\r\n وكان الرئيس بيل كلينتون الذي كان متورطا في فضائح في السنوات الأخيرة من ولايته شغوفا بانقاذ تراثه كرجل دولة بدعوة الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين إلى كامب ديفيد في يوليو 2000 للتفاوض على اتفاق سلام تاريخي ينهي الصراع بين العرب واليهود. \r\n بيد انه لا نيكسون ولا كلينتون استطاعا تدفئة الجو السياسي في واشنطن. أما الرئيس جورج دبليو بوش من ناحيته فيبدو انه ادار ظهره للدروس المستقاة من سابقيه محققا نبوءة سانتايانا بأن الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم بتكراره. ولا يزال بوش يعاني تراجع شعبيته وليس ثمة أمل كبير في ان الصور التلفزيونية لجولته على مدار اسبوع في الشرق الأوسط ستنقذ تراثه. \r\n جولة بوش في الشرق الأوسط غلب عليها أكبر تخطيط جيوسياسي حتى الآن للمنطقة بعد ان تعطلت مسيرة الولاياتالمتحدة نحو الحرية بانتخابات حرة جاءت بحركات اسلامية راديكالية إلى السلطة في العراق وفلسطين، أي افتراض ان يشكل خطر القوة الصاعدة لإيران اجماعا استراتيجيا بين إسرائيل والانظمة العربية المعتدلة وبناء حافز لإسرائيل وفلسطين التي لا تزيد عن كونها محمية اميركية اوروبية في الغرب لصنع السلام. \r\n ومثلما تخيلت إدارة بوش من قبل تأسيس عراق حر ليكون نموذجا ديمقراطيا لباقي دول المنطقة، تقوم الاستراتيجية الحالية على اوهام، والانظمة العربية تقر بأن اطاحة الولاياتالمتحدة بصدام حسين وما تلاها من فوضى في العراق هو الذي ساعد في تحويل موازين القوى في الخليج نحو إيران وأن واشنطن تفتقد للوسائل لتغيير الوضع. تلك الحقيقة تفسر التحركات الأخيرة من جانب دول الخليج ومصر نحو انفراجة في العلاقات مع إيران أبرز علاماتها الزيارة المفاجئة لمستشار الأمن القومي الايراني علي لاريجاني لمصر وحضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القمة السنوية ال28 لدول مجلس التعاون الخليجي بالسعودية. \r\n في الوقت نفسه، فإن الحكمة السائدة في الشرق الأوسط هي ان الفجوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول القضايا الوجودية الأساسية (القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين العرب) لا يمكن عبورها في الوقت الراهن، وان اكثر ما تروج له إدارة بوش لإنعاش عملية السلام ليس اكثر من سلسلة صور تذكارية في انابوليس والقدس ورام الله. \r\n وإذا كانت جولات نيكسون وكلينتون في الشرق الأوسط لم تحسن من موقفهما السياسي في الداخل، إلا أنها قوبلت بترحاب في الشرق الأوسط تأييدا لجهودهما الدبلوماسية. فأما نيكسون فقد ساعد في التوسط لاتفاق وقف إطلاق للنار بين إسرائيل ومصر في حرب اكتوبر وانتزاع القاهرة من السوفيت إلى الحظيرة الأميركية. وأما كلينتون فقد بقي رمزا شعبيا في كل من إسرائيل والعالم العربي حيث لا يزالون يذكرونه بالوسيط النزيه لسلام الشرق الأوسط. \r\n أما بوش فقد حولته سياساته الفاشلة في الشرق الأوسط من العراق إلى لبنان إلى إسرائيل إلى فلسطين إلى اكثر الرموز الممقوتة في الشرق الأوسط وألقت بالهيبة الأميركية في العالمين العربي والاسلامي في الحضيض. في الواقع، ان نتائج سياسات بوش في الشرق الأوسط هي المسئولة إلى حد ما عن فقدان شعبيته لدى الأميركيين. \r\n وليس من المؤكد ما إذا كانت الشمس ستشرق ثانية يوما في القريب على بوش لا في الغرب الأوسط ولا في الشرق الأوسط. \r\n \r\n ليون هادار \r\n زميل باحث متخصص في دراسات السياسة الخارجية بمعهد كاتو ورئيس مكتب جيروزاليم بوست بالامم المتحدة \r\n خدمة ام سي تي - خاص ب(الوطن) \r\n