\r\n ويتدافع اللاعبون الاقليميون خصوصا من اجل اشراك ايران دبلوماسيا, في حين يقول محللون انهم حازوا في ذلك على الموافقة الضمنية للامريكيين. \r\n \r\n فقد بعثت مصر, حليفة الولاياتالمتحدة, والدولة العربية الوحيدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع ايران, مؤخرا وفدا رفيع المستوى الى طهران, ولاول مرة منذ الثورة الاسلامية هناك عام 1979 . وقالت روسيا, يوم الخميس الفائت, انها ستستأنف العمل في المفاعل النووي المدني الايراني. \r\n \r\n كما دُعي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من امير قطر, لمخاطبة \"مجلس التعاون الخليجي\", الذي عقد احدى جلساته الدورية اوائل شهر كانون الاول الجاري - ولاول مرة ايضا. واعلنت ايران, يوم الاربعاء الماضي, ان العربية السعودية وجهت الدعوة الى الرئيس احمدي نجاد لاداء فريضة الحج, وهي الدعوة الاولى من نوعها كذلك يتلقاها زعيم ايراني منذ ثورة عام 1979 . \r\n \r\n يقول عماد جاد, احد الخبراء في سياسات المنطقة لدى \"مركز الاهرام\", وهو بيت خبرة ذو صلة بالحكومة المصرية, \"لم تكن قطر تقوى على دعوة احمدي نجاد الى اجتماع مجلس التعاون الخليجي من دون تفاهم مع الولاياتالمتحدة. ولا اعتقد ان مصر ارسلت دبلوماسيا الى طهران من دون الحصول على ضوء اخضر من نوع ما كذلك, وكل ذلك يشكل جزءا من استراتيجية, وهي استراتيجية امريكية كما اظن, ترمي الى الابقاء على تجميد البرنامج النووي بينما تخلق اجواء ودية\". \r\n \r\n وتبدو الاستراتيجية التي يجري طبخها حاليا مشابهة لتلك التي احس صقور الولاياتالمتحدة انها رفضت قبل القرار الامريكي بغزو العراق, وكانت استراتيجية فرض عقوبات اقتصادية وعلاقات دبلوماسية محدودة, لكن بتهديدات صامتة لاستعمال القوة. \r\n \r\n ثم جاء مؤيدو الغزو وقالوا ان عراق صدام حسين كان يعمل على انتاج اسلحة الدمار الشامل, متحديا بذلك العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الاممالمتحدة, وان تلك الاجراءات لم تكن كافية, وفي حين تبين انه لا وجود لمثل هذه الاسلحة عند نظام صدام حسين, يقول محللون, من امثال عماد جاد, ان الغزو الامريكي للعراق كان حاسما في دفع ايران الى تغيير مسارها. فيقول عماد جاد: \"جاء قرار ايران في خريف عام 2003 .. بعد ستة اشهر على الاقل من احتلال العراق. اذا, فالقضية هنا ليست قضية عقوبات, بل قضية الاحتلال, فلو علمت ادارة بوش ان برنامج تطوير الاسلحة النووية الايرانية قد استؤنف, لتغيرت السياسة مرة اخرى\". \r\n \r\n وفي الحقيقة, وفي حين قد يكون هذا الدفء في العلاقات قد سُرّب الى \"هيئة التقييم الاستخباراتي القومي الامريكية\", فان المخاوف تظل قائمة, فالولاياتالمتحدة تضغط باتجاه فرض عقوبات اقتصادية اقسى - ويذكر هنا ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وصفت ايران, يوم الاربعاء الماضي \"بالخطرة\", في مقابلة لها مع الاسوشيتد برس - وتؤيدها في ذلك المانيا وفرنسا. فهذه البلدان وغيرها, خاصة جيران ايران من العرب, يزعجها الاختلاف البسيط بين البرهان على السعي النشط للحصول على السلاح النووي, وبين البرنامج النووي المدني, الذي يمكن ان يتحول الى الاتجاه العسكري في وقت قصير. \r\n \r\n في هذا الشأن, قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, يوم الخميس الفائت, انه \"بالرغم من العناصر الجديدة, فان الجميع على وعي تام بتوافر الارادة لدى الزعماء الايرانيين بالحصول على الاسلحة النووية\". مضيفا بانه يأمل ان يتم فرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران, قائلا:\" ولماذا ينبغي علينا رفض العقوبات.. فما الذي جعل ايران تتزحزح حتى الان غير العقوبات والصلابة في الموقف?\". \r\n \r\n وحتى بعض الصقور الامريكيين يقولون ان طريق العقوبات ما يزال الرهان الافضل. فقد كتب ديفيد فروم, المحرر السابق لخطابات الرئيس جوج بوش, والذي تنسب اليه صياغة مصطلح \"محور الشر\", في صحيفة \"ناشونال بوست\" الكندية, ان تقرير التقييم الاستخباراتي القومي \"حقيقة سياسية جوهرية ستجعل من المستحيل على ادارة بوش شن ضربة عسكرية على المرافق النووية الايرانية\". مضيفا انه \"ينبغي على الهدف الغربي ان يتمثل في دق اسفين بين النظام والسكان الساخطين - وبالاسلوب الذي اتبعته ادارة ريغان في عزل وتشويه سمعة الانظمة الشيوعية في دول اوروبا الشرقية في الثمانينيات. \r\n \r\n يقول دبلوماسي غربي في القاهرة, رفض نشر اسمه, ان خلق مساحة للاصلاحيين الايرانيين للمناورة, يعتبر احد الاسباب لمبادأتي مصر والعربية السعودية. وقال ان النية لهاتين المبادرتين تتمثل في الاظهار لايران فوائد التعاون حول الموضوع النووي, بينما تخلق ايضا بيئة لا يوسم فيها الاصلاحيون المحليون ادوات للدول والقوى الخارجية. واضاف هذا الدبلوماسي يقول \"اننا في هذه الحالة نكون في طريق اقل تهديدا دبلوماسيا لفترة معينة, ما دام احمدي نجاد لا يطلق تصريحات ملتهبة\". \r\n \r\n وقد وصفت وكالة الانباء الايرانية الحكومية لقاء نائب وزير الخارجية المصري حسين ضرار, مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي, بانه \"بنّاء\". ودعا احمدي نجاد بشدة الى التطبيع السريع للعلاقات. وابلغ الصحافيين بانه مستعد لزيارة مصر\". \r\n \r\n ومع هذا, فان آخر محاولة اقتربت فيها مصر وايران من استئناف العلاقات, قبل اربع سنوات تقريبا, قد باءت بالفشل. وكانت مصر قد آوت شاه ايران المخلوع, محمد رضا بهلوي, بعد ثورة عام ,1979 ولما اغتيل الرئيس المصري انور السادات, الذي سمح للشاه بالاقامة في مصر, وابرم معاهدة سلام مع اسرائيل, اطلقت الحكومة الايرانية اسم \"خالد اسطنبولي\" على طريق رئيسي في طهران, تكريما للذي قتل السادات, عام 1981 . وقد طلبت مصر اعادة تسمية هذا الطريق كشرط لاستئناف العلاقات. لكن احمدي نجاد, الذي كان, في حينه, عمدة طهران, لم يغيّر شيئا. \r\n