\r\n وأورتيجا كما يمكن أن تتذكروه كان قائدا لجبهة التحرير الوطني \" ساندينيستا \" التي استولت على السلطة بعد الإطاحة بأسرة \" سوموزا \" الحاكمة والتي دامت 40 عاما. وخدم أورتيجا وهو ثوري شاب جريء ألهب حماسة الليبراليين واليساريين حول العالم خدم كرئيس لنيكاراجوا في معظم الثمانينيات من القرن الماضي. وفقد السلطة في عام 1990، ولكن بعد 16 عاما في المعارضة، تم انتخابه رئيسا مرة أخرى في عام 2006. \r\n لسنوات - داخل وخارج الحكومة - كانت جبهة \" ساندينيستا \" إقطاعية أورتيجا الخاصة. ومعظم أعضاء الجبهة الآخرين الذين جذبوا اهتمام العالم في الثمانينيات من القرن الماضي قد اختلفوا وتخاصموا معه، ولكنه ظهر مسيطرا على آلية الحزب، واستغل السلطة مثل استغلال زعيم قديم في أميركا اللاتينية. \r\n وبالرغم من انزلاق أورتيجا الأخير إلى الحكم الفاشي، وبالرغم من فشله الواضح في مواجهة الاحتياجات الملحة لشعبه الفقير، إلا أن طابع وشعار جبهة \" ساندينيستا \" مازال يعطيه مسحة من الشهرة في بعض الدوائر. فاستهجانه وتنديده بالإمبريالية الأميركية ( والذي يصدر عنه حتى وهو يتعامل بسهولة مع الجيش الأميركي وصندوق النقد الدولي ) مازال يثلج صدورا كثيرة. \r\n وهذا قد تغير في الأيام الأخيرة. ففي الثاني والعشرين من شهر أغسطس الماضي، وفي عمل فظ من أعمال الانتقام السياسي، أعاد قاضٍ من \" ساندينيستا \" قضيةً قديمةً تم إغفالها وإسقاطها من ثلاث سنوات مضت ضد إرنستو كاردينال، الشاعر البالغ من العمر 83 عاما والذي يُعد واحدا من أكثر الشخصيات المحبوبة في نيكاراجوا.. فاحتج المثقفون من حول العالم، بمن فيهم كثيرون من الموالين ل\" ساندينيستا \"، احتجوا بغضب ضد ما يرونه محاولةً واضحةً من أورتيجا وأعضاء \" ساندينيستا \" لإذلال وعقاب كاردينال. \r\n وخلال أيام الحكم الثوري القاسية وحرب \" الكونترا \" في الثمانينيات من القرن الماضي، خدم كاردينال كوزير للثقافة في حكومة أورتيجا، وفعل الكثير لنشر مبادئ \" ساندينيستا \" حول العالم. والجرم الذي تتم معاقبته عليه الآن هو أنه خلال زيارة إلى باراجواي في الشهر الماضي، كان لديه الجرأة ليسمي أورتيجا ب\" اللص \" الذي يدير \" مملكة مؤلفة من عائلات قليلة متحالفة مع مصالح عائلة سوموزا القديمة\". \r\n كان كاردينال في بارجواي لحضور تنصيب رئيسها الجديد ذي الميول اليسارية، فيرناندو لوجو. وقد اُستقبل استقبالا رسميا حارا. وأُجبر أورتيجا - في المقابل - على إلغاء زيارته بعد أن قال دعاة حقوق المرأة في باراجواي إنهم سيستقبلونه بالتظاهرات والاحتجاجات إزاء اتهامات غير مؤكدة بأنه تعدى جنسيا على ابنة زوجته. \r\n وهذه العاصفة تستدعي إلى الذاكرة حلقة من حلقات أوائل السبعينيات من القرن الماضي جعلت كثيرا من اليساريين الأميركيين والأوربيين يعيدون التفكير في افتتانهم بفيدل كاسترو. فقد وضع كاسترو الشاعرَ الكوبي هيبرتو باديلا رهن الإقامة الجبرية كعقاب له على كتاباته، كما أخضعته الشرطة لاستجوابٍ قاسٍ. وأفضت معاملته السيئة إلى عريضة احتجاج شهيرة مُوقعة من شخصيات كانت قد عبرت في السابق عن إعجابها بكاسترو، بمن فيهم جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار وسوزان سونتاج. \r\n وفي الأسبوع الماضي، أصدر أكثر من 60 كاتبا من أميركا اللاتينية وشخصيات ثقافية أخرى عريضة احتجاج تصف خطوة القاضي ضد كاردينال ب \" غير القانونية تماما \". وسمته ب\" أحدث ضحية للملاحقة القانونية المنظمة التي يتم توجيهها ضد كل من يرفع صوته بالاحتجاج على نقص الشفافية والأسلوب الفاشي والسلوك عديم الضمير ونقص الأخلاقيات التي أظهرها دانيال أورتيجا منذ عودته إلى السلطة\". \r\n ووصف الكاتب الأوروجواني إدواردو جاليانو، وهو بطل لأجيالٍ من اليساريين في أميركا اللاتينية، وصف الإجراء ضد كاردينال بأنه عمل من أعمال \" نظام بائس \". وقال الفائز البرتغالي بجائزة نوبل جوزيه ساراماجو إنه إذا لم يعدل أورتيجا حكم المحكمة الصادر في الأسبوع الماضي، \" فإننا سنعرف أن جدارته الإنسانية والسياسية قد سقطت وصارت عدما \". وأضاف القول :\" مرة أخرى تتم خيانة ثورة من الداخل\". \r\n وفي القضية محل النزاع، رفع مواطن ألماني قضية ضد كاردينال على إهانته. وكل التهم تم إغفالها وإسقاطها في عام 2005. ولم يكن هناك تفسير للسبب في أن القضية تم إحياؤها فجأة من جديد، ولكن كما أشار الروائي سيرجيو راميرز، الذي كان نائبا للرئيس أورتيجا في الثمانينيات من القرن الماضي، أشار إلى أن:\" قضاة نيكاراجوا يعتمدون على إرادة دانيال أورتيجا\". \r\n وقد أُمر كاردينال بدفع غرامة قدرها أكثر من 1.000 دولار. ووصف كاردينال الحكم بأنه \" غير عادل وغير قانوني \" ويقول إنه سيذهب إلى السجن ولا يدفع الغرامة. \r\n وهذا قد لا يحدث، لأنه في ظل القانون في نيكارجوا، لا يمكن إرسال شخص أكبر من سن 80 سنة إلى السجن. ومع ذلك، فإن هذه الحلقة ربما أزالت آخر هالة من الود تحيط بجبهة \" ساندينيستا \". \r\n \r\n ستيفين كينزر \r\n كاتب صحفي ورئيس مكتب \" نيويورك تايمز \" في ماناجوا، ويحكي في كتابه الصادر في عام 1991 والمعنون \" دم الأشقاء: الحياة والحرب في نيكاراجوا \" تجربته الصحفية في نيكارجوا بوصفه رئيس مكتب نيويورك تايمز، وأحدث كتاب له هو \" ألف تل: ميلاد رواندا الجديد والرجل الذي حلم به\". \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \" - خاص ب\" الوطن \" \r\n \r\n