\r\n \r\n وكذا التقرير الذي نشرته صنداي تايمز بناء على مصدر استخباراتي قريب من بوش أن حوالي خمس قادة الجيش والبحرية الأميركية يفضلون تقديم استقالتهم عن الموافقة على القيام بهجوم متهور. \r\n وكذا الصحف الداخلية في الولاياتالمتحدة حيث يتنافس خبراء السياسة الخارجية ممن يأخذون خطا معاديا لبوش في رسم سيناريوهات حول كيفية دفع الولاياتالمتحدة نحو الحرب القادمة. فقد نشرت صحيفة نيوزويك عن هيلاري مان المسؤول في مجلس الأمن الوطني الأميركي السابق قوله إن صانعي السياسة الأميركية يسعون إلى استخدام قصارى قدراتهم لدفع الايرانيين لارتكاب فعل بحيث تجد الولاياتالمتحدة نفسها مجبرة على الرد والانتقام. \r\n كما نشرت ذا نيويوركر عن فلنت ليفيريت المساعد السابق في مجلس الأمن الوطني الأميركي ان الفكرة هي أن الايرانيين سيقومون عند نقطة معينة بالرد وعندئذ سيكون المجال مفتوحا أمام الإدارة الأميركية لمهاجمتهم. \r\n وفي شهادته أمام مجلس الشيوخ أشار زبيغينيو بريزينسكي المستشار السابق للأمن القومي انه من السيناريوهات الأكثر قبولا لاحتمال وقوع مواجهة عسكرية مع إيران أنها قد تثار عن طريق عمل إرهابي يلقى باللائمة عنه على إيران تندفع بعده أميركا بتهور إلى مستنقع أكثر اتساعا وعمقا. ويستدعي ذلك إلى الأذهان تشبيه الولاياتالمتحدة بألمانيا النازية عندما كانت تتأهب لشن حرب عدوانية ضد بولندا بناء على أمور مفتعلة والحقيقة أن الولاياتالمتحدة وحلفاءنا سيكونون هم ضحايا أي مواجهة مع ايران. \r\n ونتذكر تلك المشكلة التي أثيرت عندما احتجرت ايران 52 من أعضاء السفارة الاميركية عام 1979 ومنذ ذلك الحين واصل النظام الديني الحاكم شن حرب بالوكالة. فقد وقفت ايران وراء التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها السفارة والثكنات الأميركية في بيروت عام 1983 وأسفرت عن مقتل 258 من الأميركيين. كما قام الايرانيون باختطاف عدد كبير من الأميركيين في لبنان. وهناك شكوك بوقوف ايران وراء تفجيرات الخبر في السعودية التي أدت الى مقتل 19 أميركيا. وآخر الأمثلة الحديثة وقوف ايران وراء تقديم الأسلحة للميليشيات التي تمارس نشاطها في العراق ضد الأميركيين. وتشير الارقام الى أن الألغام الارضية من نوع إي إف بي الايرانية الصنع تسببت في مقتل 170 من أفراد القوات الاميركية في العراق. \r\n ويبدو أن المحاولات التي يبذلها البعض لنفي الأدلة التي تثبت تورط ايران في العراق هي أمر مثير للسخرية فقد عثرت القوات الأميركية في العراق على العديد من قذائف الهاون والصواريخ ومكونات قنابل عليها أرقام مسلسلة تخفي أصلها الايراني كما قامت القوات الاميركية باعتقال مسؤولين بارزين من قوات القدس التابعة للحرس الثوري الايراني وهي القوات المسؤولة عن تزويد الميليشيات العراقية بالذخيرة. بيد ان النقاد يتمسكون بموقف متشكك حول ما إذا كانت جميع تلك الأفعال قد تمت بموافقة القيادة الايرانية. \r\n نضع إلى جانب ذلك التهديدات التي يطلقها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ضد حليفتنا اسرائيل نجد ان الولاياتالمتحدة تجد مبررات كافية لشن الهجوم ضد ايران قبل أن تصل الاخيرة الى تملك سلاح نووي. بيد ان ذلك لا يعني بالضرورة أن الهجوم العسكري هو أفضل استراتيجية يمكن أن تقوم بها الإدارة الأميركية في الوقت الراهن. \r\n كما لا يوجد سبب قوي في الواقع للإعتقاد بأننا على وشك تنفيذ ذلك الهجوم. فمع استمرار تورط الولاياتالمتحدة في صراعين كبيرين نجد ان آخر ما تحتاجه إدارة بوش هو أن تزج بنفسها في صراع آخر. \r\n ومن جانبه يحاول بوش ان يزيد من قوة الضغوط على ايران للوصول الى تسوية دبلوماسية كي يتفادى المواجهة العسكرية. \r\n وفي جانب من تلك العملية كسبت الولاياتالمتحدة موافقة مجلس الأمن على فرض عقوبات ضد طهران كما أن واشنطن قامت باتخاذ خطوات أحادية الجانب لفرض عقوبات على الشبكات المالية الايرانية. وهناك أدلة تشير إلى أن مثل تلك الإجراءات تلحق الضرر بالقيادة الايرانية وكذا هناك من بين الأطراف الأساسية التي يقوم عليها النظام الحاكم في ايران من يشعر بعدم الارتياح عن خط السياسة الذي ينتهجه أحمدي نجاد. \r\n غير أنه كي تثبت فعاليتها وجدواها تحتاج سياسة القسر الى مكونات عسكرية وهذا هو السبب الذي دفع بالولاياتالمتحدة الى ارسال حاملة طائرات وقطع حربية أخرى الى منطقة الخليج وكذا القبض على بعض العملاء الايرانيين في العراق. \r\n فالايرانيون لن يقدموا أية تنازلات كبرى إلا إذا شعروا بالخوف من الولاياتالمتحدة. ومن ثم فمبغضي بوش هم في الواقع يقدمون له معروفا كبيرا بكل هذا الحديث الذي يتداولونه عن هجوم اميركي وشيك ضد ايران ، فكلما زاد انزعاج النظام الايراني كانت الفرص أفضل أمام إدارة بوش. \r\n ماكس بوت * \r\n باحث بارز في مجلس العلاقات الخارجية الاميركية \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص ب(الوطن)