\r\n \r\n ولا يمكن تصديق أنه بعد مرور 4 سنوات على الغزو الأميركي للعراق، لا يزال تشيني يحاول إقناع الشعب الأميركي بأن نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان على علاقة بتنظيم القاعدة وأن وجود الزرقاوي هناك كان دليلاً على هذه العلاقة. \r\n وبينما لم يصرح تشيني بشكل مباشر أنه كان هناك علاقة بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي السابق، فقد كان غرضه الواضح هو نقل رؤية ضبابية عن تنظيم القاعدة، الجهة الأساسية المسئولة عن هجمات 11 سبتمبر، والديكتاتور العراقي الراحل صدام حسين بهدف تبرير قرار شن الحرب على العراق. \r\n والمشكلة ببساطة هي أن هذه الفرضية لم تدعمها حقائق الأجهزة الإستخباراتية الأميركية، وأن كل فرد في العالم يعترف بعدم وجود علاقة بين تنظيم القاعدة ونظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيما عدا ديك تشيني. وعلى سبيل المثال، توصل تقرير صدر عن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي في شهر سبتمبر الماضي إلى أن صدام حسين كان لا يثق في تنظيم القاعدة وكان يرى في الجماعات الإسلامية المتشددة تهديداً لنظامه، وأنه رفض كل الطلبات التي تقدم بها تنظيم القاعدة للحصول على دعم عملياتي منه\". وأفاد تقرير صدر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل ذلك بعام في شهر أكتوبر عام 2005 أن النظام العراقي السابق كان لا يمتلك أي علاقة بتنظيم القاعدة، وكان لا يهتم إطلاقاً بالزرقاوي وأتباعه\". \r\n وذكر تقرير اللجنة الإستخباراتية بمجلس الشيوخ أن جهاز الإستخبارات العراقي حاول بالفعل القبض على الزرقاوي الذي كان مختبئاً في بغداد باسم مستعار. فهل يغفل تشيني عن قصد ما ذكرته كل أجهزة الإستخبارات الأميركية؟ أم هل بإمكانه الوصول إلى معلومات ليس بإمكاننا الوصول إليها؟ وإذا كان الأمر كذلك، يتعين عليه أن يبرهن على صحة كلامه ويقدم هذه المعلومات للشعب الأميركي. \r\n ويمتلك تشيني نمطا واضحا وموثقا يعتمد على تهويل وتزييف الحقائق المتعلقة بالعراق. فقد واصل، على سبيل المثال، زعمه بأن محمد عطا، أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر كان قد التقى بعميل عراقي في العاصمة التشيكية براغ، بعد وقت طويل من نفي أجهزة الاستخبارات الأميركية لهذه المزاعم. وكان هدفه الواضح مرة أخرى هو الربط بين نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهجمات 11 سبتمبر، حتى وإن كان بقية العالم قد توصل إلى عدم وجود أي علاقة بين نظام صدام وتنظيم القاعدة. \r\n وكان تشيني قد قدم العديد من البيانات الغريبة من قبل، وهو ما أدى إلى توقف أفراد الشعب الأميركي عن تصديق كلمات الرجل الذي وعد قبل الغزو الأميركي للعراق بأن أفراد الشعب العراقي سوف يرحبون بالقوات الأميركية ويستقبلونهم استقبال \"المحررين\"، وعاد ليطمئننا بعد سنتين تقريباً بأن حركات المقاومة العراقية المسلحة كانت في رمقها الأخير\". ولكن تعليقات تشيني أدت باستمرار إلى تراجع مصداقيتنا في المجتمع الدولي، وقد تضررت هذه المصداقية بشكل كبير بفعل غزونا المتسرع للعراق دون الحصول على تفويض دولي. وإذا كنا سنواجه خلال الشهور المقبلة أزمة تتعلق بالبرامج النووية الإيرانية وحاجتنا للحصول على دعم المجتمع الدولي، فقد نجد حماسة دولية محدودة في تصديق الإدارة الأميركية التي تزيف الحقائق. \r\n وبكل المقاييس، فإن تشيني يعد واحدا من أكثر من شغل منصب نائب الرئيس نفوذاً في التاريخ الأميركي، إذا عرفّنا النفوذ على أنه التأثير على السياسة الخارجية. ونحن في حاجة إلى طرح السؤال التالي على أنفسنا: ما معنى افتقاد كلمات نائب الرئيس للمصداقية، مع استمرار تمتعه بنفوذ ضخم؟ \r\n \r\n كارل ليفين \r\n سيناتور ديمقراطي، رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ. \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز خاص ب(الوطن)