\r\n إن ترشيح زرداري لنفسه لمنصب الرئاسة لا يمكن ان يوصف بانه شيء يفيد السلام، لقد سبق له ان فشل في التمييز بين المصالح الحكومية ومصالحه الشخصية، كما انه اظهر لا مبالاة تجاه الاختلاط الحاصل بين السلطات، ان هذا الشخص يفتقر إلى ميزة القيادة ويفتقر للقوة والقدرة على مخاطبة الجماهير. \r\n \r\n هناك تقارير تنشر الآن من قبل أطباء سبق لهم ان اشرفوا على علاجه حيث يقولون انه كان يعاني من مشاكل نفسية وعقلية في العام الماضي، قد يكون الهدف من اعداد تلك التقارير حمايته من تهم الفساد التي وجهت له، وهذا يعني انه قادر على حكم باكستان، ولكن ماذا لو كانت تلك التقارير صحيحة؟ \r\n \r\n ذلك بين وبكل بساطة انه لا يصلح لحكم هذا البلد الهش ذي التركيبة المعقدة، ويدافع عنه انصاره قائلين انه قد تعافى بالكامل وهذا يعني انه كان فعلاً مريضاً، وبالتالي يكون قابلاً للانتكاسة مرة ثانية. \r\n \r\n يرفض زرداري اعادة القضاة المفصولين إلى وظائفهم التي فصلهم منها برويز مشرف، ويعود هذا الرفض لحسابات شخصية بسبب تخوفه من ان يطالب هؤلاء القضاة بإعادة النظر بالتهم التي وجهت له بالفساد، والتي برئ منها ضمن صفقته السياسية، الأكثر من ذلك ايضا ان مواقفه تتسم بالمراوغة حيث لم يوضح ما اذا كان سيعمل على إعادة التوازن بين السلطات مثل هذا الشيء لابد منه بعد ان عمل مشرف على تجميع الكثير من السلطات في يديه مما أخل بالتوازن بين مؤسسات الحكم واخطر السلطات التي اعطاها مشرف لنفسه هي الحق في حل البرلمان. \r\n \r\n زرداري زعيم «حزب الشعب» الذي يتمتع بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان كان احد المرشحين الثلاثة لمنصب الرئيس المرشحان الآخران هما سعيد الزمان صديق، وهو قاض سابق يدعمه نواز شريف الذي سبق له ان شغل مرتين منصب رئيس الوزراء وهو ايضا يتزعم «الرابطة الإسلامية». \r\n \r\n والمرشح الثاني هو مشاهد حسيني سيد ولا يوجد امامه أي فرصة للفوز كون صديقه الجنرال مشرف قد غادر السلطة. \r\n \r\n لم يكن انسحاب نواز شريف من الائتلاف الحاكم مفاجأة حيث فشل في الاتفاق مع زرداري على من سيشغل منصب الرئيس، كما لم يوافق زرداري على اعادة القضاة لمناصبهم كما يصر على ذلك نواز شريف.من يختار الرئيس في باكستان هو البرلمان بغرفتيه اضافة للمجالس المحلية وبالرغم من القوة التي يتمتع بها حزب الشعب الباكستاني الا ان نفوذه في الاقاليم الباكستانية الاخرى اقل بكثير مما هو في المدن.يمكن لحزب الشعب ان يفاخر من أجل كسب الأصوات بالقول انه يقود حكومة منتخبة لا تزال تمارس أعمالها وفق ما ينص عليه الدستور. \r\n \r\n ارتبط حزب الشعب بأسرة بوتو حيث اسس هذا الحزب ذو الفقار علي بوتو، والد بي نظير بوتو، ولكن الحزب يشكل صوتاً قوياً للفقراء، كما انه كان على الدوام في حالة صدام مع حزب الرابطة الإسلامية الذي يحتفظ على الدوام بعلاقات جيدة مع الجيش ومع رجال الأعمال في البنجاب. \r\n \r\n لا يمكن ان يصبح زرداري نداً لبوتو، فهذا الشخص لطخت سمعته بالفساد ويعرفه الباكستانيون باسم «السيد عشرة بالمائة» كناية عن العمولات التي كان يتقاضاها، إقدام مشرف على اصدار العفو عنه انقذه من المحاكمة بتهم الفساد، وهناك الكثيرون في باكستان الذين يعتقدون بانه مارس فعلاً الفساد. \r\n \r\n ما ظهر مؤخراً من تقارير طبية تشير إلى اصابته بامراض نفسية وعقلية خلال فترة وجوده في السجن امر يثير الخوف والقلق. \r\n \r\n هذه التقارير قصد منها اما اظهاره كشخص مريض امام محكمة أو انه فعلاً يعاني من امراض حقيقية وكل ما يقال عن شفائه التام امر مشكوك فيه.ان زرداري يقود حزباً كبيراً وسيلعب هذا الحزب دوراً مهماً في تحديد مستقبل باكستان اذا ما نعمت بالاستقرار، وبعد ان صار زرداري رئيسا فإنه يتوجب عليه ان يظهر احترامه للدستور، وان يعمل في نفس الوقت على تقليص صلاحيات الرئيس، واذا لم يفعل ذلك فإنه يستحق الاستنكار والفوضى التي ستكون بالتأكيد في انتظاره.