ويؤكد الكشف عن هذه المعلومات المخاطر التي تواجه وكالة الاستخبارات المركزية ومرشديها، في وقت تتعرض فيه الولاياتالمتحدة لضغوط للحصول على معلومات استخبارية افضل، حول ايران، ولا سيما نشاطتها النووية. وقد اشارت ادارة بوش الى ان منع ايران من الحصول على اسلحة نووية هو اولوية الولاية الثانية للرئيس بوش. \r\n وتعتبر ايران، مثل العراق قبل الغزو الاميركي في 2003، منطقة «محرمة» على الاستخبارات الاميركية، أي انه ليس لوكالة الاستخبارات المركزية محطة رسمية في ايران، وتعتمد بصفة اساسية على تجنيد مصادر خارج حدود الجمهورية الاسلامية. \r\n وقد كشف عن تفاصيل هذا الاخفاق، للمرة الاولى، ريتشارد بيرل مستشار وزارة الدفاع الاميركية في 2 فبراير (شباط) في شهادته امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. وخلال جلسة استماع بخصوص التهديدات الأمنية، انتقد بيرل قدرات الاستخبارات الاميركية، واشار الى القضاء على المصادر الاميركية في ايران كنموذج للفشل الذي تعرضت له عمليات التجسس في الشرق الاوسط. \r\n وأشار بيرل الى «الاخفاقات الرهيبة التي تعرضنا اليها في ايران قبل سنوات، عندما مارسنا ضغطا، في تصرف غير معقول وطائش، على العملاء في ايران، لتقديم تقارير اكثر ولم نقدم لهم وسائل الاتصال المحسنة». \r\n وعندما زادت مصادر وكالة الاستخبارات المركزية عملياتها «لاحظت السلطات الاستخبارية الايرانية بسرعة زيادة الاتصالات، وكما فهمت، تم القضاء على شبكتنا كلها تقريبا» وأكد مسؤولون سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية على معرفة بالموضوع، بعض جوانب رواية بيرل وقدموا المزيد من التفاصيل، ولكنهم قالوا ان الواقعة حدثت في نهاية الثمانينات واوائل التسعينات، وليس «قبل سنوات»، كما اشار بيرل، وانه لم يكن من الواضح عما اذا كان تم الكشف عن المعلومات بسبب ضغوط من الوكالة للحصول على مزيد من التقارير. \r\n ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على القضية، الا ان مسؤولا في قطاع الاستخبارات رفض انتقادات بيرل لسجل الوكالة، وقال ان معلوماته قديمة وغير دقيقة. واضاف المسؤول الذي طلب عدم الاشارة لاسمه، ان «اساليب الاستخبارات تتطور باستمرار. ومحاولة استخدام معلومات من الماضي للتوصل لتأكيدات بخصوص الحاضر هو في هذه الحالة امر غير حكيم». \r\n وطبقا لمسؤول سابق في وكالة الاستخبارات خدم في الشرق الاوسط في ذلك الوقت. فإن المرشدين الايرانيين كانوا جزءا من شبكة من الجواسيس يديرها ضباط الوكالة من محطة الوكالة في فرانكفورت بألمانيا. \r\n وكان الجواسيس الايرانيون يتصلون مع الوكالة «عبر كتابات سرية»، في اشارة الى رسائل مطبوعة بحبر سري على ظهر رسائل مرسلة من ايران. وكان الجواسيس يتلقون رسائل بنفس الطريقة من ضابط في الوكالة في فرانكفورت. \r\n وليس من الواضح، ما الذي اثار شكوك الحكومة الايرانية، غير ان المسؤول الاستخباري السابق اوضح ان الرسائل كانت ترسل لعدد محدود من العناوين في المانيا». \r\n وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الاشارة الى اسمه «فور القبض على عميل واحد والحصول على الرسائل التي وصلت اليه وعرفوا الى اين يبعث الرسائل، تمكنوا من تحديد هوية الاشخاص الذين تنطبق عليهم نفس الاسلوب». \r\n وقد تم الكشف عن حوالي 50 جاسوسا ايرانيا. ومن بينهم بعض العسكريين، وكانوا يقدمون معلومات حول عدد كبير من الانشطة. \r\n وقد تم حل عملية ايران في فرانكفورت في منتصف التسعينات، ونقل بعض نشاطاتها الى لوس انجليس، حيث لا تزال الوكالة تحاول الاستفادة من الجالية الايرانية الكبيرة في جنوب كاليفورنيا بإعداد مصادر من بين الذين يسافرون لايران او الذين لديهم اقارب هناك. \r\n ومن المعروف ان بيرل الذي كان مساعدا لوزير الدفع في عهد ريغان ومستشارا للبنتاغون ودافع عن غزو العراق، من نقاد وكالة الاستخبارات المركزية. وقال انه ذكر العملية الايرانية للكشف عن كيفية معاناة الوكالة في ايران. ويعيد اكتشاف ايران لعملاء وكالة الاستخبارات المركزية الى الاذهان، الكشف عن عملاء الولاياتالمتحدة في العراق قبل عقد من الزمان. حيث يعتقد ان صدام اعدم مئات من عملاء الولاياتالمتحدة والمتعاطفين معها، بعد الكشف عن خطة انقلاب لوكالة الاستخبارات المركزية في منتصف التسعينات. \r\n * خدمة «لوس انجليس تايمز» (خاص ب «الشرق الأوسط»)