\r\n هذا وان كان غيتس كان محقا عندما قال: بشكل صريح لا توجد افكار جديدة بشأن العراق. فالابقاء على المسار خيار خاسر والانسحاب السريع يمكن ان ينتج فوضى اقليمية والولاياتالمتحدة يتقلص نفوذها على الزعماء السياسيين العراقيين. \r\n ثم تأتي مقترحات لجنة بيكر التي يمكن ان تكون مفيدة حال اذا صغى لبعض منها الرئيس بوش. حيث انها يمكن ان توفر غطاء سياسيا غير حزبي لانسحاب غالبية القوات الاميركية بحلول 2008 حتى لو اعلن الرئيس ان ذلك ما لا يريده. \r\n ومع ذلك فان افضل افكار التقرير يعيقها وصولها المتأخر. ومن ثم فها هو مرشد لتقييم الفائدة من التوصيات الرئيسية للتقرير. وهو ان هذا التقرير يحاول مساعدة البيت الابيض على ايجاد سبيل بعيد عن الالغاز المستحيلة. حيث لا تبدو القوات الاميركية ولا القوات العراقية قادرة على وقف العنف في العراق الذي يتسع من مقاومة سنية الى حرب اهلية سنية شيعية. والجيش الاميركي منتشر على اقصاه ولا يوجد هناك مزيد من القوات الاميركية التي يمكن ارسالها الى العراق. \r\n غير ان القوات الاميركية لا تستطيع ان تستمر منتشرة في العراق الا ان يقف العراقيون على ارجلهم لان القوات العراقية منقسمة طائفيا شأنها في ذلك شأن حال بلدها. واذا خرج الاميركيون الان فان اغلب الخبراء العراقيين يعتقدون ان القوات العراقية يمكن ان تنخرط في حرب اهلية موسعة يمكن ان تمتد الى الجيران الاقليميين. \r\n ان مجموعة بيكر تحاول عمل المستحيل من خلال اقتراح تغيير مظهر القوات الاميركية بوصفهم مدربين للقوات العراقية على امل ان ذلك من شأنه ان يمكن العراقيين من تحسين جودة ادائهم القتالية. ويحظى هذا الاقتراح بتأييد واسع في الجيش وفي وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون). ومن المحتمل ان يؤيده بوش ايضا. \r\n هناك الان نحو 4 آلاف من هؤلاء المدربين في العراق لكن هذا البرنامج يعيقه نقص المدربين الاميركيين المؤهلين والذين يجب سحبهم من الوحدات القتالية وكذلك نقص المترجمين. فمع حوالي 10 مدربين فقط لكل كتيبة من 800 فرد فان الضباط الاميركيين عادة ما يكونون ملتصقين بمقر الكتيبة. \r\n ان الجيش الاميركي يتحرك بالفعل لتغيير الوضع حيث انشأ برنامج تدريب في كنساس برئاسة جون ناغل المحارب القديم ومحل التقدير في عاصفة الصحراء وحرب العراق الحالية. ويكمن الامل في انه مع مطلع العام المقبل فان اكثر من 2000 من الضباط الكبار سوف يتم تدريبهم في كل شهرين ليكونوا مدربين للقوات العراقية ومن شأن ذلك ان يخرج مزيد من الاميركيين من العمليات القتالية. \r\n وناغل خبير في التصدي للمقاومة وكيف يمكن ان تتكيف الجيوش مع الظروف المتغيرة في الصراعات التي تدخلها دون استعداد مناسب. وكتابه (كيف يمكنك ان تتناول الحساء بالسكين) يلقي نظرة في لماذا نجح البريطانيون في شبه جزيرة الملايا بجنوب غرب آسيا بينما فشلت الولاياتالمتحدة في فيتنام. وفي الواقع فان اخر مرة تم فيها استخدام مستشارين اميركيين بقوة كانت في فيتنام في اطار برنامج (الفيتنمة) للرئيس نيكسون وعندها تضاءل التأييد السياسي لحرب فيتنام وكان انسحاب القوات الاميركية في الطريق. \r\n ويواجه برنامج التدريب العسكري عقبات اصعب في العراق حيث تواجه القوات ليس عناصر المقاومة فحسب بل حرب اهلية ايضا. وامل البنتاغون هو ان يستطيع المدربون الاميركيون ابقاء القوات العراقية بعيدا عن الانخراط في القتال الطائفي والتركيز على استعادة النظام. ومع ذلك فيعتمد هذا الامل بشكل كبير على قوات خارج نطاق السيطرة الاميركية. \r\n لو كان لدى العراق حكومة قوية ذات جيش موال لها لكانت فرص بقاء قوات امنها متحدة اكبر. غير ان حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ضعيفة ورهينة في يد قوى شيعية متشددة. \r\n لا يمكن لاي جهود اميركية من اجل الضغط على المالكي ان تجعله قويا. حيث ان ضعفه ينبع ليس فقط من شخصيته بل من الطبيعة المتمزقة للمجتمع العراقي ومن الدستور الجديد للعراق الذي يترك رئيس الوزراء بلا صلاحية تقريبا. وهذا يجعل من الصعب اقامة جيش عراقي متماسك حتى مع وجود مستشارين اميركريين الى جانبه. \r\n التوصية الثانية المهمة للجنة بيكر والتي يمكن ان يرفضها بوش ترمي الى التعاطي مع هذه المشكلة. حيث تدعو الى مؤتمر دولي يمكن فيه ان يحض جيران العراق الشيعة والسنة بما في ذلك ايران وسوريا والمملكة العربية السعودية شركائهم العراقيين في الطائفة الدينية صوب المصالحة. وان كان من غير الواضح الان ان هؤلاء الجيران يستطيعون وقف انزلاق العراق الى حرب اهلية شاملة. \r\n كل من هاتين الفكرتين التدريب العسكري والمؤتمر الدولي جديرتان بالمحاولة. لكن بعد اربع سنوات من سقوط بغداد فان هذه المحاولات ربما لا تكون قادرة على التعويض عن اخطاء الماضي. \r\n * كاتبة عمود وعضو هيئة تحرير فيلاديلفيا انكويرر \r\n * خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن). \r\n \r\n