\r\n قامت القوات الامريكية في العراق باعتقال الاف الاطفال. وقامت بانتزاع اعترافاتهم من خلال استخدام وسائل التعذيب المختلفة. ثم جرى تسليم اعداد كبيرة منهم الى العراقيين الذين يحتجزونهم بزنازين شديدة الازدحام, حيث تستمر المعاملة السيئة, والتجاوزات غير القانونية, ولا يتمكنون من رؤية اسرهم وليس لهم الحق بالخضوع لمحاكمة قانونية ولا يتجاوز البعض منهم التاسعة من العمر, يتعرضون للاغتصاب الجنسي وسط الاستخفاف العام بالاتفاقات الدولية. \r\n \r\n سوف يصار الى تحويل سجن ابو غريب سيىء السمعة والصيت لاجل التذكير بفظاعة النظام السابق. وذلك وفقا لما اعلنته حكومة بغداد. ولربما يخدم ذلك في التذكير بالاعمال الاجرامية التي مورست من قبل من اطاحوا بصدام, وما زالت الصور حاضرة في ذاكرتنا والفظاعات التي ارتكبت في عهد نظام صدام ليست كاملة التوثيق, سوى من خلال العثور على جثث الضحايا لكن الاعمال الاجرامية في العراق لم تتوقف عند ابو غريب: فعمليات الاغتصاب الجنسي وسوء المعاملة هي على جدول العمل اليومي داخل السجون. وغالبا ما يحضر الحراس الفتية الى غرف منعزلة ليقوموا باغتصابهم, ومن يروي قصص التجارب المرعبة هو عمر علي, ابن السادسة عشرة, الذي كان قد امضى ما يزيد على ثلاثة اعوام في سجن الاحداث بالكرخ, ويكشف عمر عن آثار التقرحات على جلده, الذي كان اصيب بها كما الاخرين نتيجة استلقائه ليالي كثيرة فوق فرشات رقيقة مبللة بالعرق. \r\n \r\n \r\n لقد نشرت صحيفة الغارديان اللندنية شهادة عمر, الذي شرح من خلالها ذلك الوضع المرعب السائد في سجن الاحداث, حيث يحتجز مئات الاطفال داخل الزنازين, بينهم عدد لا بأس به لا تتجاوز اعمارهم التسع سنوات. \r\n \r\n كانت درجة الحرارة قد وصلت في بغداد بالفترة الاخيرة الى 44م نهارا, 38 م ليلا, ولم تكن هناك مراوح تعمل في الغرف: فالكهرباء يتم التزود بها بوساطة مولد يصار الى تشغيله لمدة ساعتين - ثلاثة في المساء, ولمدة ساعتين مرة واحدة في الاسبوع بحيث يكون ذلك متزامنا مع زيارة الاهل والاقارب, ويقول عمر: »لدينا القناعة ان الحراس يقومون ببيع الوقود المخصص للمولد في السوق السوداء« في بلد يعوم فوق بحيرة من البترول. \r\n \r\n والناس يجبرون على اللجوء الى سوق السوداء من اجل شراء البنزين والمشتقات النفطية.. كل شيء ممكن. ليس هذا هو العمل المربح الذي يزاوله الحراس, فهم يعمدون الى زيادة معاشاتهم عبر احضار الهواتف الخلوية للمعتقلين لتمكينهم من الاتصال بالاهل, في مقابل قيام الوالدين باعادة شحن البطاقات بمبلغ يتراوح ما بين 10-20 دولارا. كما تنقص المياه في حي الكرخ. فنتيجة انقطاع التيار الكهربائي فان مياه الشرب لا تصل كذلك. \r\n \r\n وكما يقول, لا يستطيع السجناء الاستحمام الا مرة كل ثلاثة ايام, وينام هؤلاء السجناء داخل اربعة عنابر طول الواحد منها عشرة امتار بعرض خمسة, بحيث يتكدس 75 شابا بكل واحد منها, وسط اوضاع لا انسانية, تصل طاقة استيعاب السجن الى 250 مكانا, في حين يبلغ عدد المعتقلين 315 شخصا, مع ان الامر يتعلق بشباب محكومين, لكن المحاكم التي اصدرت الاحكام لم تحترم ابدا المعايير الدولية, وفي غياب الشهود الذين منعوا من الحضور. وكان محامو المكتب يتسلمون الملفات بنفس يوم اجراء المحاكمة. ولم يكن لديهم اية امكانية للتحدث الى المتهم. \r\n \r\n وتصدر الاحكام على اساس الاعترافات المنتزعة بالقوة, ومن اجل الحصول على تلك الاعترافات يلجأ الحراس الى ضرب وتعذيب الشباب اثناء الايام الاولى من الاحتجاز, لاجبارهم على التوقيع او اخذ البصمات الاصبعية على ورقة بيضاء, يصار بعدئذ الى تعبئتها بالتهم التي تروق للمدعين. وفي هذه الحالة كذلك غالبا ما يتعلق الامر بملاحظات »عقائدية« الشيعة في الحكومة ضد السنة, وتمثل شهادة عمر الدليل على ذلك: اعتقل قبل ثلاثة اعوام عندما كان في الثالثة عشرة الى جانب شقيقه الذي يكبره بعام واحد. حدث ذلك اثناء غارة نفذتها القوات الخاصة في الحي السني الذي يسكنه ثم اعتقل الاب بعد ذلك باسبوع وبات الثلاثة رهن الاعتقال. يسيطر الشيعة على وزارة الداخلية التي تستهدف الطائفة السنية. وبعد عمليات التطهير العرقي التي ادت الى فصل قسم لا بأس به من السنة عن الشيعة, تبعا للاغلبية المتواجدة في الحي, فقد اصبحت الحملات التأديبية مقصودة. في شهادة اخرى جمعتها الصحيفة البريطانية يتحدث رعد جمال, 17 عاما, عن عملية اقتحام القوات الامريكية لبيته في شهر حزيران الماضي بحي الدوره السكني في بغداد. اخبرت ام رعد الغارديان انه اثناء الغارة الامريكية قال احد الضباط الامريكيين لابنتي: قولي لاخيك ان يعترف بانتمائه الى تنظيم القاعدة. مما يجعلنا قادرين على ارساله الى معسكر بوكا (سجن امريكي في جنوب العراق بالقرب من البصره). والا فسوف نسلمه للعراقيين, الذين سيتولون تعذيبه«. \r\n \r\n اخذ رعد وصديق له الى احدى القواعد العسكرية الامريكية. ونقلا في اليوم الثاني الى الفرقة السابعة من الفليق الثاني للجيش العراقي. وكما يروي الفتى والصديق, فقد تم تعليقهما الى السقف بوساطة الحبال. وتعرضا للضرب بالاسلاك الكهربائية. ثم جرى استنطاقهما منفردين. وتم ارسال رعد الى سجن عراقي آخر. ويتحدث عن ذلك قائلا: »بقيت هناك لمدة ستة اشهر. لم اعترف بشيء لم اكن قد فعلته اصلا. لكنهم قاموا بتدوين شهادة مزورة. ويطالبونك على البصم باصبع الابهام. ورغم رفضي لذلك الا انهم ارغمون عليه«. \r\n \r\n ومن حسن الحظ, كان رعد قد مثل امام قاض صاحب ضمير, لم يأخذ باعترافاته. وقال اني بريء«. لكن توجب علي الاسباب الادارية الذهاب بوتشي. لغاية ما اطلق سراحي«. وبعد مرور بضعة اشهر خرج من السجن في شهر اذار الماضي. كما ان معتقل بوتشي شديد الازدحام كذلك: فعندما تمت زيارته من قبل وقد يمثل بعثة الاممالمتحدة العاملة في العراق (Unami), كان يستضيف ضعف طاقته الاستيعابية المفترضة المتمثلة في 200 سجين, بحيث كان الفتية مضطرين لاقتسام الاسرة, او ينظمون انفسهم في دوريات لاجل النوم. اما العمل التعسفي الاخر, فيتمثل بالاعتقال الاداري الذي تمارسه قوات الاحتلال حتى بالنسبة للقاصرين. وتبعا لقرار الاممالمتحدة رقم 1546 وملحقاته, فان الولاياتالمتحدةالامريكية مخولة باحتجاز عراقيين لاسباب امنية احترازية. لكن لا يسمح لها ذلك اعتقال اناس من غير تقديمهم للمحاكمة. ومن دون احترام حقوق الانسان, حسب ما ورد في اتفاقية جني, التي تقول بوجوب احضار المعتقلين امام قاضٍ لمحاكمتهم وفقا للاعراف الدولية. في حين نجد ان هناك الاف المعتقلين المحتجزين لمدة ستة اشهر من دون محاكمة. وهو ما يدخل تحت بند الاعتقال الاداري. \r\n \r\n من الاولى ان تكون هذه الحقوق مضمونة للقاصرين. فكانت الولاياتالمتحدة قد اقدمت منذ عام 2003 على اعتقال 2400 قاصر في العراق, بما في ذلك اطفال بالعاشرة من العمر. وتزايدت الاعتقالات بطريقة مضطردة عام 2007: حوالي 100 طفل في الشهر الواحد مقابل 25 في عام .2006 غالبيتهم متجزين بمعسكر كروبتّر في بغداد!. \r\n \r\n وجرى ارسال البعض الى معسكر بوكا بالبصرة. القاصرون مفصولون عن البالغين. لكن لا تتوفر العناية الخاصة للاصغر سنا. في بداية عام ,2007 كان فتى في السابعة عشرة قتل خنقا من قبل معتقل آخر. حدث ذلك في معسكر كروبيّر. لا يوجد اي فرق في التعامل بين البالغين والقاصرين المعتقلين لدى الامريكان. من الممكن استنطاقهم لايام او لاسابيع من قبل لجان عسكرية داخل المعسكرات قبل نقلهم الى مراكز الاعتقال. لا يحق لهؤلاء الاطفال توكيل محام. وتبعا لما اكد عليه احد الضباط الامريكان لمنظمة هيومان رايتس روتش. فلاحق لهم بالاستئناف كذلك. اضافة الى قلة اتصالهم باسرهم. \r\n \r\n وفقا لم صدر عن منظمة هيومان رايتس ووتش. فان متوسط مدة اعتقال الاطفال لدى الامريكان تزيد على 135 يوما. ومكث بعضهم في السجن لاكثر من عام من دون محاكمة. »ان الغالبية العظمى من المعتقلين الاطفال في العراق يمكثون لشهور عديدة تحت الحراسة الامريكية«. هذا ما تقوله الباحثة كلارينرا بينكومو, المهتمة بشؤون القاصرين في منطقة الشرق الاوسط لصالح هيومان رايتس ووتش. ثم تضيف: »من المفترض ان تضمن الولاياتالمتحدة المساعدة في توكيل محام, ومراجعة حالة الاعتقال من قبل منظمة محايدة«. في 12 ايار ,2008 كانت القوة متعددة الجنسيات قد افادت انها خفضت عدد المعتقلين الاطفال الى ,513 من دون تحديد مصير الاخرين. فاذا ما كان قد انتهى الامر بهم الى السجون العراقية, فانهم لا يتمتعون باوضاع افضل بكل تأكيد. فهم معرضون للتجاوزات الجسدية, كما تقول البعثة الاممية. ويأتي التأكيد على ذلك من الشهادة التي ادلى بها عمر.0 \r\n \r\n عن: المانيفيستو الايطالية \r\n