\r\n القصة تتعلق بروسي اعتنق الاسلام وغير اسمه من انتون ستيباننكو إلى عبد الله. بدأ عبد الله سلوك الطريق الجديد الذي اختاره لنفسه الى ان اصبح إماما في بلده نياتكورسك الروسية. لكنه وكما يقول اصدقاؤه اعتقل في يناير 2006 ووجهت اليه تهمة الخطف والسرقة. \r\n \r\n تداعى كبار الشخصيات الاسلامية في انحاء روسيا كلها للدفاع عنه واستخدموا علاقاتهم مع كبار الرسميين ومنظمات حقوق الانسان من اجل خلق رأي عام قادر على ممارسة الضغط على الرئيس الروسي بوتين من اجل اطلاق سراحه. فجأة وفي الوقت الذي كان المسلمون يستعدون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف تغيرت حظوظ الامام عبد الله فاسقطت التهم الموجهة اليه واطلق سراحه. نظر المسلمون لعبد الله على انه مثال يحتذى به في الشجاعة والثبات على العقيدة وعاد عبدالله ليؤم المسلمين في بلدته في صلاة الجمعة. \r\n \r\n ان عملية اعتقال واطلاق سراح عبد الله تظهر امرين يمسان حياة المسلمين في روسيا. الامر الاول البراغماتية التي تتمتع بها الدولة التي تخلط ما بين الاستبداد والمرونة في علاقتها مع الاقليات الامر الثاني هو الظهور النشط للمسلمين في روسيا. ومع هذا الظهور يعتبر المسلمون هناك من الفئات المتصالحة مع الدولة وكل ما يسعى اليه المسلمون هو الحصول على حصة عادلة لهم من الحكم والنفوذ تتماشى مع ازدياد اعدادهم. \r\n \r\n ومهما كانت قضية عبدالله وابعادها فانه لم يكن لها صلة من اي نوع من الحرب الدائرة في الشيشان التي ينظر اليها الكثير من المسلمين خارج روسيا على انها العراك الاكبر القائم بين الدولة الروسية والاسلام. \r\n \r\n ليس من السهل وضع قضية الشيشان جانبا او تجاهلها او القفز فوقها بالنسبة للمسلمين في العالم الاسلامي فانهم يضعون الشيشان الى جانب فلسطين وكشمير والبوسنة كمكان يهاجم فيه الاسلام ان القمع الذي يمارس في الشيشان وما جاورها من مناطق هو حمل ثقيل ينوء تحته بوتين ويعكر صفو أي علاقات يحاول اقامتها مع البلدان الاسلامية. \r\n \r\n في روسيا نظرة مختلفة للاسلام فجميع المسلمين يقولون علانية انهم يريدون العيش بسلام تحت حكم الرئيس بوتين ولكنهم يختلفون في كيف يتم ذلك والى اي مدى. \r\n \r\n سبق للرئيس بوتين عندما زار ماليزيا في عام 2003 ان صرح بأن روسيا قوة اسلامية تأمل في ان تلعب دورا في شؤون المسلمين العالمية، قوة اسلامية يبدو الامر غريبا ولكن علينا ان نعلم انه يوجد في روسيا اعداد من المسلمين اكثر مما يوجد في اي دولة اوروبية اخرى ويتزايد عدد المسلمين فيها باطراد. اظهر تعداد السكان الذي اجري في عام 2002 ان عدد المسلمين في روسيا يصل الى 5‚14 مليون نسمة وهذا يشكل 10% من اجمالي السكان البالغ 145 مليون نسمة وفي عام 2005 صرح وزير الخارجية الروسي قائلا ان عدد المسلمين في بلاده يصل الى 20 مليون نسمة اما رافيل غني الدين رئيس مجلس الفتوى في روسيا فيقدر عددهم ب 23 مليونا بمن فيهم الآذريون والمهاجرون من آسيا الوسطى. \r\n \r\n عدد المسلمين في روسيا يتزايد في الوقت الذي تشهد روسيا تراجعا في تعداد سكانها العام. \r\n \r\n ويقول شامل ياقوت الدين امام أحدث مسجد اقيم في موسكو التي اصبح يوجد فيها الآن اربعة مساجد ان كلمة اقلية يجب ان لا تطلق على معتنقي الاديان وخاصة الدين الإسلامي الذي ظهر في روسيا قبل الديانة المسيحية بكثير. \r\n \r\n إلى جانب القوقاز هناك تجمعات للمسلمين في روسيا. الاول في موسكو وقد تضخم نتيجة لهجرة العمالة ويقدر عددهم هنا بحوالي مليوني نسمة التجمع الثاني يوجد في تترستان التي تشهد انبعاثا اسلاميا قويا تحت قيادة الرئيس شامييف . \r\n \r\n في مناطق عديدة من القوفاز فإن التحالفات القائمة بين الحكام المحليين وعلماء الدين دفعت الشباب للاغتراب عن الدين ولكن الوضع في تترستان يختلف بل ويحقق نجاحا ويتحرك إلى الإمام. \r\n \r\n يوجد لتترستان حصتها من المسلمين الذين يعانون من القهر، والاضطهاد وقد أعيد سبعة من المسلمين من غوانتانامو إلى روسيا وتعرضوا جميعا للتعذيب والاذلال كما تقول «هيومن رايتس ووتش» بعدها اعتقل اثنان منهم حيث ادينا بنسف انبوب لنقل الغاز في تترستان. \r\n \r\n في أوائل التسعينيات سمح للمسلمين بالذهاب لأداء مناسك الحج. كما سمح لهم ببناء المساجد مما جلب معه نفوذا خليجيا وتركيا وإيرانيا في تترستان. ارتبطت الراديكالية الدينية باقامة المدارس الدينية الاجنبية ومؤخرا أدين ستة اشخاص بالانتماء لحزب التحرير الإسلامي وهو حركة لا تتعاطى مع العنف وتدعو بشكل اساسي لاعادة الخلافة الإسلامية. \r\n \r\n وهذا الحزب محظور في روسيا كما هو حال الاخوان المسلمين الانبعاث الإسلامي في قازان عاصمة تترستان يجري بصورة سلمية فلأول مرة منذ احتلال «ايفان الرهيب» لهذا المكان في عام 1552، فإن قصر الحاكم يوجد به مسجد له مآذن كثيرة تطل على قباب احدى الكاتدرائيات الأرثوذكسية. ويحتفظ المسلمون بعلاقات جيدة مع المسيحيين. \r\n \r\n يقول عثمان اسحاقوف رئيس مجلس الافتاء في تترستان انه قبل 25 عاما كان هناك 20 مسجدا اما الآن فان هذا العدد يصل إلى 1300 مسجد، ويقول المفتي ان وضع المسلمين في روسيا افضل بكثير من وضع المسلمين في الكثير من الدول الغربية. هناك اماكن للصلاة ستخصص في جامعة الدولة في كازان حيث درس هناك شخصيات مرموقة منها تولستوي ولينين، بالرغم من ان المفتي لا ينكر ان بعض الملتحين يمكن ان يتعرضوا لبعض المضايقات الا ان زائرا اسلاميا لتترستان لاحظ ان هناك اعدادا متزايدة من النساء بدأن يرتدين الحجاب. \r\n \r\n ويستخدم رفائيل حكيموف وهو مستشار للسيد شامييف مصطلح الاسلام الاوروبي لوصف الانبعاث الاسلامي فيما يعتبر اقصى بلد اسلامي يقع في شمال غرب العالم. وقد صحب شامييف الرئيس بوتين في رحلته الشرق اوسطية واظهر بالتالي الوجه التقي والورع للمسلمين التتار وهو شيء يخدم التوجهات الدبلوماسية للكرملين في الشرق الأوسط. \r\n \r\n في اوساط المسلمين النشطين سياسيا في موسكو الذين عملوا من اجل اطلاق سراح ستياننكو فان المزاج هنا مختلف فهولاء المسلمون الموسكيون يستعرضون عضلاتهم من خلال توجيه الانتقادات للغرب وبمعدل اعلى من الانتقادات الروسية الرسمية. ويمتدح شاميل سلطانوف بوتين على وقوفه في وجه اميركا وخططها المثيرة للاستياء. \r\n \r\n مثل هذه الطروحات تلتقي مع طروحات القوميين الروس الذين ينظرون للاسلام على انه حليف ضد الغرب من هذا المنطق يمكن للمرء أن يدرك السبب الذي يدعو الكرملين للتساهل في تعامله مع المسلمين. \r\n