والكشف عنها الأسبوع الماضي يفجر فجوة كبيرة اخرى في ادعاءات بوش انه كان يعمل وفق افضل وكالات استخبارت متاحة عندما كان يجهز لغزو العراق كوسيلة لصد هجوم القاعدة الارهابي باستخدام اسلحة الدمار الشامل. وهذا التقرير اطاح بمصداقية المسؤول الأول الذي اعتمدت عليه الادارة في تقديم معلومات عن شبكة القاعدة لبحث ادعائها بوجود تحالف بين صدام حسين واسامة بن لادن. وقد انتشرت هذه الأنباء داخل الادارة الأميركية قبل ثمانية اشهر من استخدام بوش اكاذيب السجناء للترويج لغزو العراق لأننا\" تعلمنا ان العراق قد دربت اعضاء القاعدة على صناعة القنابل والسموم والغازات\". وكان كبير المدربين العسكريين في تنظيم القاعدة ابن الشيخ الليبي ,وهو ليبي الجنسية والذي أُسر في باكستان عام 2001 \"كان يضلل من يستجوبونه عن عمد\", وذلك طبقا للتقرير الذي اصدرته وكالة الاستخبارات الدفاعية في احدى فقرتين تم الكشف عنهما مؤخرا بناء على طلب السناتور كارل ليفين ,ولاية ميتشغين ونشره مكتبه في نهاية الأسبوع. كما ذكر التقرير :\"كان ابن الشيخ يخضع للاستجواب لعدة اسابيع وربما انه كان يصف سيناريوهات للمستجوبين كان يعلم انها ستهمهم كثيرا\". لقد كان محقا في ذلك. حيث ان كبار الشخصيات في الادارة كانوا في غاية الاهتمام بهذه الادعاءات التي كان ينشرها الليبي رغم انها كانت غير منطقية ,كما ان تفوق الاستخبارات التي جُمعت في هذا الصدد حول امكانية التعاون بين عدوين للولايات المتحدة كانا مناقضين تماما لبعضهما البعض. تمكن تنظيم القاعدة من انشاء شبكة له في العراق عقب قيام الولاياتالمتحدة بالاطاحة بصدام مباشرة وليس قبل ذلك. واشارت وكالة الاستخبارات الدفاعية :\"ان نظام صدام هو نظام علماني بحت ويخشى من الحركات الاسلامية الثورية مثل تنظيم القاعدة\".واستخدم بوش قصة هذا المخبر المطولة التي لاتتسم بأي مصداقية في كلمته الشهيرة التي القاها في 7 اكتوبر عام 2002, قبل تصويت مجلس الشيوخ على تفويض استخدام القوة في العراق وخلال كلمتين اخرتين في شهر فبراير, قبيل الغزو مباشرة. وخلال الاستعداد للحرب, حاول وزير الخارجية الأميركي كولن باول الترويج لنفس الفكرة امام الأممالمتحدة, بينما كرر نفس الفكرة بلا تردد كل من نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الأمن القومي انذاك, كوندوليزا رايس والناطق باسم البيت الأبيض اري فليتشر ونائب وزير الدفاع دوغلاس فيث. نجح الخداع وصدق الأميركيون الأكذوبة بأن صدام كان على علاقة بمنفذي هجمات 11 سبتمبر.حتى مدير المخابرات المركزية جورج تينت وقع في نفس الشرك, متجاهلا معارضة وكالته بأن الليبي لم يكن في مكانة تمكنه من معرفة ما ذكر انه على علم به. في الواقع, ان الليبي, طبقا لوكالة الاستخبارات الدفاعية, لم يتمكن من ذكر اسماء اي عراقيين متورطين , أو اي مواد كيماوية أو بيولوجية استخدمت أو المكان الذي تم فيه التدريب. في يناير عام 2004, انكر السجين قصته, وفي الشهر الثاني سحبت المخابرات المركزية كل التقارير الاستخباراتية المعتمدة على هذه المعلومات الخاطئة. وشيئا فشيئا, تبين كذب ادعاءات بوش واستخباراته التي كشفت عن اكذوبة جديدة تتعلق بشراء العراق اليورانيوم من النيجر, وكذلك انابيب الألومنيوم لمعالجة اليورانيوم , ولقاء براغ مع محمد عطا, والعميل العراقي الذي كشف النقاب عنه والذي كان يلقب ب\"كيرف بول\" واحمد الجلبي الذي انقلب على الادارة الأميركية بعدما كانت اكاذيبه من اهم اسباب حرب العراق. ولابد ان نتذكر انه بينما كان بوش يقوم مع عصابته بتخويفنا وارهاب عقولنا حول الادعاءات بوجود تحالف بين العراق وتنظيم القاعدة , كان مفتشو الأسلحة التابعين للأمم المتحدة موجودين على ارض العراق. كما توعد مفتشا الأسلحة هانز بليكس ومحمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل عام 2005 بأنهما يستطيعان انهاء تفتيش العراق كلها اذا تم اعطاؤهم مزيدا من الوقت. ولكن بدلا من ذلك, تم اجلاؤهم الى خارج العراق عن طريق الغزو الذي قال عنه الرئيس انه كان امرا لابد منه لوقف التهديد الذي يمثله العراق. استغل بوش الرعب العالمي الذي تنامى عقب احداث 9/11 لتبرير غزو العراق. وتكررت ادعاءاته الصارخة مرار وتكرارا قبل وبعدما جر الدولة كلها الى حرب غير ضرورية ولم يكن هناك اي دليل قاطع على اسبابها. \r\n روبرت شير \r\n كاتب عمود اسبوعي بصحيفة لوس انجلوس تايمز \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز خاص بالوطن