\r\n فرض المتمردون سيطرتهم على عشرات المدن والبلدات وخاصة في منطقة المثلث السني وهذه السيطرة في توسع حيث بدأت تمتد الى مناطق جديدة وبدأ المقاتلون العراقيون الان باستخدام اسلحة متطورة وشن هجمات احترافية بها الكثير من المهارات القتالية على القوات الاميركية والقوات المتحالفة‚ \r\n \r\n ويقدر ان عدد الهجمات التي يشنها المقاتلون العراقيون تصل يوميا بالمتوسط الى 50 هجوما‚ \r\n \r\n يصل عدد المتمردين حسب تقديرات البنتاغون الى حوالي خمسة الاف مقاتل بينما تشير التقديرات ا لمستقلة الى ان عددهم تجاوز العشرين الف مقاتل وهم في ازدياد مستمر‚ \r\n \r\n ان عدد الوفيات في صفوف القوات الاميركية في ازدياد وتصاعد بعد تسليم السلطة للحكومة العراقية المؤقتة في 28 يونيو وليس العكس كما توقع البعض‚ \r\n \r\n وبالرغم من هذه التطورات المقلقة فان ادارة بوش لا تزال تضع قناعا من التفاؤل على وجهها بالنسبة للاوضاع المتدهورة هناك‚ \r\n \r\n فهي تسعى لاحراز تقدم من اجل جلب الديمقراطية والازدهار للعراق والعراقيين وهي تتوقع اجراء انتخابات عامة في جميع ارجاء العراق في يناير القادم بمساعدة 200 الف جندي عراقي دربهم الاميركيون ويتوقع من هؤلاء القيام بالمهام الامنية خلال الاشهر القليلة القادمة وفي الوقت الذي تمضي الحملات الانتخابية الرئاسية فان لدى ادارة بوش اسبابها الخاصة بها لاعطاء صورة مطمئنة عن العراق في الوقت الذي ليس لهذه الادارة وجود اي خيارات حقيقية للتعامل مع التمرد الحاصل على الارض‚ \r\n \r\n ان البيت الابيض يخفي حقيقة الوضع المتدهور في العراق عن الرأي العام الأميركي ومع ذلك فقد بدأ يخسر الدعم الذي قدم له تجاه تلك المهمة‚ \r\n \r\n ففيتنام بدأت تطل برأسها في أرض العراق بالنسبة للكثير من الأميركيين‚ \r\n \r\n في الاسبوع الماضي حتى بعض الشيوخ الجمهوريين بدأوا يرفضون الصورة التي تقدمها ادارة بوش للاوضاع هناك كما بدأوا يشكون كثيرا بتقييمات الادارة لكل ما يتعلق بالحرب الدائرة بالعراق حاليا‚ \r\n \r\n وقد وصف السيناتور الجمهوري تشاك هاغل الوضع في العراق بانه «اكثر من محرج وانه قد دخل الان مرحلة الخطر الحقيقي»‚ \r\n \r\n الخيارات المتاحة للادارة الاميركية فيما يتعلق بالتعامل مع التمرد قليلة وفي الاسبوع الماضي بدأت هذه الادارة بتجريب احداها كيف؟ \r\n \r\n طلبت تحويل مبلغ ثلاثة مليارات دولار من الاموال المخصصة لاعادة التعمير وتحويلها للشؤون الامنية والامور المتعلقة بالتخطيط للانتخابات‚ ولا نعتقد ان مثل هذا الشيء يكفي للتعامل مع اوضاع في مثل هذا السوء‚ \r\n \r\n الاممالمتحدة التي من المفترض ان تشرف على الانتخابات لديها عدد قليل من العاملين في العراق بسبب القتال وهي تحاول جاهدة تجنيد حوالي 70 ألف شخص للاشراف على تنظيم الانتخابات دون تحقيق اي نتائج حاسمة‚ \r\n \r\n فالكثير من العراقيين يتخوفون من تسجيل انفسهم للمشاركة في هذه العملية بسبب التهديدات التي توجه لهم من قبل المقاومة‚ \r\n \r\n البنتاغون تقول ان هناك حوالي 95 الف رجل أمن عراقي أصبحوا جاهزين للعمل ولكن ليس إلى تلك النقطة التي تمكنهم من شن عمليات هجومية كبرى ضد مراكز وجيوب المقاومة‚ وليس بوسع الولاياتالمتحدة تخصيص المزيد من القوات وارسالها للعراق حيث تحتفظ الآن هناك بما يقارب 160 الف جندي بما فيها قوات الائتلاف‚ وكلما أنكرت الإدارة الأميركية حقيقة الأوضاع المتردية في العراق‚ ازدادت الأوضاع هناك سوءا‚ فالقوات الأميركية تواجه مخاطر اعظم وهناك مخاوف حقيقية من أن يتحول العراق الى ملاذ آمن للإرهاب مع ما يعنيه ذلك بالنسبة للحكومة العراقية المؤقتة وتحطم الآمال بخلق نموذج للديمقراطية في الشرق الأوسط‚ \r\n \r\n في السابق أصرت الإدارات الأميركية على السيناريوهات الوردية خلال حرب فيتنام وكانت النتيجة تسبب القادة في تعميق المستنقع وبلبلة الرأي العام وفي النهاية الهزيمة المخزية‚ \r\n \r\n الآن وفي العراق فإن خيار الانسحاب الفوري غير وارد وهناك حرب أهلية تلوح في الأفق وعلينا ان نتخلى عن التفكير الحالم من أجل تجنب الكارثة المقبولة‚ \r\n