\r\n \r\n ي كلمة له أمام الأفغان في هذه العاصمة الإقليمية الواقعة شمال شرق كابول، قال إيكنبيري: \"إن الجنود الحقيقيين في أفغانستان ليسوا بالضرورة أولئك الذين يرتدون الملابس العسكرية، إنهم أيضاً أولئك الذين يسهرون على توفير العناية الصحية ويعلمون العائلات ويساهمون في بناء المجتمع\". \r\n \r\n والواقع أن المهمة الرئيسية لمعظم الجنود الأميركيين المنتشرين بأفغانستان، والبالغ عددهم 23000 جندي، مازالت تتمثل في تعقب المحاربين المعادين للحكومة والقبض عليهم أو قتلهم. غير أنه بعد أشهر عديدة على الهجمات المكثفة التي شنها المتمردون بواسطة القنابل التي تزرع على حافة الطريق والعمليات الانتحارية، يرى \"إيكنبيري\" أن أفضل وسيلة للتغلب على تلك المشكلات تكمن في تقوية الحكومة المركزية بأفغانستان وحمايتها. \r\n \r\n وتعد زيارة \"إيكنبيري\" إلى \"ميهتار لام\"، والتي دامت يوما كاملاً، من بين الزيارات الأسبوعية التي يقوم بها الجنرال الأميركي إلى المناطق النائية في البلاد. وقد تمت الزيارة، التي كانت موجهة للجمهور الأفغاني، وفق أجندة خطط لها بعناية في إطار جهود إعمار البلاد. وبترحيبه ب\"غولاب مانغال\"، الحاكم الجديد لإقليم \"لاغمان\"، يكون الجنرال \"إيكنبيري\" قد دعم استراتيجية الرئيس حامد قرضاي القائمة على تعيين الزعماء الذين يحظون بالتقدير والاحترام في أقاليم ليست لهم فيها روابط قبلية. أما الهدف فهو تحصين الحكام من حسابات السياسات المحلية ومحاربة الفساد والإرهاب. \r\n \r\n وبتجوله لقرابة الساعة عبر أروقة البازار الرئيسي في \"ميهتار لام\"، محاطاً ببضعة جنود فقط، ودون ارتداء خوذة أو سترة واقية، يمكن القول إن \"إيكنبيري\" قد بعث برسالة قوية من الالتزام والثقة والاحترام إلى السكان. ومما يجدر ذكره في هذا السياق أنه من بين أهداف الجولات الأسبوعية التي يقوم بها الجنرال الأميركي إلى مختلف المناطق النائية بأفغانستان تغيير الصورة السلبية التي يحملها بعض الأفغان عن الجنود الأميركيين، والذين ينظرون إليهم كمتعجرفين مدججين بالأسلحة يقتحمون البيوت. وبدعوته لثلاثة وزراء من الحكومة وعدد من نواب الوزراء لمرافقته بطائرة هيلوكبتر من كابول، يكون \"أيكنبيري\" قد أتاح فرصة لالتقاء سكان إقليم \"لاغمان\" بالمسؤولين الحكوميين، حيث ألقى كل مسؤول كلمة قصيرة أمام جمع من الزعماء المحليين، قبل أن يرافقوا \"إيكنبيري\" في جولته بالسوق. \r\n \r\n وقد ظهرت خلال الجولة بعض التحديات التي تعترض طريق إنشاء الحكومة الوطنية، حيث قالت مسعودة جلال، وزيرة شؤون المرأة، التي استقبلت بأدب واحترام من قبل جموع الرجال والمسؤولين: \"استناداً إلى الدستور، واستناداً إلى الإسلام، فإن للنساء نفس حقوق الرجال. وبالتالي فعليهن المشاركة في إعادة إعمار البلاد. يجب أن يكون للنساء في \"لاغمان\" الحق في التربية والعناية الصحية والمساعدة القضائية والتنمية الاقتصادية\". \r\n \r\n يُذكر أنه بعد أربع سنوات ونصف السنة على الإطاحة بنظام \"طالبان\"، لا تزال حكومة حامد قرضاي المدعومة من قبل الغرب لا تصل إلى كثير من المناطق القروية في البلاد، وهو ما يترك الباب مفتوحاً في كثير من المناطق أمام وجه نفوذ قادة المليشيات أو تجار المخدرات أو المتمردين، ولاسيما فلول \"طالبان\". أما الأسباب، فيمكن إرجاعها إلى حقيقة أن الجيش الوطني الأفغاني يواجه مهام كثيرة، فيما لا يزال أفراد الشرطة الوطنية يتلقون التدريبات. ونتيجة لذلك، قليلة هي المنظمات الدولية التي تنشط في تلك الأقاليم النائية بسبب انعدام الأمن، وهو ما يترك فراغاً كبيراً يأمل \"إيكنبيري\" في سده بمقاربته الشمولية. \r\n \r\n وفي هذا الإطار، قال الجنرال: \"إذا استطعنا مساعدة المسؤولين من كابول على الخروج إلى هناك والالتقاء بالناس، فإن الأفغان سيلاحظون أن لديهم حكومة بالفعل\"، مضيفاً أن مهنية الوزراء والحكام الأفغان وكفاءتهم قد \"تحسنت كثيراً\" خلال السنوات القليلة الماضية، وأن \"نجاحنا لا يمكن ملاحظته سوى في أعين الشعب الأفغاني\". \r\n \r\n إلى ذلك، استمع \"إيكنبيري\" إلى عرض خاص قدمه القائد الأميركي لإحدى فرق إعادة البناء الإقليمي بإقليم \"لاغمان\"، وهي واحدة من نحو اثنتي عشرة وحدة صغيرة تابعة للتحالف بالبلاد تعمل على دعم مشاريع التنمية ومعالجة المشكلات التي يواجهها السكان المحليون. وقد أظهر الجنرال معرفة كبيرة بالشخصيات السياسية والأحداث الأخيرة بهذا الإقليم الذي يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً بالبلاد، حيث تحدث مع المسؤولين الأميركيين والأفغان حول جملة من المشاكل من قبيل ظاهرة الفساد المتفشية في أوساط السلطات المحلية، والاغتيال الأخير الذي لم يفك لغزه بعد لقائد محلي، إضافة إلى الهجمات الدورية بالقنابل على المدارس والمنشآت العسكرية وأهداف أخرى. \r\n \r\n ويرى العديد من سكان إقليم \"لاغمان\" أن أهم خطوة يمكن للحكومة أن تتخذها في الوقت الراهن هي تعبيد إحدى الطرقات، وهو ما من شأنه أن يتيح للمزارعين إمكانية جلب محاصيلهم وماشيتهم إلى الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شرق البلاد بغربها، والذي يبعد بحوالى 15 ميلاً إلى الجنوب من هنا. \r\n \r\n وقد سأل \"إيكنبيري\" الناس كثيراً بخصوص الطريق، مشيرا إلى إمكانية الاستعانة بقدر مالي من ميزانية القوات الأميركية بأفغانستان للمساعدة على بنائه. كما وصف، في الكلمة التي ألقاها أمام الجمهور الأفغاني، التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وقوات حلف \"الناتو\" ب\"الشركاء\" في الجهود الرامية إلى جلب الأمن والعدالة والتنمية إلى البلاد. \r\n \r\n \r\n \r\n باميلا كونستابل \r\n \r\n \r\n مراسلة \"الواشنطن بوست\" في ميهتار لام- أفغانستان \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n