\r\n \r\n \r\n \r\n وتندرج عمليات الترحيل القسري التي تطال لاجئين عاشوا في إيرانوباكستان قرابة ثلاثة عقود، في إطار اعتزام البلدين ترحيل جميع اللاجئين الأفغان في غضون بضع سنوات إلى بلادهم. وفي هذا الإطار، تقول إيران إنها تعتزم إرسال مليون أفغاني بحلول مارس المقبل. هذا في حين تخطط باكستان، حسب تقارير وسائل إعلام محلية، لاستعمال القوة والعقوبات الاقتصادية لإرغام آلاف الأفغان على مغادرة مخيمات اللجوء فوق أراضيها. \r\n وفي رد فعله الغاضب على عمليات الطرد التي دشنتها إيران، قام البرلمان الأفغاني بتنحية وزير الخارجية الأفغاني، \"رانجين دادفار سبانتا\"، بسبب إدارته السيئة للوضع. وتأتي إقالة \"سبانتا\" بعد قيام أعضاء البرلمان الأسبوع الماضي بتنحية وزير شؤون اللاجئين \"محمد أكبر أكبر\"، وهو ما ردت عليه إيران –حسب وكالة الصحافة الفرنسية- بالموافقة على إبطاء وتيرة عمليات الترحيل. \r\n وتثير هذه الأحداث قلقاً دولياً من أن تكون كل من إيرانوباكستان بصدد تسريع عمليات ترحيل الأفغان الموجودين على أراضيهما؛ حيث يرى عدد من المراقبين أن من شأن ذلك أن يشكل كارثة حقيقية بالنسبة للمنطقة نظراً لتصاعد أعمال العنف في أفغانستان إلى مستويات قياسية وبسبب محدودية الخدمات الأساسية. وفي هذا السياق، يقول \"بول فيشتاين\"، مدير \"وحدة البحث والتقييم\" بأفغانستان، وهي مؤسسة بحثية في كابول: \"مما لا شك فيه أن عودة أعداد كبيرة من الأفغان إلى بلادهم على حين غرة، وبخاصة إلى الجنوب، سيكون كارثيا\". \r\n بعد قرابة 30 عاماً على دخول الدبابات السوفييتية إلى أفغانستان، مازالت باكستان تأوي أزيد من مليوني لاجئ مسجل، بينما تأوي إيران أزيد من 900 ألف آخرين. وإضافة إلى ذلك، يعيش ما لا يقل عن مليون أفغاني آخرين في إيران كمهاجرين غير قانونيين. وبالنظر إلى تزايد الأعمال الإرهابية في إيرانوباكستان، ينحى كِلا البلدين باللائمة على الأفغان، ويُحملانهم مسؤولية العنف، وهو ما دفعهما إلى تكثيف جهود إعادتهم إلى وطنهم. \r\n وتقول الحكومة الإيرانية -حسب تقارير التلفزيون الإيراني- إن جميع المُرحَّلين هم من المهاجرين غير القانونيين، وإن الأفغان المسجلين يمكنهم البقاء. غير أن ذلك لم يبدد قلق الوكالات الدولية، إذ تقول \"فيفيان تان\"، المتحدثة الإقليمية باسم المفوضية السامية للاجئين التابعة للأم المتحدة متحدثة من طهران: \"إن إرسال كثير من الناس إلى وطنهم سيمثل عبئاً كبيراً على الحكومة... وذلك لأن قدرات أفغانستان الاستيعابية محدودة جداً\"، مضيفة \"إننا نعتقد أن ذلك ينبغي أن يتم بطريقة أكثر إنسانية\". هذا وتقول إيران إنها ترغب في أن يعود جميع الأفغان إلى بلادهم في نهاية المطاف، وإن لم تحدد جدولاً زمنياً لذلك. \r\n وتعد التطورات الأخيرة التي شهدتها باكستان مصدراً آخرا للقلق؛ حيث أفادت وكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء الماضي، نقلاً عن مصدر أمني محلي أن أربعة لاجئين أفغان قتلوا عندما داهمت فرقة من القوات شبه العسكرية الباكستانية مخيم \"جانغل بير أليزاي\" للاجئين في بلوشستان، من أجل ترحيل سكانه. ومما يجدر ذكره في هذا السياق أن السلطات قررت إغلاق أربعة مخيمات في باكستان، تضم نحو 230 ألف لاجئ بحلول عام 2009. \r\n ومن المفترض أن تكون لدى السكان إمكانية الاختيار بين العودة إلى بلادهم أو الانتقال إلى مخيمات أخرى تقول السلطات إنها مناسبة لاحتياجاتهم. غير أن الصحافة الباكستانية أفادت بأن أعضاء الحكومة الباكستانية بحثوا خلال اجتماع رفيع المستوى هذا الأسبوع إمكانية استعمال القوة لطرد سكان المخيمات. كما تم فرض عقوبات اقتصادية –ومن بينها حظر التأجير للأفغان- في بعض المناطق، وذلك من أجل حمل الأفغان على الانتقال إلى مناطق أخرى. وفي هذا السياق، يقول \"إيمل خان\"، من \"معهد سياسة التنمية المستديمة\"، وهو مؤسسة بحثية في إسلام أباد: \"الرسالة التي يراد إيصالها هي أننا سنغلق المخيمات، وعليكم أن تعودوا إلى بلدكم\". \r\n وحسب عدد من المراقبين، فإذا كان من شأن إغلاق المخيمات وترحيل اللاجئين الذين لا يتوفرون على الوثائق، أن يساعد في المدى القصير، فإنه من المرجح أن يثير مشاكل إقليمية. وفي هذا الإطار، يقول أيمل خان: \"ينتظر أن يكون ثمة نوع من المقاومة. والواقع أن الوضع في أفغانستان ليس جيداً حتى يعود اللاجئون إلى هناك\". \r\n وحسب تقرير المفوضية السامية للاجئين لشهر مايو 2007، فإن 82 في المئة من اللاجئين في باكستان لا يرغبون في العودة إلى بلادهم. ويعد نحو ثلاثة أرباع هؤلاء اللاجئين دون سن 28، كما أن نسبة مماثلة منهم تقريباً لا تتوفر على تعليم رسمي– وهي وصفة لا تجعلهم في منأى عن التطرف. وفي هذا الإطار، يقول \"فيشتاين\" في كابول: \"إنك ترحل أشخاصاً غاضبين، احتمالُ قيامِهم بعمل خطير كبيرٌ جداً\". \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في إسلام أباد \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n