\r\n قبل اربع سنوات, صوت العرب والمسلمون الامريكيون بنسبة اثنين الي واحد لصالح جورج بوش معتقدين انه سوف يسلك نفس السبيل التي سلكها والده. اما اليوم, وتبعاً لمؤسسة زغبي لاستطلاعات الرأي العام, فانهم يتوجهون بنسبة عشرة الي واحد في الاتجاه السياسي المعاكس: اي انهم يرجحون كفة جون كيري علي بوش ولا ينطلق هذا الموقف فقط من امتعاض هذه الشريحة من قانون الوطنية الذي سنته ادارة بوش واعتبره العرب والمسلمون في امريكا اساسا لممارسة التمييز ضدهم. انما يزيد علي ذلك ان اغلبية هؤلاء الامريكيين الذين ينحدرون من اصول عربية ومسلمة يشجبون سياسة الدعم المطلق التي اتبعها بوش ازاء اسرائيل بما فيها دعمه للجدار الامني الذي اقامه اريئيل شارون والعزلة الدبلوماسية المفروضة علي ياسر عرفات. \r\n \r\n لا شك ان هذا التحول الحاد في موقف هذه الكتلة المتوسعة من الناخبين ستكون له آثار ملموسة علي النتائج الانتخابية ففي ولاية مشتيغان الامريكية, , علي سبيل المثال, يعيش حوالي نصف مليون امريكي عربي. وتبعاً للمعهد الامريكي العربي, فان غالبية هؤلاء قد تحولوا الي المعسكر المناويء لجورج بوش. ولهذا السبب يري الخبراء الانتخابيون ان ولاية مشتيغان باصواتها الانتخابية السبعة عشر »تميل لصالح كيري«. \r\n \r\n ولكن ماذا عن الكتلة الانتخابية الاخري ذات المصلحة الخاصة في انهاء الحرب التي تشن علي الاسرائيليين منذ رفض ياسر عرفات للعرض الذي توسط فيه الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون. \r\n \r\n من المنطقي ان نستنتج ان الناخبين الامريكيين من اليهود, الذين يختلفون عن مواطنيهم العرب والمسلمين في الاهداف, سوف يسعون بجدية الي دعم المرشح الذي يعتقد الكثير من الاسرائيليين انه افضل صديق لهم عرفه البيت الابيض. \r\n \r\n لكن هذا الاستنتاج مضلل الي حد ما, فقبل اربع سنوات, لم يتلق بوش الا 20 بالمئة من »الصوت اليهودي« وهي نسبة وسط بين الحد الادني من الاصوات اليهودية التي منحت للجمهوريين وهو 5 بالمئة في حالة غولدووتر والحد الاعلي من تلك الاصوات وهو 39 بالمئة في حالة ريغان. وفي حالة الانتخابات الحالية, فانا بوش لا يتوقع الحصول علي اكثر من ال 20 بالمئة من اصوات اليهود التي حصل عليها في المرة السابقة. \r\n \r\n فعلي الرغم من ان الرئيس الحالي قد دعم بشدة الاجراءات الدفاعية الاسرائيلية الحادة, وعلي الرغم من انه اعترض المرة تلو الاخري علي قرارات الاممالمتحدة في غير صالح اسرائيل او استخدم ضدها حق الفيتو, فان ثمانية من كل عشرة يهود امريكيين سوف يصوتون ضده. \r\n \r\n ولمن يسأل عن السبب وراء هذه المفارقة نقول ان الناخب اليهودي في امريكا قد اعتاد ان يصوت ضمن كتلة ومن اجل المحافظة علي تأييد هذه الكتلة التقليدي للديمقراطيين , عمل كيري علي تكرار جميع المواقف التي اتخذها بوش او اغلبها ازاء اسرائيل. فهو قد تبني نفس مواقف بوش بما فيها الموقف الذي يري ان العودة الي حدود الهدنة القديمة امر »غير واقعي«, ,والمحافظة علي القدس موحدة, والارتياح لعزل عرفات. وعلي الرغم من انه اخبر جمهوراً من العرب الامريكيين في بداية حملته الانتخابية ان الجدار الامني الذي »تشيده« اسرائيل هو »حاجز دون تحقيق السلام« الا ان كيري عاد وغير رأيه لكي يتلاءم مع موقف بوش المؤيد لخطة اريئيل شارون. \r\n \r\n بوسع كيري ان يحصي العشرات من المواقف المؤيدة لاسرائيل. لكن جوهر سياسته الخارجية القائمة علي التحالف مع فرنسا والمانيا وروسيا والاممالمتحدة من اجل محاربة الارهاب وفرض السلام يتطلب منه التماشي مع المطلب الاساسي لهذه الكيانات المتأثرة بالرأي العربي والتي تضغط بشدة علي اسرائيل من اجل تقديم التنازلات التي يقول كيري انه يعارضها فان لم يكن هناك ضغط من جانب كيري علي اسرائيل فلن يكون هناك تحالف عالمي اعظم من النوع الذي يسعي كيري لتحقيقه . \r\n \r\n فلماذا يصوت اغلب الناخبين اليهود لصالح كيري?. \r\n \r\n الجواب هو ان غالبية اليهود الامريكيين يصوتون لقضايا وليس لاشخاص ومن بين تلك القضايا العدالة الاجتماعية, والحريات المدنية, والانصاف الاقتصادي. وهم لا يضعون مصالح اسرائيل في موضع متقدم علي هذه القضايا, وقد ازداد هذا الموقف حدة عندما نشأ في اسرائيل الديمقراطية, كما في الولاياتالمتحدة, الشرخ الحاد بين الحمائم والصقور. \r\n \r\n ولكن الظرف الحالي الذي تقف فيه الغالبية العظمي من الاسرائيليين والامريكيين وراء قرار شارون بسحب سبعة الاف مستوطن من غزة وتعارض فيه اقلية من الاسرائيليين المتشددين دينياً التخلي عن انش واحد من الارض الموعودة, يجعل اسرائيل تحت ضغوط دولية كبيرة فهناك حاخامات يحثون الجنود علي عدم اطاعة الاوامر. ونسيج الدولة العبرية نفسه يتعرض للتمزيق ولهذا فان اسرائيل اليوم في حاجة الي حليف اكثر من حاجتها الي وسيط. \r\n \r\n لقد ردد كيري موخراً اصداء تأييد بوش لخطة شارون الجريئة في الانسحاب من غزة من طرف واحد. لكن بوش هو صاحب سجل السنوات الاربع من الوقوف الي جانب حق اسرائيل في الدفاع عن ذاتها, وبهذا كسب ثقة الاسرائيليين في وقت كانوا في اشد الحاجة الي حليف قوي قادر علي انجاح هذه الخطة والمساعدة في تحويل فلسطين الي دولة جارة مسالمة. \r\n \r\n يقلل اغلب الامريكيين من العرب والمسلمين من اهمية خطة شارون. لكن الخروج من غزة امر يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية معاً. لذا فان من المفيد لاصدقاء اسرائيل في الولاياتالمتحدة ان يقرروا, في هذه اللحظة السياسية الحاسمة- ان يقفوا الي جانب المرشح الاكثر ميلاً لتأمين السلام في الشرق الاوسط. \r\n \r\n عن »نيوزويك تايمس«