبية؟ الحق أن واشنطن تولي الجانب العسكري بأفغانستان اهتمامها، وتهمل الجوانب الاقتصادية والسياسية. وأقل من عُشر كل دولار تنفقه أميركا بأفغانستان يذهب الى المساعدات غير العسكرية. ومن المتوقع أن يقتفي رئيس الولاياتالمتحدة المقبل، جمهورياً كان أم ديموقراطياً، نهج كوندوليزا رايس بأفغانستان. واليوم، بعد سبعة أعوام من الحرب، قال رئيس هيئة الأركان الأميركي، الأدميرال مايك مولن، ان تغيير النهج الأميركي بأفغانستان مطلوب. ولكنه لم يحدد وجهة التغيير. \r\n ولا شك في أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الأفغانية سيئة. ولن يجدي رفع عدد الجنود بأفغانستان نفعاً. فنقمة الأفغان على القوات الأجنبية تتعاظم. ويتذمر الأفغان العاديون، سواء صاحب المتجر أو الموظف الحكومي أو الطبيب أو المزارع الخ. ولم تخلف المساعدات الأميركية الى كابول أثراً إيجابياً في حياة المواطن العادي. وعليه، يجب رفع قيمة المساعدات، وتغيير سبل إنفاقها في بلد تتفشى فيه البطالة، وتصيب 40 في المئة من سكانه. وتنتشر الأمية في أوساط نحو سبعين في المئة من الأفغان. ومعدل الدخل اليومي للفرد هو دولاران. لذا، تتعدد ولاءات المواطن الأفغاني لأطراف مختلفة، ليست الحكومة طرفاً راجحاً. فعلى سبيل المثال، بلغت البطالة 80 في المئة، وذلك في عدد من نواحي إقليم هلمند. ويوفر مركزان متواضعان خدمات صحية لأكثر من 700 ألف مواطن في الإقليم. ويتهدد تدهور وضع هذا الإقليم استقرار أفغانستان. فحركة «طالبان» ناشطة فيه، وتجارة المخدرات مزدهرة. ومؤسسات الحكومة ومشاريعها الاقتصادية غائبة عن إقليم يتفشى فيه الفقر جراء إهمال كابول، وبسط «طالبان» نفوذها فيه. \r\n والحق أن يد السعودية الممدودة الى حركة «طالبان» قد تذلل مشكلات هذا الإقليم، وتجعل صوت القبائل الباشتونية المؤيدة لطالبان مسموعاً في كابول. فتؤدي المفاوضات إلى إرساء الهدوء على الحدود مع باكستان. \r\n \r\n \r\n عن «فرونتير بوست» الأميركية، 16/10/2008 \r\n