\r\n فقد أدى تسريح الجيش العراقي في مايو 2003 إلى ترك عشرات الالاف من الرجال المسلحين بدون رواتب او احتمالات الحصول على فرصة عمل. وقد ضمن ذلك بشكل عملي ظهور مقاومة سنية قوية. وقد كنت ضمن الحاضرين المستمعين في بغداد عندما قام بول بريمر المبعوث الخاص لبوش في العراق بالاعلان عن هذا القرار الخطير. وقد اذهلني هذا القرار انا وزملائي الذين لهم معرفة بالعراق. \r\n بعد الموجز الصحفي هرعت إلى ضاحية كان يقطنها كثير من ضباط الجيش. وكانت الرسالة منهم كلهم رسالة واحدة وهي\"انتم اسقطتم منشورات تخبرنا بعدم القتال ونحن اطعنا وهذه هي مكافأتنا. سوف نقاتلكم.\"وهذا هو ما حصل تماما. \r\n في هذا الاسبوع اجرت نيويورك تايمز تحقيقا في كيف تم اتخاذ هذا القرار المصيري. ويظهر التحقيق ان القرار تم اتخاذه بدون مشورة وزير الخارجية في ذلك الوقت كولن باول أو القائد الاميركي الاعلى في العراق في ذلك الوقت وهو الجنرال ديفيد ماكيرنان. وكلاهما ذكر انه كان سوف يرفض ذلك. \r\n يظهر تحقيق الصحيفة ان الرئيس هو الذي وقع على هذه القرار الخطير وان لم يكن واضحا في معناه. واظهرت مقابلاتي مع بريمر وولتر سلوكومب كبير مساعديه في هذه القضية انهم كانوا بعيدين عن الموضوع. \r\n وكان القادة الاميركيون بالاضافة الى جاي جارنر الحاكم الاميركي الاعلى الاول في العراق يخططون في الاصل في ان يتم استخدام الجيش في الحفاظ على الامن واعادة بناء البلد. وعلى الرغم ان الكثير من أفراد الجيش كانوا قد فروا من الجندية، الا ان الفكرة كانت في ان يتم استدعاء وحدات وتأهيلها. وتلك الوحدات التي كانت اكثر ولاء لصدام حسين كان سيتم نزع اسلحتها وتفكيكها. \r\n هذه الخطوة كان قد تم الموافقة عليها قبل الحرب مباشرة في اجتماع ترأسه الرئيس بوش.إذن من الذي غير الخطة؟ اخبرني بريمر في 2006 انه تقدم بالتوصية. غير أن \"هذا القرار تم اتخاذه بموافقة كاملة من وزارة الدفاع. بل ان النقاشات بدأت بين سلوكومب وبول وولفويتز(نائب وزير الدفاع) ودوجلاس فيث (وكيل وزارة الدفاع) حتى قبل ان نغادر\"إلى العراق. \r\n وتذكر الصحيفة ان بريمر ارسل مذكرة لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد في مطلع مايو 2003، ووافق عليها رامسفيلد. غير ان باول وماكيرنان يذكرون انهم لم يستشاروا ابدا في ذلك. \r\n اما بالنسبة للرئيس فقد وقع على المرسوم في 22 مايو خلال اتصال بالدائرة التلفزيونية مع بريمر. المهم انه كان قد وقع لتوه على خطة عكسية تماما؛ حسبما تذكر نيويورك تايمز ولم يثر بوش اي اسئلة. ورفض رامسفيلد التحاور معه. \r\n يعكس هذا التسرع في اتخاذ القرار في قضايا حاسمة الطريقة التي يتم بها التعاطي مع الحرب برمتها. فبوش لم يسأل ورامسفيلد لم يهتم. وتم تجاهل القادة العسكريين الاميركيين، واولئك الذين هم على دراية بالعراق تم استبعادهم. وهنا يكون لدينا القصة الكاملة للحرب. \r\n المزعج بشكل مساو هو مدى الضآلة التي كان يعرف بها بريمر وسلوكومب البلد الذي كانا مسئولين عن اعادة بنائه. تحاورت مع سلوكومب في قصر صدام في نوفمبر 2003 في الوقت الذي كان فيه قد بدا للتو تفجير السيارات المفخخة وكانت مقاومة وليدة تظهر. واستبعد بفظاظة فكرة ان الجيش كان يمكن أن يتم اعادة بنائه وطلب مني تغيير الموضوع. \r\n وابلغني ان القوة الاساسية في العراق لن تكون الجيش بل الشرطة وقال\"في مجتمع طبيعي الشرطة تنفذ القانون. والقضية الاساسية هي في تشكيل قوات شرطة.\" \r\n المهم ان العراق كان بشكل واضح ليس مجتمعا طبيعيا بل مجتمع يغوص في حالة من العنف غير المسيطر عليه. والمهم هو ان هذا العنف لم يكن يتم التعاطي معه من قبل الشرطة التي لا تحظى بتقدير كبير في المجتمع العراقي. وتخيل سلوكومب ان جيش عراقي صغير مع القوات الاميركية سوف يقضون على\"الارهابيين\" في المستقبل المنظور. وهذا التصور الخاطئ عن احتياجات العراق يلاحقنا حتى اليوم. \r\n وبدا بريمر واضحا بشكل مساو للعالم خارج المنطقة الخضراء. وسألت في 2006 لماذا لم يوفر على الاقل معاشات لضباط الجيش للتخفيف من غضبهم. وابلغني انه في ذلك الوقت لم يكن يعرف عدد الضباط المنخرطين ومن ثم فإنه لا يستطيع ان يعطي البنتاجون تقديرا بالكلفة. هل يمكن لهذا التفسير البيروقراطي ان يكون مسئولا في الحقيقة عن مثل هذا الخطأ الفادح؟ \r\n ومع ذلك فالخطأ واللوم الكامل على تسريح الجيش يقع على عاتق بريمر وسلوكومب. لقد عين البيت الابيض رامسفيلد ووزارة الدفاع(البنتاجون) في موقع المسئولية عن فترة ما بعد الحرب وتوقف تحويل المسئولية في مكتب الرئيس. \r\n كان بريمر وسلوكومب يعملان ما كانا يعتقدان ان هذا هو ما يريده رؤساؤهما. وندرك الان ان رؤساءهم كانوا واضحين بشكل اكبر من ان يسألوا ما الذي يعمله بريمر وسلوكومب. \r\n \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة التحرير في فيلادلفيا انكويرر. \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).